حوّلي الصوم الصيفي إلى متعة

الشكوى من الصوم في أكثر الأشهر حرّاً خلال السنة هي لسان حال الشعوب العربيّة والإسلاميّة، ناهيك عن أنّ هذه الفترة مخصّصة للسفر والاستمتاع بالإجازة الصيفيّة، لكن عوضاً عن  ذلك حلّ الشهر الفضيل زائراً على حياتنا وغيّر من خططنا. ومن الطبيعي ألا يكون هذا التغيير مستساغاً أو سهلاً ولكن ليس من الضروري أن يعني زوال المتعة من إجازاتنا، فهناك الكثير من النشاطات والأعمال التي يمكن القيام بها لاستغلال ساعات النهار الطويلة خلال الشهر الفضيل. فكيف تتعاملين مع مشقّات الصوم الصيفي وتحوّلينها إلى متعة لا تنسى؟ وما هي الطرق التي يمكنك من خلالها الاستفادة من وقتك إلى أقصى حد؟

مراكز التسوّق

تشكّل المراكز التجاريّة وجهة مثاليّة للراغبات في تضييع الوقت، ويمكن الاستفادة من الحسومات التي بدأت قبل فترة وما زالت مستمرّة. تقول هبة

(27 عاماً): «حرصت على أخذ إجازتي السنويّة خلال الأسبوعين الأوّلين من شهر رمضان لكي أتفرّغ للعبادة خلال الليل وللراحة خلال النهار، لكنّ هذا لا يعني أنّني لا أخرج من المنزل، فأنا أستفيد من ساعات اليوم الطويلة للذهاب إلى المراكز التجاريّة مع رفيقاتي، فنمضي الساعات بالتنقّل من متجر إلى آخر. لا نشعر بمرور الوقت ونحن نجرّب الملابس أو الأحذية. لا أنكر أنّني أعود متعبة إلى البيت ولكنّني أنام فترة بعد الظهر وأستيقظ لأساعد والدتي قليلاً في المطبخ، وسريعاً يأتي وقت الإفطار».

فائدة مضاعفة للطلاب

يستفيد طلّاب المدارس والجامعات من الصوم خلال الصيف لأنّهم يكونون بعيدين عن مقاعد الدراسة، فلا يضطرّون إلى الاستيقاظ باكراً للذهاب إلى مدارسهم أو جامعاتهم، كذلك لا يكون عليهم بذل مجهود فكري للدرس والحفظ، بل يمكنهم النوم خلال النهار والاستيقاظ ليلاً. في هذا الإطار، تقول فدوى (22 عاماً): «اكتشفت أنّ الصوم خلال شهر الصيف أسهل وأكثر متعة من الصوم في الشتاء، صحيح أنّ النهار الشتوي يكون قصيراً ولكنّه يبدأ بالنسبة إليّ من السادسة صباحاً، إذ أستيقظ باكراً للاستعداد للجامعة. أما نهار الصوم الصيفي، فيبدأ عند الثانية عشرة ظهراً. أستيقظ وأصلّي الظهر، أتابع بعد ذلك المسلسلات الرمضانيّة حتى الخامسة عصراً لأقوم بعدها وأقرأ بعض الآيات القرآنيّة وأصلّي العصر. ينتهي اليوم من دون أن أحسّ به، وفي الليل، أسهر مع أهلي وجيراني حتى ساعات الصباح الأولى، فنتناول طعام السحور معاً وننام بعد الثالثة فجراً».

الصعوبة خلال اليوم الأوّل فقط

تضيف فدوى: «اليوم الأول في الصوم يكون صعباً جداً وبعدها يعتاد الجسم قلّة الطعام. أحرص على شرب كميات كبيرة من المياه وعلى عدم المبالغة في تناول الطعام، وفي نهاية الشهر الفضيل أستفيد من خسارة حوالى كيلوغرامين من وزني وهذا ما لم يكن يحصل حين كنت أصوم في فصل الشتاء، إذ كنت أكتسب وزناً لأنّني لم أكن أخرج بعد الإفطار بسبب اضطراري للنوم باكراً خلال أيام الدراسة».

رمضان.com

من جهّتها، وجدت سلوى (29 عاماً) في الـFacebook  وTwitter وسيلة لتمضية ساعات النهار الطويلة. تقول: «يمضي الجزء الأول من اليوم في العمل، وبما أنّ الدوام جزئي، فلا أجد وقتاً للشعور بالجوع مع كثرة الأعمال، وحين أعود إلى المنزل أتصفّح الإنترنت وأتابع آخر الأخبار والمستجدات عبرFacebook  وTwitter فتمضي الساعات سريعاً. في المساء، أخرج لزيارة الأقارب والأصدقاء أو أذهب للسهر وتناول طعام السحور في إحدى الخيم الرمضانيّة».

أما هند (43 عاماً)، فتستفيد من وقتها في القراءة ولا سيما في المواضيع الدينيّة كي تتقرّب من الباري عزّ وجل وتعزّز إيمانها وتقوّي إرادتها. تقول: «أستفيد من ساعات النهار لكي أقرأ القرآن وبعض الكتب الدينيّة  التي أجّلت قراءتها بسبب انشغالاتي الكثيرة في الأيام العاديّة».

اقرئي أيضاً: أصول التصرّف لتنعمي بسنوات جامعيّة لا تُنسى، CYNTHIA TRENCH: أطلب من الحقوقيّات الثقة أكثر بقدراتهنّ، أتقني أصول العمل ضمن مجموعة

 
شارك