درّة: لا يهمّني المركز الأوّل بل التميّز

حوار: نيكولا عازار، تصوير: شربل بو منصور، تنسيق: ياسمين عيسى، مديرة فنيّة: فرح كريديّة، ماكياج: ساره حسن، تصفيف شعر: lejack_k ، موقع التصوير: مطعم Barbizon - بيروت

يحقّق مسلسها الأخير «الشارع اللي ورانا» نجاحاً باهراً، فهو من أكثر الأعمال الدراميّة متابعة على الشاشة الصغيرة في مختلف البلدان العربيّة. أداؤها فيه مبهر، فهي تؤكّد أنّ التمثيل له أربابه وجنوده، كما أنّها مستعدّة دائماً لخوض غمار التحدّيات، مهما كانت صعبة ومعقّدة. هي الممثّلة التونسيّة درّة زروق التي تستعدّ لعرض مسلسلها الرمضاني الجديد «نسر الصعيد» إلى جانب الممثّل المصري محمد رمضان، ومن المتوقّع أن يأخذ هذا الثنائي المشاهد في رحلة استثنائيّة مليئة بالرومانسيّة والتشويق. ماذا تقول درّة عن تجربتها في «الشارع اللي ورانا»؟ ماذا تردّ على من يحاول زكزكتها؟ وكيف تصف الطريق إلى النجوميّة؟ عن هذه الأسئلة وغيرها تجيب درّة في هذا اللقاء الشيّق معها.

تعلمي الأناقة من الملكة رانيا بـ5 خطوات فقط!

تشاركين في مسلسل «نسر الصعيد» إلى جانب الممثّل المصري محمد رمضان. ما الذي جذبك إلى المشاركة في هذا العمل؟

لا شكّ أنّ تقديمي البطولة النسائيّة في العمل بدور «فيروز» كان العامل الأبرز الذي دفعني إلى المشاركة في هذا المسلسل لا سيّما أنّني وجدته مختلفاً عن الأدوار التي قدّمتها سابقاً، ناهيك عن أنّني أشارك إلى جانب محمد رمضان، فهو نجم كبير وله قاعدة جماهيريّة واسعة، وهي المرّة الأولى التي نجتمع فيها في عمل واحد. وعلى الرغم من أنّنا نقدّم دورين مختلفين، إذ يجسّد رمضان الرجل الصعيدي، فيما أؤدّي دور فتاة من القاهرة، ثمّة رابط جميل سيجمع هاتين الشخصيّتين وسيتبلور تلقائيّاً طوال أحداث العمل الذي هو من إنتاج «العدل غروب» وتأليف محمد عبد الماضي وإخراج ياسر سامي.

ماذا سينتظر المشاهد منك؟

أتمنّى أن يلقى العمل النجاح المرجوّ. كما سبق وذكرت أقدّم دوراً جديداً يختلف عن الدورين اللذين قدّمتهما في «سجن النسا» و«الشارع اللي ورانا»، فهما دوران مركّبان وصعبان وشكّلا مفاجأة للجمهور العربي.

إطلالات أسطورية في حفل الـMet Gala 2018

غالباً ما تؤدّين الأدوار المركّبة.

تجذبني هذه الأدوار وأشعر بأنّني أتألّق فيها أكثر من الأدوار السهلة. دوري في «نسر الصعيد» سيكون أقلّ تعقيداً ممّا قدّمته سابقاً، إلّا أنّنا سنتابع معاً خطّاً دراميّاً جميلاً يمزج بين الرومانسيّة والتشويق.

رسمت مشوارك المهني بخطوات ثابتة. هل كنت مدركة لكل خطوة؟

لا تستطيع أن تعتمد خطّة معيّنة وتسير عليها مطوّلاً، بخاصة في مجالي الفنّ والتمثيل، فكل شيء مرهون بالوقت وبالفرص التي تأتيك. بدأت مسيرتي المهنيّة في مصر مع المخرج المصري الراحل يوسف شاهين في «هي فوضى»، ثم عملت مع المخرج يسري

نصر الله في فيلم «جنينة الأسماك» وشاركت إلى جانب نجوم كبار وفي تجارب مختلفة، منها ما حصد نجاحاً ومنها ما لم يكن على قدر التوقّعات، وقد أدركت أنّ «الاستمراريّة» هي ضمان نجاح الممثّل وتأكيد لنجوميّته، لا سيّما أنّ الشهرة أصبحت متاحة للجميع، فبليلة وضحاها، يصبح شخص غير معروف حديث الناس بمجرّد كبسة زرّ.

