‏OPRAH WINFREY: النجاح يتحقّق حين نعمل من صميم قلبنا

 برز حفل Golden Globe Awards في دورته الـ75 كأهمّ حفل لتوزيع الجوائز في هوليوود منذ عاصفة الفضائح التي طالت ممثّلين في موضوع التحرّش، وقد ارتدت النجمات ملابس سوداء للتضامن مع الضحايا. إلا أنّ Oprah Winfrey سرقت الأضواء خلال هذا الحدث المهمّ، إذ مُنحت جائزة Cecil B. DeMille الفخريّة عن مجمل حياتها المهنيّة.

حوار: Lucy Allen من The Interview People

في كواليس الحفل، تحدّثت Oprah عن ردّة الفعل المذهلة للجمهور بعد الخطاب الملهم الذي ألقته وعن الدروس التي تعلّمتها في حياتها وعن آمالها للمستقبل.

كان خطابك في حفل Golden Globe Awards ملهماً جدّاً. ما هو أهمّ درس تعلّمته على الصعيدين الشخصي والمهني؟

في الواقع، أهمّ درس تعلّمته خلال مشواري المهني كان من الكاتبة الأميركيّة الراحلة Maya Angelou التي قالت لي في إحدى المرّات: «عزيزتي، يجب أن تتعلّمي أن تصدّقي الناس من المرّة الأولى التي يكشفون لك فيها عن أنفسهم». وفي حالتي، لم أكن أكتشف حقيقة من حولي إلّا بعد فترة طويلة، إذ كنت أُخدع مراراً وتكراراً وبأشكال مختلفة. أظنّ أنّ هذا الدرس مهمّ جدّاً بالنسبة إليّ، لأنّه علّمني أن أقيّم الناس من خلال تصرّفاتهم وأفعالهم معي ومع غيري فهي تعكس حقيقتهم وجوهرهم. فعندما يتكلّم أناس أمامنا بالسوء عن أشخاص آخرين، من المؤكّد أنّهم سيتكلّمون عنّا في غيابنا أيضاً. لذا، أعتبر أنّ هذا الدرس من أبرز الدروس التي تعلّمتها سواء على الصعيد الشخصي أو المهني. كما أنّني تعلّمت أن أبقى دائماً متواضعة وأن أبتعد  عن التكبّر والتعجرف.

أنت اليوم من أهمّ النساء في العالم.  ما الذي يدفعك إلى التواضع؟

تشعرني هذه المبادرات بالتواضع. فعندما اتّصلوا بي وأخبروني بالجائزة أجبت بأنّني «لست الشخص المناسب للفوز بجائزة Cecil B. DeMille الفخريّة». لماذا؟ عملت مع Reese Witherspoon خلال فترة الشتاء والربيع وفي صباح أحد الأيّام كنّا نتحدّث في غرفة الماكياج فسألتها: «كم عدد الأفلام التي شاركت فيها حتى اليوم؟» فأجابتني قائلة: «لا أدري فقد شاركت في أفلام كثيرة جدّاً». وعندئذٍ فكّرت في نفسي وأملت ألّا تطرح عليّ السؤال نفسه فأنا لم أمثّل سوى في خمسة أفلام! ولهذا السبب لم أستوعب لمَ وقع الخيار عليّ أنا بالذات لهذه الجائزة. بعدها، شرح لي المنظّمون أنّ هذه الجائزة هي عن مجال الترفيه بشكل عام وليست حكراً على الممثّلين.

لا شكّ في أنّني أفتخر جدّاً بالنجاح الذي حصده برنامجي The Oprah Show وبمدى تأثيره على الجمهور في كل أنحاء العالم، إلّا أنّني ومع ذلك أشعر بأنّني وافدة جديدة على عالم الأفلام. ففي كل مرّة أمثّل فيها،  لا أكون مرتاحة أبداً وأشعر بالخوف.

اقرئي: حفل الـ “غولدن غلوب 2018” صرخة ضدّ التحرش

ما هي النصيحة التي تودّين إعطاءها للجيل القادم حول العمل في مجال الأفلام في هوليوود؟

للنجاح في صناعة الأفلام يجب أن تحبّ عملك. عملت على برنامج The Oprah Show طوال 25 عاماً، ويشهد زوجي Stedman Graham أنّني كنت أعود خلال تلك الفترة في وقت متأخّر متعبة ومرهقة لدرجة أنّني كنت أجد صعوبة في خلع ملابسي، فبالكاد أمامي 4 ساعات كي أرتاح لأعود وأستيقظ للعمل من جديد. صحيح أنّني شعرت بالإرهاق، لكنّني لم أشعر بأنّني منهكة القوى يوماً. لذا، نصيحتي هي أن يؤدّي كل شخص العمل الذي ينبع من قلبه ومن خلفيّته ومن قصص نشأ معها ويحبّها، من قصص يريد أن يتشاركها مع الغير لأنّه إن لم يفعل، لن يعرف العالم بها. ومن أجل النجاح في العمل، لا بدّ أن تتماشى شخصيّتنا مع رسالتنا في الحياة، وهو درس آخر مهمّ تعلّمته في حياتي. فعندما نستخدم شخصيّتنا لتحقيق هذه الرسالة سننجح بالتأكيد. وسواء عمل الإنسان في التمثيل والأفلام أو الفنّ أو أيّ مجال آخر وأدّى عمله من صميم قلبه، لا مجال للفشل.

بالفيديو: ما لا تعرفينه عن قصة نجاح أمل بوشوشة

بمَ تنصحين ابنة الـ7 أعوام  أو الـ13 عاماً التي تعيش اليوم حياة مماثلة لحياة Oprah في السابق حول صمود المرأة في هذا العالم؟

كنت حزينة جدّاً في سنّ السابعة. فكل الحبّ الذي حصلت عليه آنذاك كان من مدرّسيّ. وعندما يلاحظ الغير وجودنا ويعطينا أهميّة وقيمة، تزداد ثقتنا بنفسنا. لذا، فالاهتمام والتقدير من أجمل الأمور التي يمكننا أن نقدّمها للآخرين. وخلال السنوات التي عملت فيها على برنامج The Oprah Show، لاحظت أمراً مهمّاً بعد انتهاء كل حلقة وهو أنّ ضيوفي دائماً يسألونني «كيف كانت المقابلة؟». بغضّ النظر عن الضيف الذي أستقبله، سواء كان مجرماً أو سياسيّاً أو رئيس الولايات المتّحدة الأميركيّة مثل Barack Obama أو George Bush أو فنّانة عالميّة مثل Beyoncé، في نهاية المطاف يريد جميعهم معرفة رأي الآخرين بأدائهم. وقد لاحظت أنّ هذا التفكير مشترك بين كل البشر، فالجميع يريدون أن يعرفوا تقييم الآخرين لهم ولأدائهم. وعندما أدركت ذلك بتّ شخصاً أكثر تعاطفاً مع الآخرين وتفهّماً لهم، وأصبح بإمكاني أن أحاور أيّ شخص حول أيّ موضوع لأنّني أعلم أنّنا متشابهون في الصميم.

 
شارك