شخصــيات كثيـــرة الانتــقاد ضعيـــها عنـــد حـــدّها

من المهم أن نعرف أنّ كل عمل نقوم به سيُقابل إما بالترحاب أو بالاعتراض، وعلينا أن نمتلك الصدر الرحب لكي نتقبّل النقد ونرد بأسلوب أنيق على من يوجّهه، ولا نُقابل الناقد بسوء الظن دائماً، إذ من الممكن أنّه يهتم فعلاً بمصلحتنا ويحاول من خلال خبرته الحياتيّة توجيهنا لما يرى فيه خيراً لنا.

إقرئي أيضاً: روتينك الجمالي باللون الزهري ، للرجال أيضاً اهتمامات بعمليات التجميل في الخليج، مدينة الحبّ والأضواء… أهلاً بكِ في باريس

الوعي الكافي للتمييز

لذلك من الضروري امتلاك الوعي الكافي للتمييز بين النقد البنّاء وذلك الهدّام، فنقيس الأمور بميزان المنطق والعقل والحكمة، ونكون قادرين حتى لو ازداد سيل الانتقادات أن نستمر في الثقة بالنفس ولا نسمح لطاقات الغير السلبيّة بالتأثير علينا ومنعنا من التقدّم.

الكسالى لا يتعرّضون للنقد

لن يتعرّض الكسالى الذين لا يقومون بأي عمل جديد في حياتهم للانتقادات، وهذا يعني أنّك امرأة ناجحة وفاعلة في محيطك. فحتى لو نلت انتقادات سلبيّة كثيرة، أنتِ لفتّ أنظار من حولك حتى يعلّقوا على ما تقومين به. إذاً امتلكي الثقة بالنفس للرد عليهم بهدوء، وكوني متسلّحة بالحجج المناسبة التي تردّين بها على من يواجهك، ولا سيما في حال تواجدت في المجتمع الواسع، بشرط أن تبقي هادئة ومتماسكة وغير منفعلة.

فهم الأسباب

لكي تفهمي شخصيّة الناقد، عليك أن تبحثي قليلاً عن الأسباب التي تدفعه إلى انتهاج هذا السلوك.من الممكن أن يكون هو نفسه عرضة للانتقادات من جهات أخرى، فينفّس عن كبته من خلال مهاجمتك، كما يمكن أنّه لا يقوم بأي جديد في حياته، ولديه كامل الوقت لكي يراقبك ويوجّه ملاحظاته لكل ما تقومين به.

هو المجروح

من أسباب كثرة الانتقادات أن يكون الناقد مجروحاً من أمر ما في حياته، وهذا ما يدفعه إلى جرح من حوله والتسلّط عليهم والتقليل من شأنهم. فلا تواجهيه بعنف، بل خذي حقّك منه بكل هدوء واتزان.

طريقة المواجهة

اعتماد هذه الطريقة سيوقف من ينتقدك عند حده، وليس أن تثوري وتغضبي وتصرخي فتصيري مثله، فأنتِ بهذه الطريقة نزلت إلى مستواه وفقدت السيطرة على أعصابك، وهذا يعني بطريقة أو بأخرى أنّه انتصر عليك.

تواجد مستمر

أن نتعرّض لانتقادات عابرة أمر، وأن نكون في احتكاك دائم مع شخص شديد الانتقاد باتت هذه الصفة جزءاً من شخصيّته، أمر آخر مختلف وأكثر صعوبة. فكيف نتعامل معه، ونوقفه عند حدّه؟

مشكلة مع الزوج

واجهت السيدة علا (27 عاماً) التي تزوّجت حديثاً هذه المشكلة مع زوجها. وهي تقول في هذا الإطار: «زوجي ينتقد معظم ما أقوم به، من أبسط الأمور إلى تلك الهامة، فهو مثلاً يعلّق على طريقة تنسيقي لملابسي، وعلى اختياري للمناشف والشراشف، على توضيبي لأغراض المطبخ، إلى درجة أنّني صرت أشعر بأنّني في المدرسة أخضع لامتحان وعين المراقب عليّ طوال الوقت، ينتظر أي خطأ يصدر مني كي يُخرجني من الغرفة.

فقدان الثقة

تكمل السيدة الشابة: «شعرت في وقت من الأوقات بأنّني بدأت أفقد الثقة بنفسي، صرت أحس فعلاً أنّ قراراتي غير صائبة لأنّه يشكّك في أبسط ما أقوم به فينتقده ويقنعني بأنّه بحاجة إلى تغيير. كنت بحاجة إلى أن أواجهه وأخرج من دائرة الانسياق التي بدأت أدخل فيها، وهذا ما حدث بالفعل».

وقفة حازمة

تمكّنت الشابة من أن تقف بحزم أمام سيل الانتقادات التي تتلقاها من زوجها. وحول الطرق التي اتبعتها لتحقيق غايتها، تقول: «بدأت أتجاهل انتقاداته، فلا أغيّر قراري أو الفعل الذي قمت به. وحين يعيد تذكيري بالموضوع، أخبره أنّني مصّرة على موقفي وذلك من دون عصبيّة أو انفعال، أضحك ببساطة وأطلب منه أن يثق بقراري لأنّ الوقت سيثبت له أنّني كنت على حق، وهذا ما كان يحصل بالفعل».

شخصيات عدائيّة

هناك أشخاص يميلون إلى العدائيّة والهجوم حتى لو كان موضوع النقاش بسيطاً، يبحثون عن الأخطاء والنقص في الذين يتعاملون معهم، حيث يذهب كثيرون نحو تحطيم الآخر والتقليل من شأنه ليغطوا على فشلهم، ونلاحظ ازدياد انتشار هذه النوعيّة من الناس في المجتمع بسبب الضغوط النفسيّة والاجتماعيّة المتزايدة.

سؤال يجب طرحه

من الضروري أن تسألي نفسك حين تتعرّضين للانتقاد عن السبب الذي يدفع الآخر إلى توجيه هذا الكلام لكِ، ففي حال شعرت بأنّه يبطّن الشر وبأنّ كلامه لا يحمل رغبة في تغييرك نحو الأحسن، حاولي في حال استطعت الابتعاد عنه وإقصاءه من حياتك.

الصديقة الهدّامة

هذا ما قامت به رجاء (24 عاماً) التي واجهت كثرة الانتقادات من صديقتها المقرّبة وقرّرت بعد أكثــــر من مواجــــهة معـــــها أن تبـــــتعد عنها. وهي تقـــــول: «أعرفهـــــا منذ الطفـــولة وقـــــد تربيـــــنا معاً وعرفــــــنا أيــــــامأً صعــــــبة وأخرى سعـــــيدة لا تُنــــــسى، واجــــــهنا الكثــــير من الصـــــعاب وكــــــنا نتـــــــضامن لــــــــكي نخرج منها، لكن في الســــــــنوات الأخــــــــيرة ازدادت انتقــــــــاداتها لي وبــــدأت أشـــــــعر بأنّها متسلّطة وتحاول إلغاء شخصيّتي».

خيار صائب

فضّلت الشابة الابتعاد عن صديقتها كي تتخلّص من سيل الانتقادات التي تكيلها لها، واختارت أن تحيط نفسها بأناس إيجابيين قادرين على رفع معنوياتها حين تكون منزعجة، وأن تعطيها نصائح بنّاءة بأسلوب لطيف وغير مستفز.

من هنا ضرورة الاختيار، إما المواجهة لإيقاف الناقد عند حدّه أو الابتعاد وإخراجه من حياتك، فأيّ الاتجاهين تفضّلين؟

 
شارك