الشهرة وسيلتي لصنع التغيير

تخوض الشابة الفلسطينية – السورية لانا البيك منذ سنوات قليلة في مجال عرض الأزياء والتصوير وصناعة الأفلام القصيرة، وقد حققت نجاحاً كبيراً في فترة قصيرة، ولفتت أنظار أكبر العلامات التجارية، فاخترنا أن تكون نجمة عدد يناير وهو شهر البدايات، ومحوره الحرية، لنكتشف معها رؤيتها الخاصة لهذا المجال، كيف تعيش حريتها من خلاله. وعلى صفحاتنا تتألق لانا بأزياء وأكسسوارات من دار Gucci، فرافقينا في رحلة إلى عالمها وتعرّفي على شابة قوية، واثقة، جريئة، متفردة.

رئيسة التحرير: Sima Maalouf، إدارة فنّية وتنسيق: Lana Qatramiz، مساعدة منسّق: Daie Khalil، تصوير: Daron Bandeira لدى MMG Artists، شعر ومكياج: Sara Yunis لدى MMG Artists، موقع التصوير: Bab Al Shams Resort، إنتاج: Kristine Dolor

الإطلالات كلّها من GUCCI

مع بداية عام جديد، كيف تقيمين العام الذي مضى؟ ما الذي حققتِه في رحلة بناء ذاتكِ على الصعيدين المهني والشخصي؟

العام الماضي كان بالنسبة لي مرحلة انتقالية في مجالي ما جعلها مرحلة تطور لنفسي أيضاً. في هذه المراحل من الوارد أنني واجهت الصعوبات ولكن الحمدلله كانت أغلب السنة عبارة عن تطورات إيجابية ورسم خطط جديدة للمستقبل. عملت مع فريق جديد وأنا أترقّب ما سيزهر به المستقبل. 

كيف تنظرين إلى البدايات؟ هل تخططين للعام الجديد وتضعين أهدافاً أم تتركين الأيام لتحمل لكِ مفاجآتها؟

أحب أن أترك مجالاً للأمور بأن تأخذ مجراها ولكن هذا لايعني بأنني لا أخطط أبداً، فأنا أحدد في بداية العام رؤوس أقلام لما أريد إنجازه في خلاله ولكن لا أخطط لكل التفاصيل التي ستوصلني لأهدافي. بهذا الشكل أترك مجالاً لما قد يحمله القدر لي من غير حساب أو تخطيط، وأيضاً يهيئني هذا الأمر لتفادي أي خيبات أمل إن طرأ شيء ما خارج توقّعاتي.  

ما هو الحدث الأهم الذي مرّ في حياتكِ العام الفائت؟ وما هي أهم الدروس التي تعلّمتها منه؟

العام الماضي كان عبارة عن حصد ثمرة مشروعٍ بدأت التجهيز له في العام الذي سبقه. كانت تجربة جديدة في مجالي وتعلمت أشياء كثيرة عما يحدث خلف الكواليس لكي تكون النتيجة ما نراه على خشبة المسرح. تعلمت أولاً وآخيراً أنه لابد من وجود فريق قوي متماسك لإنجاز أي مشروع ناجح. 

تنورة وتوب محبوكتان وبشعار GG مرصّع بأحجار الكريستال
كعب PRISCILLA من الساتان الحريري مرصّع بكريستال

أنتِ شابة عربية تحقق نجاحات عالمية في مجال عرض الأزياء. كيف دخلتِ عالم الأضواء وعرفتِ أنّكِ تريدين ترك أثر وتأثير وحضور قوي من خلاله؟

كنت طالبة في الجامعة عندما صورت أول مرة مع محمد حنداش. كنّا رفاق في الجامعة وكانت مجرد تجربة جديدة للتسلية. هذه كانت بداية دخولي هذا العالم... من قبلها كنت أساعد أصدقائي المصورين والفنانين في مشاريعهم في أوقات فراغي ولكن لم أكن أفكر جدياً في دخول مجال العروض. وفي مرة من المرات، أحد أصدقائي اقترح اسمي على مصممة فلسطينية صاحبة متجر أثواب لأقوم بعرض أعمالها وتصويرهم حتى تبدأ مشروعها بشكل جدّي. لم أتخيل أنني سأصل إلى مرحلة أن أكون على غلاف مجلّة أو أن أسافر لأحضر جلسات تصوير لمجلات كبرى... وحتى اليوم لا أصدق هذه الفرص ولكنني أحمد الله أنني وصلت إلى ما أنا عليه اليوم وأتمنى تقديم المزيد. 

بمن تأثّرتِ من العارضات والممثلات أثناء نشأتكِ؟

في طفولتي ومراهقتي كنت أتابع مسرحيات ومسلسلات سورية ومصرية ولبنانية مع أمي. وكنت أحب مشاهدة نساء عربيات، شكلهنّ مثلي ويتكلمن لهجتي، ناجحات ومتألقات وموهوبات. لطالما أحببت أجواء وشخصية فيروز وحضورها وتألقها في مسرحياتها وآدائها. 

