بين الطعام الأبيض والأسـمر أيهـــــا الأفضـــــل؟

بات عالم الطعام، في يومنا هذا، مرتبطاً بالألوان. فحين نجول في المتاجر بحثاً عن أطعمة ومكوّنات نشتريها، تمتدّ أمام أعيننا أنواع وأنواع من الأطعمة البيضاء والسمراء. ولأنّنا غالباً ما نسمع أنّ الأسمر أفضل من الأبيض، ولأنّنا بتنا نتوّجه إلى الخيارات الأكثر صحّة نتيجة تنامي الأمراض في مجتمعنا، ولا سيّما بين الفئة الشابة من العمر، نتساءل باستمرار عن الخيار الأمثل الذي لا بدّ من اتّخاذه في اختيار الطعام: هل أميل إلى السكر الأبيض أو السكر الأسمر؟ ماذا أتناول الخبز الأبيض أو الأسمر؟وإذ تتعدّد التساؤلات حول هذا الموضوع، ندخلك اليوم إلى عالم الطعام، ونزوّدك بمعلومات كثيرة تساعدك في اختيار الأفضل لك.

الخبز الأبيض والخبز الأسمر

ليس سهلاً أن تنتقل المرأة التي اعتادت تناول الخبز الأبيض طوال حياتها، إلى الخبز الأسمر. فهما لا يختلفان في الشكل واللون وحسب، إنّما في الطعم أيضاً. أمّا الفارق الأكبر بينهما، فهو في الطحين، أحد المكوّنات الأساسية. ففي خلال تجهيز الطحين لتحضير الخبز الأبيض، تتمّ إزالة النخالة وجنين القمح من دقيق القمح، مع إبقاء السويداء النشويّة وحسب. وإثر هذه العمليّة، تنخفض نسبة العناصر الغذائية في هذا الخبز. وإن تساءلت عن السبب، إليك الإجابة: إنّ النخالة وجنين القمح مكوّنان غنيّان بالألياف والفيتامينات E وB والمعادن كالزنك والحديد مثلاً، هذا بالإضافة إلى نسبة البروتينات والبوتاسيوم العالية فيهما. بالتالي، ولأنّه مصنوع من القمح الكامل، يكون الخبز الأسمر أكثر صحة وإفادة بفضل ما يحتويه من ألياف ومغذيات.

كما ويحتوي الخبز الأبيض على نوع من الكاربوهيدرات التي تتحوّل بسرعة إلى دهون، ما يؤدي إلى اكتساب الجسم وزناً زائداً.

بالإضافة إلى ذلك، لا بدّ من الإشارة إلى أنّ الخبز الأبيض يخضع، للتوصّل إلى لونه، إلى عملية تُستخدم فيها برومات البوتاسيوم أو غاز ثاني أكسيد الكلور.

بالتالي، يعدّ الخبز الأسمر الخيار الصحي الأمثل لتناوله. إن أحببت تذوّق الخبز الأبيض، لا بأس في ذلك من وقت إلى آخر، مع الانتباه إلى أكل كمية معتدلة منه. حافظي على جسمك وصحّتك، وتوجّهي نحو الخبز الأسمر.

السكرالأبيض والسكر الأسمر

يُستخرج السكر الأبيض العادي الذي تتناولينه وتستخدمينه في حياتك اليومية من قصب السكر. تقطّع سيقان هذه النبتة، ثمّ توضع في آلة العصر لاستخراج السائل السكري منها. وبعد ذلك، يخضع هذا السائل لعدد من الخطوات ليُنظّف تماماً ثم يُغلى لتتبخر لمياه منه فتبقى بلورات السكر.

ولكن، هل علمت يوماً أّنّ السكر الخام أسمر اللون بطبيعته، وهذا لما يحتوي عليه من دبس السكر؟ وهل قال لك أحدهم يوماً أنّه يتمّ التوصّل إلى لونه الأبيض النقي من خلال عملية تجرّده من هذا الدبس؟

في المقابل، وللحصول على السكر الأسمر، يضاف الدبس إلى السكر الأبيض، فلا يتبدّل اللون وحسب إنّما يضاف طعم فريد أيضاً، مع الإشارة إلى أنّ اللون يصبح أغمق والطعم أكثر كثافة مع ازدياد الكمية المضافة.

بالتالي، أخطأ من اعتقد أنّ السكر الأسمر الذي نشتريه من الأسواق أكثر صحة من الأبيض، فهو ليس ذلك السكر الخام. وانطلاقاً من هذا، لا بدّ لك، وإن أردت التوجّه نحو الخيار الأمثل الذي يفيد جسمك ويمدّه بالعناصر الغذائية، أن تتأكّدي من اختيار السكر الطبيعي الذي لم يخضع لأي عملية. فهذا السكر يحافظ على نسبة من الفيتامينات والمعادن أكثر من الأبيض المكرر، وهو يخلو من الأصباغ الملونة والمواد الكيميائية الإضافية.

أمّا بالنسبة إلى السعرات الحرارية، فالفارق بين السكر الأبيض والسكر الأسمر ضئيل للغاية، لذلك لا يتعلّق الاختيار بينهما باكتساب الوزن، إنّما بالاستفادة من بعض الفوائد الغذائية.

