أسوّي إفطار لصديقاتي

رائحة الأطباق شهيّة. أحبّها بسّ ما أحسّ بالجوع. الإفطار... بعد ساعة كمان. اختصاصيّة التغذية قالت لي إيش آكل في الإفطار والسحور وإيش ما آكل عشان في اليوم الثاني ما أحسّ بالعطش وما أجوع كثير. وأنا سوّيت مثل ما قالت لي. وفعلاً لا جوع ولا عطش. يعني ما أريد أبالغ، دحين أقول في نفسي: ساعة كمان؟! الطبق ده هنا أو... هنا؟ هنا زهرة وهنا حصّة وهنا مروى وهنا ألفت وهنا رزان... آه أرتّب الطاولة. دعيت صديقاتي عشان الإفطار في بيتنا. جلسة بنات في بنات. أدري إيش الحاجات اللي رايحين نتكلّم عنها. رجيم حصّة وشعر مروى وبشرة رزان. وأكيد زهرة رايحة تقول إنّها في العيد تسافر لبلد حلو مرّة وإنّها اشترت عشان كده حاجات كثير حلوة. وطبعاً كلّنا رايحين نضحك. أشوف عقارب الساعة. كأنّها وقفت في مكانها، ما تتقدّم. رائحة الطعام روعة. البهارات... هي موضة الأكل السعودي! أمّي من باكر في المطبخ. سوّت أكل للعيلة وأكل عشان صديقاتي. أقول ضروري الأكواب تكون على الطاولة الصغيرة. كده أفضل. الطاولة ما بيها مكان لكلّ حاجة. أو... كل طبق والكوب جنبه. أيوه كده أفضل. لا، مو معقول! نسيت المناديل. اشتريتها من متجر يعرض حاجات تناسب رمضان. يعني دحين لازم أرتّب كلّ حاجة من جديد. أو لا... المناديل جنب الأطباق. روعة! التمر في الناحية ديّة. كده كلّ البنات يقدرون ياكلون. والعصير... سوّيت عصير ليمون طبيعي. أقول أتركه في الثلاجة لحين يحضرون. روائح الطعام مو معقولة. تهبل! صوت أمّي... تنادي عشان ناخذ الأكلات اللي سوّتها لغرفة الطعام. لازم ننتظر وصول الصديقات. أسمع جرس الباب. مثل كأنّهم يقرؤون أفكاري. وصلوا. أفتح لهم. يا هلا. تفضّلوا. سلام وكلام جنب الباب وبعدين ندخل لغرفة الاستقبال. كمان سلام وكلام والمكان يصير مثل المهرجان. أمّي كمان ترحّب بيهم. أشوف الساعة. العقارب أخيراً تحرّكت. كمان
20 دقيقة. أقول لصديقاتي: «ليه ما نروّح لغرفة الطعام؟
20 دقيقة ويصير موعد الإفطار». والبنات ما يصدّقون إيش يشوفون. أقول لهم: «أمي سوّت أطباق تخلّيكم تنسون الرشاقة والرجيم». زربيان اللحم وكباب الميرو وشوربة الشيش برك السعوديّة ومرق البامية باللحم ومحشي البصل واللقيمات وفطائر اللحم والأرزّ البخاري... البنات يقولون لها: «تعبتي يا خالتي» وهيّ تبتسم وتقول لهم: «ما تعبت. أتمنّى الأكل يعجبكم». أمي تروّح واحنا نجلس. وأنا أقول لهم: «ومو بسّ كده. أمّي سوّت لكم حلوى لذيذة مرّة. حلوى القمح وصينيّة الجبنة». مروى تقول إنّها في حياتها ما سوّت أكل. ورزان تسألها: «كيف رايحة تتزوّجين؟» ونضحك. ودحين حصّة تسألني: «ومن فين اشتريتي عباءتك؟». وأنا أحكيلها قصّة ملابسي. وطبعاً ما أكتفي. أقول لها إنّي اشتريت أكسسوارات ورايحة أخلّيها تشوفهم حين ننتهي من الإفطار. أشوف الساعة... 10 دقائق.

اقرئي أيضاً: في دار المسنّات في الرياض، فـي إفطار فندق هيلتون، أجواء رمضان في خيمة فيروز في دبي

 
شارك