ساعة اليد جوهرة أم آلة لتحديد الوقت؟

لن تتمكن أيّ امرأة وقعت تحت تأثير سحر الساعات أن تحدّد سبب اختيارها هذه الساعة التي تضعها حول معصمها من دون سواها... علاقة خاصة جداً تجمع بينها وبين هذه الآلة التي تعتبرها جوهرة ثمينة لا يمكنها التخلي عنها. فمتى ظهرت ساعات اليد وكيف اقتحمت عالم الموضة النسائيّة؟

دور العرب

لطالما شغل مفهوم الوقت والزمن الإنسان منذ بدء الخليقة، وحاول أن يفهم تعاقب الليل والنهار، تغيّر المواسم، وأراد أن يستوعب مبدأ التقدم في السن، فاستخدم الفراعنة القمر لتحديد الوقت وعرفوا أنّ العام يتألف من 365 يوماً، وكان للعرب الفضل في اختراع الساعة الرمليّة والساعة المائيّة. أما الساعة الميكانيكيّة فتمّ ابتكارها في القرن الرابع عشر وتمّ التوصل إلى الساعة الكهربائيّة في القرن التاسع عشر، وساعة الكوارتز في القرن العشرين.

من صانع أقفال إلى صانع ساعات

ظهرت الساعات الكبيرة والمتدلية في أوروبا وكانت تعلّق في الساحات وتدار من خلال الأوزان المعلقة بها والتي تتدلّى حولها، وكان لزاماً أن تكون ثابتة في وضعها الرأسي كي تستمر في العمل، حتى تمكن Peter Henlein وهو صانع أقفال ألماني من اختراع ساعة صغيرة فى بداية القرن السادس عشر وضمّنها محركاً رئيسياً لتزويدها بالطاقة، وهكذا انتشرت الساعات الصغيرة، وازدادت صناعتها في مختلف الدول الأوروبيّة، فرأيناها في فرنسا وبريطانيا وبلجيكا، وكان الصنّاع يدخلون عليها تعديلات محدودة مع المحافظة على مبدأ العمل ذاته.

تطوّر شكل الساعة بشكل كبير، وباتت أصغر حجماً بعد أن كان إطارها يزيد عن 12 سنتيمتراً ما جعل من المزعج حملها، ساهم في ذلك ابتكار نابض التوازن الحلزوني عام 1675، كما تم البدء باستخدام الفولاذ لضمان المزيد من القوة والمتانة.

 داخل السترة

فيما يتعلق بساعة اليد، فقد دعت الحاجة في الحرب العالميّة الأولى إلى ابتكارها، إذ قبل ذلك كان الرجال يعلقونها داخل ستراتهم ويحتاجون إلى أن يخرجوها من حين إلى آخر حتى يعرفوا الوقت، أمّا خلال الحرب ولرغبة الجنود في معرفةالوقت من دون استخدام إحدى اليدين لإخراجها من مكانها، تم ابتكار تلك التي توضع حول المعصم.

خلال السنوات التي تلت الحرب، باتت ساعات اليد حاجة أساسيّة في حياة الرجال كما النساء، لم تعد مخصّصة للطبقات العليا ولم تعد من الكماليات، بل صارت مطلوبة من فئات المجتمع المختلفة، وهذا ما زاد من إنتاجها ومن التفنن في موديلاتها.

تصميم مميّز مطلع القرن الفائت

إلى الموضة

اعتاد الرجال والنساء من الأثرياء والأرستقراطيين في أوروبا اختيار الساعات المزدانة بالحلي والأحجار الكريمة للتباهي بها في المناسبات المهمة، وبسبب كثرة الإقبال على الساعات، وجدت دور الأزياء الكبيرة التي لم تعد تهتم بالملابس فقط ووصلت إلى تصميم الأكسسوارات والحلي والمجوهرات، أنّ عالم الساعات واسع جداً وخصب ويمكن الاستفادة منه لزيادة شهرة الدار وضمان انتشار أكبر لاسمها. وقد لجأت هذه الأسماء الكبيرة إلى الاستعانة بأمهر الحرفيين لكي تضمن أن يكون إنتاجها من الساعات راقياً، فلا يقال إنّها تقدّم أكسسوارات، بل تصير الساعات أغلى وأفخم من الحلي والمجوهرات الثمينة.

إبداعات الدور العريقة

صحيح أنّ هناك العديد من الدور المختصّة بإنتاج الساعات الراقية، إلاّ أنّ عشرات دور الأزياء أبدعت في تقديمها واكتسبت سمعة مميّزة في الأسواق العالميّة، نذكر منها على سبيل المثال CHANEL وChristian Dior وEmporio Armani وLouis Vuitton وBurberry.

واحدة من أجدد ساعات دار CHANEL

ساعة اليد لا تشبه أيّ قطعة مجوهرات أو أكسسوارات أخرى تقتنيها المرأة، هي قطعة تستمر معها لسنوات طويلة، ولذلك يجب أن تختارها عن قناعة بعد أن تقع تحت سحر تصميمها الاستثنائي، ولعلّ هذا هو السبب الذي جعل النساء يملن إلى الساعات التي تقدّمها دور الأزياء، فهذه الأخيرة قادرة على فهم ما يعجب النساء.

ثورة في الشكل والمضمون

لأنّنا في عصر التكنولوجيا، فإنّ شكل الساعات ومواصفاتها شهدت تغييرات جمّة، وازدادت المزايا بعد أن تسابقت الشركات العملاقة إلى تقديم ساعات رقميّة، وأخرى تتميّز بخاصيّة الإجابة عن أسئلة صاحبتها، وثالثة تحتوي على كاميرا، ولكن يبقى الهدف الأول من الساعة معرفة الوقت، ولا ضير أن يكون شكلها مميّزاً وقادراً على لفت أنظار من اختارتها.

المزيد : نورغول يشلشاي نجاح أعمالي مصدر قوّتي ، بلقيس بفستان وتسريحة طفولية ، هيفا وهبي… أجمل نساء العالم ، مريم أوزرلي خبيرة مكياج

 
شارك