تعرّفي على فوائد الماء

الماء... هو الحامل لعدد لا يحصى من الأسرار. تعرفين الكثير منها، لكنّك ربّما تجهلين بعضها. منها سرّ إشراقك وحيويتك وحضورك الذهني ومنها قوّة ذاكرتك وعضلاتك وتألق مزاجك ونضارة أمعائك. تشربين كوباً منه فتنتشر نقاطه في أنحاء جسمك، من رأسك إلى أخمص قدميك، وتبلغ مجرى دمك وعمق خلاياك. فهل ما زلت تطرحين على نفسك السؤال: لمَ أشرب الماء؟

اقرئي: 8 نصائح للإقلاع عن التدخين نهائياً

الماء... غذاء؟

لأنه لا يحتوي على البروتين ولا على الكربوهيدرات أو الدهنيات ولا يمنحك الطاقة التي تحتاجين إليها في حياتك اليومية، لا يسعنا القول إن الماء شكل من أشكال الغذاء. وبالرغم من ذلك، هو عنصر أساسي جداً من عناصر وجودك. كيف ذلك؟ بفضله يمكن لجسمك أن يستخدم الطاقة التي توفرها له الأطعمة المختلفة كما ثمة فوائد أخرى متعددة. لمَ تشربين الماء إذاَ؟ لأسباب كثيرة...

يحسن قدراتك الذهنية

بالفعل، أن تشربي الكثير من الماء وأن تحافظي على رطوبة جسمك باستمرار يعني أن تحسني قدراتك المعرفية والعقلية وأن تعزّزي ذاكرتك بشكل ظاهر. وفي المقابل، فإن عدم تناولك كمية كافية من الماء يؤدي إلى تراجع طاقتك الذهنية وضعف ذاكرتك أو امتلاكك ما يسمى «الذاكرة القصيرة».

يعزّز قوّتك الجسديّة

بالطبع، لأن غياب الماء يعرّض عضلاتك وإمكاناتك الجسمانية للضعف والتلاشي بشكل تدريجي. وقد أشارت الكثير من الدراسات الحديثة إلى أن شرب الماء بكمية كافية يعزّز عمل القلب لأنه يحسن سيولة الدم، ما يعني تحسين عملية نقل الأكسجين في اتجاه العضلات. بل أكثر من ذلك، يساعد شرب الماء على تبريد جسمك وتسهيل عمل مفاصله، كما أنه يساهم في زيادة نشاطه وطاقته وحيويته.

يخلّصك من السموم

على غرار عملية التعرّق، يساهم شرب كمية كبيرة من الماء يومياً في تخليص جسمك من السموم التي تتراكم فيه لأسباب مختلفة عن طريق البول. فالماء يعمل على جمع كل تلك السموم فتتم تصفيتها عبر الكليتين قبل أن يجري التخلّص منها.

اقرئي: لماذا آلام الرأس مزعجة أكثر من باقي الأوجاع؟

يساعدك على خسارة الوزن

على أيّة حال، يمكن القول إنّ شرب الماء أفضل، من الناحية الصحية، من شرب السوائل المحلاة. وللماء فضيلة أخرى هي أنه يساعد على خسارة الوزن. فقد أظهرت دراسات علمية أجريت أخيراً أنّ الأشخاص الذين يكثرون من شرب الماء خلال اتباعهم حمية غذائية يخسرون الوزن أكثر من أولئك الذين يكتفون بالقليل منه أو يتناولون المشروبات التي تحتوي على السكّر. أضف إلى ذلك أن الماء يساهم في تأخير الشعور بالجوع والحدّ منه. لذا، إذا بدأ هذا الشعور بالتسلّل إلى معدتك، سارعي إلى شرب الماء لكي تؤجّلي تناولك الطعام إلى وقت آخر في حال كان ذلك ضرورياً.

يمنع إصابتك بالنوبات القلبية

لأن الماء يساعد على تحسين سيولة الدم، فإن شربه بكميات كافية يحول دون حدوث جلطات في الأوردة وبالتالي انسدادها وعدم وصول الأوكسيجين إلى أعضاء جسمك الحيوية. كما أن ذلك يساعدك على الحفاظ على ضغط دم مثالي وبالتالي تجنب حدوث الكثير من المشكلات مثل النوبات القلبية التي تنجم عن ذلك والتي قد تصبح خطرة جداً في بعض الأحيان.

