إنها المرّة الأولى... لا تهمليها

سناء دياب-بيروت
تظهر الدورة الشهريّة لدى الفتاة عموماً في الـ13 من العمر وتصاحب ظهورها تغييرات جسديّة ونفسيّة لم تعهدها الفتاة من قبل، مثل الشعور بالانتفاخ وثقل الحركة والألم غير المألوف، فضلاً عن التوتّر. من هذا المنطلق، عليك، أيتها الأم، أن تحسني التعامل مع هذا الواقع كي لا يعود على ابنتك بنتائج سلبيّة.

مرحلة طبيعية وضرورية
تحدّثي إليها عن طبيعة المرحلة التي تمرّ بها وأعلميها أنّها مهمّة وضروريّة وطبيعيّة في حياة كلّ فتاة. نبّهيها إلى أنّ الآخرين لن يدركوا ما طرأ عليها من تغييرات لأنّ الدورة الشهريّة مسألة حميمة في حياة كلّ امرأة. شجّعيها على أن تعيش المرحلة بفرح وتفاؤل، ورافقيها إلى المتجر لشراء الحاجات الخاصّة.

متى يمكنك التحدّث إليها؟
قبل ظهور علامات الدورة الشهريّة لدى ابنتك، عليك أن تقصّي على مسمعها حكاية كل امرأة، تبدأ من زمن طفولتها لتمتدّ إلى مرحلة نضجها، حيث يشهد جسدها تغييرات غير متوقّعة. أخبريها أنّها ستواجه تلك التغييرات وأنّ هذا ما حدث لك حين كنت في مثل سنّها وأنّ ذلك لم يكن بالأمر الصعب على الإطلاق.

عليك مراعاة المرحلة العمرية
لا تثقلي ذهنها بالكثير من التفاصيل. احرصي على أن تكتشفي ما تعلمه وما لا تعلمه في هذا الشأن. راقبي ردّة فعلها تجاه المعلومات التي تعطينها إياها ثمّ حدّدي نوع التفاصيل التي يمكنك إضافتها تدريجيّاً مثل تلك المتعلّقة بأسباب حدوث الدورة الشهريّة.

كيف تتحدّثين إليها؟
استخدمي المفردات العلميّة «الدورة الشهريّة»، «الإباضة»، «البويضة»، «الحيض»... الجئي إلى الرواية التالية: «قديماً كانت النساء الصغيرات ينجبن الأطفال لأنهنّ كنّ عرضة للموت المبكر بسبب الأمراض. اليوم اختلف الأمر ولم يعد على من هنّ في مثل سنّك القيام بذلك، فباتت الدورة الشهريّة أمراً ضرورياً».

اشرحي وطمئني
أخبري ابنتك أنّ كلّ ما يحدث طبيعيّ ونبّهيها إلى أنّها ستشعر ببعض التغييرات وربّما ببعض الألم. لكن، بكلمات واضحة وبسيطة قولي لها إنّ المسألة تقتصر على بضعة أيام يمكنها خلالها ممارسة حياتها العاديّة والذهاب إلى النادي الرياضي أو إلى أماكن التسوّق... كما يمكنها تناول أدويّة مخفّفة للألم.

لا للانطباع السيء
شجّعيها على أن تنظر إلى المسألة من منظار صحيّ إيجابي وعلى التخلّي عن الاعتقادات الخاطئة من قبيل «الدورة الشهريّة قذارة وحياء وعيب». قولي لها إنّ الدورة ليست مرضاً بل جزء من دورة حياتها الطبيعيّة، وإنّ عدم حدوثها هو الأمر غير الطبيعي. انصحيها باستشارة طبيبة أو ممرّضة المدرسة في هذا الشأن.

في اليوم الموعود
لا تغفلي أهميّة حدوث الدورة الشهريّة للمرة الأولى بالنسبة إلى ابنتك. احترمي خصوصيّتها في حال علمت بالأمر من دون أن تخبرك به هي. جدي الطريقة المناسبة لتعلميها بأنّك اكتشفت الأمر وأبلغيها أنّك تقفين إلى جانبها في حال شعرت بالحاجة إلى المساعدة أو إلى الحصول على الإجابة على بعض الأسئلة.

صديقات، كتب...
الجئي إلى بعض الصديقات المقرّبات اللواتي مررن بتجربة مماثلة مع بناتهنّ واستشيرهنّ في شأن الطريقة الأفضل للتعامل مع ابنتك، يمكنك أيضاً استشارة طبيبة العائلة. ولمَ لا تهدين ابنتك كتاباً يعالج موضوع التغييرات التي تطرأ على حياة الفتاة في مثل سنها؟ اقرآه معاً أو دعيها تقرأه بمفردها في حال أرادت ذلك.

صفحة جديدة
افتحي صفحة جديدة في العلاقة مع ابنتك ولتكن الصداقة أساساً لها. دعيها تشعر بأنّها أصبحت أكثر نضجاً وبأنّك تثقين بقدراتها العقليّة. شاطريها اهتماماتها، فأنت منذ اليوم لا تمثّلين سلطة الأمومة الآمرة الناهية، بل أنت الأخت التي تقدّم النصح وتستشير في آن.

 
شارك