لذلك، أاختـــــرت الأبيـــــض أو الأســـــــمر، تناولي كمـــــــــــية معتـــــدلة منه لتتجنّـــــــبي في الحالتين المشاكل الصحية.

الأرز الأبيض والأرز الأسمر

ألم تتساءلي يوماً عن الفارق بين الأرزّ الأبيض والأرزّ الأسمر؟ وألم تقفي يوماً حائرةً في المتجر لا تدرين أيّهما تختارين؟ تقول لك والدتك إنّها تفضّل النوع الأبيض لسرعة طهيه، بينما قرأت في المجلات أنّ الأرزّ الأسمر أكثر صحة. فما الحقيقة إذاً؟ بعد أن تطّلعي على المعلومات التي نخبرك بها اليوم عن هذين النوعين، ستعرفين من دون شكّ الخيار الأمثل لك ولصحتك.

يعود اختلاف اللون بين النوعين إلى إزالة القشرة الخارجية أو الحفاظ عليها: في الأرز الأسمر، يُحتفظ بهذه القشرة، فيما يتم التخلّص منها في النوع الأبيض، مع الإشارة إلى خضوع هذا الأخير إلى المعالجة لمنحه ملمسه الناعم ولونه الأبيض. ولأنّ الأرز الأسمر يتكوّن من الحبة الكاملة، ويحافظ على طبقته من النخالة، يكون غنياً بالتالي بالفيتامينات والمعادن والألياف التي يحتاج إليها جسمك.

قد يكون طهو الأرز الأبيض أكثر انتشاراً، فطعمه ألذّ وطهيه سهل وسريع لا يتطلّب وقتاً طويلاً. نعم، فبسبب طبقة النخالة التي لم تتم إزالتها والتي تمتصّ كمية أكبر من المياه، يحتاج الأرز الأسمر إلى وقت أطول لطهيه.

وأشار عدد من الدراسات إلى دور الأرز الأسمر في الوقاية من مرض السكري، وذلك لما يحتويه من ألياف غذائية.

وكيف لا نتكلّم عن الشعور بالشبع لفترة طويلة الذي تحسّين به بعد تناول الأرز الأسمر، بفضل الألياف فيه التي تبطئ من سرعة الهضم، فتجنّبك اللجوء إلى أكل الوجبات الخفيفة. ولكن، لو عانيت من صعوبة في الهضم، تمسّكي بالأرز الأبيض وابتعدي عن الأسمر لتتجنّبي المشاكل في الهضم أو الانتفاخ.

ولا بدّ من الإشارة إلى أنّه يُنصح بالاحتفاظ بالأرز الأسمر في البراد، لأنّ طبقته الخارجية تجعله أكثر عرضة للتلف نتيجة حرارة الغرفة مثلاً، هذا على عكس الأرز الأبيض الذي أزيلت طبقته، فبات أكثر جفافاً وأكثر تلاؤماً مع الحرارة الخارجية.

من خلال ما سبق، يتفوّق الأرز الأسمر على الأبيض من الناحية الصحية، لذلك لا تتردّدي في تناوله وشجّعي من حولك على القيام بالمثل.

البيض الأبيض والبيض الأسمر

كثيرات هنّ اللواتي يعتقدن أنّ البيض الأسمر يتفوّق بقيمته الغذائية على البيض الأبيض، تماماً كسواه من الأطعمة السمراء. إلا أنّهن مخطئات، إذ أكّدت الدراسات أنّ لون قشرة البيض الخارجية لا تؤثّر في قيمة هذا الطعام الغذائية أو في جودته أو مذاقه أو طهيه. أصدّقت هذا الأمر أو لا، يرتبط اختلاف اللون بعوامل وراثية في الدجاجة. أمّا القيمة الغذائية، فهي ترتبط بالطعام الذي تتناوله طيور الدجاج ومدى النشاط الذي تقوم به ككيفية تحرّكها مثلاً أو خروجها كما بالبيئة التي تعيش فيها.

المعكرونة البيضاءوالمعكرونة السمراء

بالنسبة إلى المعكرونة، يتعادل النوع الأبيض مع النوع الأسمر من ناحية نسبة الألياف ومن حيث تزويد الجسم بالحديد والفيتامينات B التي يحتاج الجسم إليها.

إلّا أنّ المعكرونة السمراء مصنوعة بدقيق السميد بالحبوب الكاملة مئة في المئة، بينما تحصل المعكرونة البيضاء على الألياف المتواجدة فيها من ألياف الشوفان والـInulin، وهو أحد أنواع الكربوهيدرات المستخرجة من نبتة الهندباء البرية. بالتالي، لا تؤمّن هذه الألياف القيمة الغذائية ذاتها التي تزوّدنا بها ألياف الحبوب الكاملة، ما يؤكّد أهمية اختيارنا للمعكرونة السمراء بدلاً من المعكرونة البيضاء.

بالإضافة إلى ذلك، أشارت دراسات كثيرة إلى أنّ الحبوب الكاملة تؤدّي دوراً هاماً في حماية الجسم من أمراض القلب وأمراض السكري. بين الطعام الأسمر والطعام الأبيض، يختلف اللون والمذاق والقيمة الغذائية. ولأنك بتّ تعرفين الفارق بين النوعين، أصبحت قادرة على اختيار الأمثل لك ولجسمك ولصحتك.

 
شارك