يعزّز وظائف أمعائك

بالفعل، قد تصابين بالإمساك أحياناً نتيجة عدم شربك كمية كافية من الماء. إذاً ولكي تحسّني عملية المرور المعوي لديك، عليك أن تقومي بأمر واحد أساسي: أن تشربي الكمية المطلوبة والضرورية من الماء.

يحدّ من خطر إصابتك ببعض أنواع السرطانات

نعم، اشربي الماء بانتظام وبكمية وافية لكي تتراجع احتمالات إصابتك ببعض أنواع السرطان، لا سيما سرطان القولون والمبولة، بل وسرطان الثدي أيضاً. هذا ما أثبتته على الأقلّ الكثير من الدراسات الحديثة. إذاً، قولي وداعاً للمشروبات الغازية والمحلاة واستبدليها بمشروب الصحة: الماء.

اقرئي: كوني سعيدة في عملك من خلال…

يعمل على تحسين مزاجك

بالفعل، لقد أظهرت دراسات أجريت حديثاً أن شرب الماء يعمل، وإن بشكل غير مباشر، على تحسين المزاج. فقد لاحظ الباحثون أن ثمة ارتباطاً وثيقاً بين حدوث الجفاف والشعور بالغضب أو الاكتئاب وعدم الرضى.

يحدّ من ألم الشقيقة

إذا كنت تعانين من ألم داء الشقيقة، فقد يعود هذا إلى عدم استهلاكك كمية كافية من الماء. فقد أظهرت دراسة أجريت أخيراً أن الأشخاص الذين لا يشربون الكثير من الماء يعانون من الألم والتشنج.

يعالج مشاكل بشرتك

هل تزعجك تلك البثور الحمراء التي تشوّه جمال وجهك؟ إذاً، اشربي الماء، فهذا يحدّ من ظهورها وتطورها، لأنه يمنع تأثير البكتيريا المسببة لها. واشربي الماء أيضاً لكي تمنحي بشرتك الإشراق وتحدّي من تكوّن الخطوط الرفيعة عليها.

ليتر... ليتران؟

قد تتساءلين بشأن كمية المياه التي يتعيّن عليك أن تشربيها خلال اليوم الواحد. وقد تقولين إنّك لم تتوصلي يوماً إلى شرب كمية الليترين الموصى بها. فماذ تفعلين؟ إليك بعض المعلومات المفيدة: يحتاج الشخص الذي يعيش في ظل مناخ معتدل ويتمتع بمعدل طول وسطي إلى استهلاك ليترين من الماء يومياً. في الواقع، يخسر الجسم أكثر من ليتر واحد من مائه عن طريق التبوّل والكمية نفسها عن طريق التعرّق والتنفس. وتزداد خسارته للماء في الظروف التالية:

- خلال الطقس الحار.

- أثناء القيام بنشاطات جسدية.

- خلال عملية الإرضاع.

- في أوقات المرض.

إذاً، تخضع حاجتك إلى الماء إلى شروط عدة منها الطول والمناخ حيث تعيشين ونمط الحياة الذي تعتمدين. لكن، على أية حال، احرصي على أن تبلغ حصتك اليومية من الماء ليتراً ونصف إلى ليترين يومياً أي ما يعادل 8 أكواب. ويمكنك أن تخفضي هذه الكمية على أن تضيفي مصادر ترطيب أخرى مثل العصير الطبيعي، الحساء، المشروبات الساخنة غير المدرة للبول، خلاصات الأعشاب… فكلّ هذه الأصناف تشكل جزءًا من كمية السوائل الموصى بها.