بدأت التمثيل منذ أكثر من 10 سنوات. هل كان إثبات النجوميّة أصعب بكثير من يومنا هذا؟

طبعاً، لم تكن مواقع التواصل الاجتماعي متواجدة في أيامنا تلك، كان على الممثّل أن يجتهد كثيراً للحفاظ على مكانته وضمان نجوميّته وانتشاره. واليوم، اختلفت كل المقاييس، إذ لم يعد للموهبة دور في هذه المعادلة، وما تقدّمه لنا هذه المواقع خير دليل على ذلك. قد تعتقد أنّ الأمور أصبحت أسهل علينا نحن الفنانين في ظلّ وجود مواقع التواصل الاجتماعي، إنّما ستتفاجئ إن قلت لك إنّ المسؤوليّة باتت أصعب بكثير، فثمّة إرهاق فكري ونفسي يشعر بهما الممثّل نتيجة تركيزه على البحث عن الهدف المرجوّ وتقديم أدوار ناجحة والتواجد على مواقع التواصل والامتناع عن الدخول في متاهات وخوض حروب تافهة. إلّا أنّ كل هذه الأمور لا تزعجني، فهي ركائن النجاح، كما أنّني أعي تماماً أنّ الطريق الذي اخترته لن يكون سهلاً.

كيف تصفين المرحلة الحاليّة من حياتك؟

أحمد ربي على ما وصلت إليه، فقد حقّقت مكانة مهمّة في عالم التمثيل وأعمل جاهدة لتطويرها وتعزيزها، علماً أنّ الجمهور هو سندي الأكبر، فهو يدعمني ويثني على موهبتي، ما يحمّلني مسؤولية كبيرة تدفعني دائماً إلى أن أتحدّى ذاتي لتقديم أفضل ما لديّ. لا يهمّني المركز الأوّل ولا أدخل في هذه المتاهات، فأنا مسالمة وجلّ ما أسعى إليه هو أن أكون متميّزة في المكانة التي تليق بي.

التمثيل يشرّع أبوابه أمام مقدّمي البرامج

لا تحبّين المشاكل، ولكن يبدو أنّكتجذبينها إليك!

لا أدري لم يبحث البعض عن إقحامي في مشاكل أنا في غنى عنها، علماً أنّني على علاقة جيّدة مع معظم الزملاء ولا أخطأ بحقّ أحد ولا أدخل دوّامة «القيل والقال».

أكثر الأخبار والثرثرات تظهر حين تقدّمين عملاً ناجحاً، فيكثر الكلام وتصبح الفرحة مرفقة بغصّة.

للأسف هذا صحيح. ربّنا يهديهم! لن أكون مثاليّة وأطلب منهم أن يفرحوا لي، إنّما أتمنّى منهم أن يتركوني وشأني.

تقدّمين دراما مختلفة في أوّل بطولة مطلقة لك في «الشارع الي ورانا» تقوم على الغموض والتشويق. برأيك، ما الذي جذب المشاهد إلى هذا العمل؟

أنا فخورة جدّاً بهذا المسلسل، فهو عمل على مستوى عالمي بكل عناصره (تمثيلاً وإخراجاً وديكوراً وإنتاجاً وموسيقى...) واللافت أنّ البعض لجأ إلى مقارنته بأعمال أجنبيّة لعلّه مقتبس من قصّة ما، إلّا أنّ العمل وبكل بساطة مختلف عن الأعمال الدراميّة التي اعتدنا متابعتها. بحثت عن هذا العمل مطوّلاً إذ رغبت في التجديد وفي خوض مغامرة جميلة، والحمدلله كان دور «نادية» من أجمل الأدوار التي أدّيتها في حياتي، ناهيك عن أنّ أجواء التصوير كانت رائعة، فالجميع تكاتف لتقديم عمل راقٍ، علماً أنّه كان صعباً ومتعباً في آن، غير أنّ الكل تسلّح بطاقة إيجابيّة، فظهر هذا العمل على مستوى رفيع.

