TOM FORD مصمّم العصر

 

هو رجل حيوي مليء بالنشاط والديناميكيّة، دخل عالم الأزياء وأحدث فيه أثراً خلال وقت قصير فصار من أهمّ المصمّمين المعاصرين. إنّه Tom Ford الذي عمل مع أهمّ الدور العالميّة كـGucci وYves Saint Laurent ليفتتح في العام 2005 دار الأزياء الخاصّة به ويبدع تصاميم نسائيّة ورجاليّة، بالإضافة إلى الحقائب والأحذية والعطور والنظّارات الشمسيّة.

اقرئي: البلوزة الإسبانية من التراث إلى المنصّات

أحداث كثيرة طبعت السنوات الـ56 لـTom Ford، فحوّلته خلال فترة قصيرة إلى أحد أهمّ الأسماء في عالم الموضة بفضل الموهبة الكبيرة التي امتلكها والتي فتحت له الأبواب على مصراعيها. ولم يقتصر نطاق عمله على تصميم الملابس وحسب، بل تعدّاها إلى عالم الأكسسوارات والعطور ومستحضرات التجميل، ليبني مملكة قويّة تعود عليه بالملايين وبشهرة عالميّة لطالما طمح إليها.

من الهندسة الداخليّة إلى الأزياء

هو ابن ولاية تكساس في الولايات المتّحدة الأميركيّة، بدأ شغفه بالأزياء مذ كان يراقب والدته تنسّق أزياءها الملوّنة ذات التصاميم العصريّة في سبعينات القرن الماضي، فأبهرته وازداد اهتمامه بالملابس وبالمظهر الخارجي، إلّا أنّ عالماً آخر جذبه أيضاً وهو التمثيل، فقدّم في مراهقته بعض الإعلانات التلفزيونيّة، ليعود ويدرس الهندسة الداخليّة في باريس، ومع ذلك لم يعمل في هذا المجال، بل عاد إلى نيويورك كي ينطلق في تصميم الأزياء، مستفيداً ممّا رآه في عاصمة الموضة الأوروبيّة من صيحات واتّجاهات تختلف عن الخطوط السائدة في أميركا.

البداية الصعبة

لم يكن العثور على عمل في مجال الأزياء أمراً سهلاً، إلّا أنّ إصرار Ford وإرادته القويّة مكّناه من العمل مع المصمّمة Cathy Hardwick لمدّة عامين، ثمّ مع Perry Ellis لمدّة لسنتين أيضاً. وبعد هذه الفترة، رأى أنّ النقلة النوعيّة في حياته ستتحقّق في أوروبا، فقصد في العام 1990 إيطاليا وشغل منصب مصمّم خطّ الأزياء النسائيّة الجاهزة لدى دار Gucci العريقة.

اقرئي: TOD’S الفخامة الإيطاليّة

 

دور محوري في Gucci

كانت Gucci تواجه الكثير من الأزمات، فجاء Ford كالمنقذ الذي أعادها إلى الواجهة بفضل رؤيته العصريّة وأسلوبه الثوري في التصميم، فبعد أنّ ترك تأثيره الإيجابي على قسم الملابس النسائيّة، تولّى تصميم الملابس الرجاليّة، تلاها تصميم الأحذية. كما عمل على الحملات الإعلانيّة، ليصبح في العام 1994 المدير الإبداعي ويستمرّ مع Gucci حتى العام 2002.

مع Yves Saint Laurent

قدّم Ford لدار Gucci إبداعات لا تُنسى، منها السروال الضيّق المنخفض الخصر وقميص الساتان الأنثوي والجزمة البرّاقة الطويلة. ومن البصمات المميّزة في مسيرته المهنيّة، تولّيه منصب المدير الإبداعي في دار Yves Saint Laurent في العام 2000 ليبتكر خطوط الموضة فيها بالتزامن مع عمله في Gucci.

دار خاصّة به

في العام 2005، افتتح المصمّم الأميركي الدار الخاصّة به، فلاقت تصاميمه رواجاً سواء الملابس النسائيّة أو الرجاليّة أو الأكسسوارات لا سيّما النظّارات الشمسيّة والحقائب والأحذية، كما دخل عالم مستحضرات التجميل والعطور.

وتوجّهت تصاميم Ford إلى المرأة القويّة والواثقة من نفسها التي تعرف ماذا تريد وتحتفي بنجاحها في أيّ مجال تخوضه، ولذلك أبدع حين قدّم البدلات ذات الخامات الفخمة كالكشمير والفرو وحصل على العديد من الجوائز عن تصاميمه المختلفة.

في السينما

لم ينسَ Ford السينما والتمثيل ولكنّه حين قرّر دخول هوليوود اختار الإخراج، فقدّم فيلم A Single Man من بطولة Julianne Moore وNicholas Hoult فكانت أصداء الفيلم مميّزة ولاقى إعجاب النقّاد والمشاهدين.

 

بين العصريّة والكلاسيكيّة

لأنّ أسلوبه يجمع بين الطابع الأميركي العصري من جهة والكلاسيكي الأوروبي من جهة ثانية، اختارت نجمات عالميّات مثل Madonna وBeyoncé  وRihanna وJennifer Lopez تصاميمه. أمّا نجوم هوليوود، فانتقوا بدلاته الأنيقة، منهم Bradley Cooper وJude Law وBrad Pitt وJustin Timberlake.

 

عطور تحتفي بالعود

من أكثر عطور العود تأثيراً وجمالاً وانتشاراً في العالم تلك التي أطلقها المصمّم الأميركي، لا سيّما Black Orchid الذي يلائم الرجال والنساء على حدّ سواء، وعطر Private Blend Oud Minérale الذي قدّمه مؤخّراً، جامعاً بين جاذبيّة العود الثمين والنادر وحيويّة المحيط المنعش، ليأسر حواس من تتنشّق شذاه.

اقرئي: التنورة Midi تعيدكِ إلى عصر الموضة الجميل

جديده للموسم

للمرأة العصريّة، قدّم Tom Ford تصاميم غامضة وأنيقة في مجموعة خريف وشتاء 2017 - 2018، فاعتمد كثيراً على اللون الأسود لا سيّما في المعاطف والسترات الرسميّة، كما استعان بالألوان القويّة كالأصفر والبرتقالي والفضّي، وقد رأينا الفرو بكثرة على الحقائب والسترات. أمّا الأحذية، فتنوّعت بين الأنثويّة الناعمة ذات الكعب العالي والجزمات  المرتفعة البرّاقة.

 

 
شارك