اقرئي: كيف تنظّمين يومك لتكوني أكثر إنتاجية؟

متى تشربين الماء؟

انتبهي! قد تخسرين نسبة من رطوبة جسمك أثناء قيامك بالأعمال اليومية على اختلافها، من دون أن يؤدي هذا إلى شعورك بالعطش. إذاً، من المهم والضروري جداً أن تعتادي شرب الماء على امتداد النهار. وإذ يشاع غالباً أنه من الخطأ شرب الماء أثناء تناول الوجبات، فإن الحقيقة تكمن في أنّ هذا الأمر لا ينطوي على أيّ خطورة صحية وأنه يقتصر فقط على شعورك بالانزعاج والانتفاخ بسبب اتساع حجم معدتك أثناء عملية الهضم. فإذا كان بإمكانك شرب الماء باعتدال أثناء تناولك الطعام، لا تترددي في ذلك. ولتعزيز عملية الهضم، ليس عليك سوى إضافة بضع نقاط من الحامض إلى الماء. لكن إذا كنت حاملاً وتشعرين بالدوار والغثيان، من المفيد جداً أن تتجنبي شرب الماء قبل تناولك الطعام مباشرة أو خلال ذلك أو بعده مباشرة. أمّا النصيحة الأولى والأخيرة فهي: أن تشربي كمية كافية من الماء.

هل يمكنك شرب الكثير من الماء؟

 قد تنتج عن شرب كمية كبيرة جداً من الماء بعض الأعراض الصحية نادرة الحدوث لدى الأشخاص الذين يتمتعون بصحة جيدة. فالمبالغة في مدّ الجسم بالسوائل قد تسبب مشكلة على مستوى دفق الدم، الأمر الذي قد يشهده بعض الأشخاص خلال خوضهم المنافسات الرياضية مثل ماراتون الركض وسباقات الدراجات الهوائية التي تتطلب جهداً كبيراً وتزيد من دفق الدم إلى الدماغ والأطراف. كما أن ذلك لا يؤدي إلى تحسين مظهر البشرة وزيادة إشراقها أو إلى تعزيز صحّة الأظافر والشعر بشكل أفضل مما لو تمّ شرب الكمية الموصى بها من الماء وحسب. ولتتذكري دائماً، في المقابل، أن الشعور الدائم بالعطش قد يشكل إحدى علامات الإصابة بمرض السكري. وفي هذه الحالة، لا بدّ لك من استشارة الاختصاصية.

ماذا عن الجفاف؟

قبل الإجابة على هذا السؤال، لا بدّ لك من أن تعرفي كيفيّة تحديد مدى إصابة الجسم بالجفاف. في الواقع يمكن ذلك عن طريق وزن الجسم. فخسارة ما نسبته 1 إلى 2% من وزن الجسم من الماء يعني: الإصابة بالجفاف. وفي حال بلغت هذه النسبة 15 إلى 20% من وزن الجسم فقد تكون النتيجة هي: الوفاة. أمّا الوسيلة الأفضل التي تساعدك على معرفة ما إذا كنت تعانين من الجفاف أم لا، فتكمن في لون البول الذي يجب أن يكون أصفر شاحباً جداً لدى الأشخاص الذين يتمتعون بصحة جيدة. وإليك أولى علامات الجفاف:

- جفاف في الفم والحنجرة.

- ضعف الطاقة.

- جفاف البشرة.

- أوجاع الرأس وعدم القدرة على التركيز.

- عدم القدرة على تحمل الحرارة.

بين البارد والدافئ

ينصحك بعضهم بشرب الماء بارداً فيما يدعوك آخرون إلى تناوله فاتراً. فأين تكمن الحقيقة؟ في الواقع، لكل من النوعين فوائده.

الماء البارد

- يساعد على خسارة الوزن.

- يخفض حرارة الجسم ويعيدها إلى معدلها الطبيعي لا سيما بعد ممارسة الرياضة.

- يرطب الجسم بسرعة، إذ يمتصه الدفق الدموي خلال وقت قصير.

اقرئي: كيف تستفيدين من المشاكل في العمل بطريقة إيجابية؟

الماء الدافئ

- ينظم عمليّة الأيض. لذا، من الضروري أن تشربي كوباً من الماء الدافئ مع الحامض في الصباح الباكر.

- يخفّف احتقان الأنف والحنجرة لا سيما في حالة الزكام والسعال.

- يؤخر ظهور علامات الشيخوخة لأنّه يخلص الجسم من سمومه ويزيد من مرونة البشرة ويخلص خلاياها من الشوارد الحرة الضارة.

- يعزز صحّة الشعر ويساعد على نموه ويزيده لمعاناً.

- يسهل عمليّة الهضم ويحول دون تراكم الدهون على جدار الأمعاء.

 
شارك