تميّزت في أوّل بطولة مطلقة لك.

سبق وقدّمت بطولات مشتركة وثنائيّة، إلّا أنّني لطالما رغبت في تقديم عمل من بطولتي وحسب وانتظرت الفرصة المناسبة لذلك، وحين قرأت السيناريو، قرّرت خوض هذه التجربة، ناهيك عن أنّ نجوماً كباراً لهم مركزهم يشاركون فيه مثل لبلبة وفاروق الفيشاوي.والعمل من إخراج المبدع مجدي الهواري كما أنّ إنتاجه ضخم.

إلى أيّ مدى كانت هذه التجربة مختلفة عمّا قدّمته سابقاً؟

الدور محوري إذ إنّ كل الأحداث تدور حوله، وهذه مسؤوليّة كبيرة على الصعيدين الشخصي والمهني. ولا بدّ من القول إنّ كل ممثّل في العمل قدّم أداء رائعاً، كما وشعرت بانتماء كبير إلى المسلسل، خلافاً للأعمال الأخرى التي شاركت فيها، حيث كنت أكتفي بتأدية مشاهدي وحسب.

هل تعدين جمهورك بنهاية سعيدة أم أنّ الأحداث المقبلة ستحمل العديد من الصدمات؟

الصدمات ستأتي تباعاً إلّا أنّني أعدهم بنهاية سعيدة.

بعد 27 عاماً جوليا بطرس تعود إلى صور ومفاجأة محزنة لجمهورها!

هل تحضّرون لجزء ثانٍ بعد رمضان؟

لا أعتقد ذلك، مع أنّ البعض يتمنّى مشاهدة جزء ثانٍ من العمل. المسلسل قائم على عنصر الغموض، وحين سنكتشف النهاية، سيزول هذا العنصر تلقائيّاً.

قد يكون هناك عمل آخر مع الفريق نفسه.

أثنى النقّاد على براعتك في تمثيل دور «نادية»، الفتاة المضطربة نفسيّاً. كيف تحضّرت لهذا الدور؟

أهوى الأدوار الصعبة، فهي تظهر طاقاتي التمثيليّة، وفي هذا العمل، كانت التجربة استثنائيّة.

ما يحدث هو أنّني أقرأ السيناريو وأبدأ بتخيّل الشخصيّة، قد أحلم بها أحياناً، فأستيقظ وأكتب التفاصيل على ورقة، أو قد أتّصل بالكاتب أو المخرج وأشاركهما رؤيتي، وهنا أشعر بأنّني أتقمّص الدور وأعيش تفاصيله، كما أتشارك والمنسّق الأسلوب الذي ستظهر فيه الشخصيّة. وقد تطلّب الأمر في «الشارع اللي ورانا» مجهوداً إضافيّاً لإظهار الدور كما هو عليه، فـ«نادية» تتكلّم من الداخل والخارج بخاصّة في المشاهد الصامتة، كما أنّها تعاني من تناقضات مختلفة، وللتعبير عنها بصدق، قد أستعين بتجارب سبق ومررت بها أو قد أتخيّلها.

وكيف تقيّمين أداءك في «الشارع اللي ورانا»؟

أنتقد ذاتي في كل عمل أشارك فيه، علماً أنّني تفاجأت كثيراً بأدائي في هذا العمل، فالاضطراب التي تعاني منه «نادية» كان واضحاً جدّاً (ضاحكة). راضية تماماً عن أدائي وسعيدة جدّاً بردود الأفعال.

9 أسرار تكشف للمرة الأولى عن الأميرة شارلوت

أين أنت من السينما في الفترة المقبلة؟

أحبّ السينما فقد قدّمت عملين العام الفائت، إلّا أنّني صببت تركيزي هذا العام على الأعمال الدراميّة، وأتمنّى أن أجد النصّ المناسب كي أعود وأشارك في فيلم سينمائي جديد.

هل سنراك قريباً في دور كوميدي؟

أعشق الكوميديا فهي عفويّة وسلسة وتُضحك المشاهد. أتمنّى أن أقدّم الكوميديا بعيداً عن الأدوار المركّبة والمعقّدة التي تضعني في حالة من البكاء والصراخ والإرهاق... أريد أن أبتسم وأفرح وأرقص.

 
شارك