كيف تصفين أسلوبكِ الخاص أو فلنقل ما الذي يميزكِ بالشكل والشخصية والأداء في مجال العروض والإعلانات؟

لكل شخص في هذا المجال دوره ومميزاته. أحب ألا أبالغ في آدائي وأن آخذ دور الشخصية التي تعرض الملابس، تقف تحت الإضاءة المناسبة، وتدخل في نقاش عفوي مع آلة التصوير عن طريق إظهار المشاعر المناسبة للصورة المطلوبة. بالنسبة لي هذه المهنة هي عبارة عن تقمص شخصيات مختلفة والانطلاق بها بمخيلتي لكي أوصل فكرة المخرج. 

فستان من الحرير بطبعة مزهّرة

ما هي أجمل اللحظات التي تعيشينها أثناء التصوير؟ وفي المقابل، ما هي الأمور التي تزعجكِ؟

أجمل اللحظات هي عندما أتعرف على أشخاص جدد عاملون في هذا المجال، وأسرح بفكرة أنني الآن مع فريق كامل وكل شخص منه له مهمة وعلينا أن نتعاون معاً لسرد قصة ما، أو فكرة ما، أو شعور ما. يصحّ القول بأنّه في مجال الأزياء والأضواء إنّ النقد الشخصي والجسدي هو أمر سائد، والتركيز على التطور الخارجي للأفراد في هذا المجال هو الأمر المتمركز والسائد بين تقريباً كل من يعمل في المجال. ترسخ هذه الأجواء عقيدة أنّ كل من لا يلبس بشكل ما، أو يكون شكله الخارجي على هيئة ما، فهو ليس شخصاً جدياً أو قادراً على النجاح، ومن الأجدر بالذكر هو أنّ الأشخاص الذين ينطبق عليهم هذا الكلام يتعرضون لشتى أنواع التمييز، إن كان منبعه عرقياًأو جسدياً أو اجتماعياً. 

هل تفكرين بالشهرة؟ أترغبين بها؟ أم يمكن أن تزعجكِ وتقيد حريتكِ؟

الشهرة لها إيجابياتها نوعاً ما ولكنها طبعاً تقيد الحرية. ولكن جزءاً مني يراها كفرصة على الإنسان أن يستغلها ليصنع تغييراً في حياته، والأهم أن يصنع تغييراً مجتمعياً مؤثّراً. اليوم الشهرة هي من أقوى الأسلحة في حلبة النقاشات الاجتماعية التي تدعو إلى التغيير. 

لو خيّر لكِ أن تستفيدي من شهرتكِ لخدمة قضية تخص المرأة، فأي قضية تختارين؟

لا أفضّل قضية على الأخرى ولكن حتماً ستكون قضية تخص المرأة العربية والبنات القصّر العربيات بالذات. فهنالك قصص مروعة تحدث خلف الستار وفي البيوت ولا يوجد أي سبل لمنح صاحباتها بعض الأمان أو حتى المساعدة مع الأسف. 

كاب وقميص بعقدة على العنق وسروال من تويل الحرير بطبعة مزهّرة
حذاء PRINCETOWN بشعار GG مرصّع بأحجار الكريستال

ما هي رسالتكِ للشابات العربيات الراغبات بخوض مجال عرض الأزياء؟

أهم شيء هو أن تعرفي مبادئكِ التي لن تسمحي لأي أحد أن يغيّرها، وثانياً، عليك أن تعتبريها مهنة وليست هواية، فكما أي مهنة وحرفة لها لحظات للتسلية، عليك أيضاً أن تكوني جدية، فقد تجدين نفسكِ في مواقف صعبة ومن الممكن حتى أن تكون خطيرة، فإن كان هدفكِ فقط التسلية والشهرة، ستكتشفين صعوبة في الاستمرار وستواجهين صعوبات جمّة ستوقف مسيرتكِ سريعاً.

هل تضعكِ مهنة عرض الازياء تحت ضغط الحفاظ على شكلكِ ووزنكِ بطريقة معينة لتستمري بالتواجد؟

طبعاً. هذا شيء بديهي في هذا المجال. فما دمنا نضع هذا الضغط على النساء داخل هذا المجال، فنحن نضعه على النساء أجمعنّ. فعالم الأزياء لديه السيادة والقدرة على تحديد ما هو جميل وما هو قبيح وغير مقبول. وبالنسبة لي، أتمنّى أن يتغير هذا الواقع جذرياً في المستقبل القريب. ومع أنني كمعظم النساء أشعر أنني يجب أن أكون بشكل ووزن معين، إلّا أنني آمل أننا في هذا العقد دخلنا في مرحلة تغيير لهذه البديهيات الجامدة والظالمة أيضاً في هذا المجال الواسع. 

ما الذي تعنيه لكِ الحرية؟ هل هي مجرّد فكرة أن نكون خارج السجن المادي بمعناه المعروف أم هناك سجون أخرى يمكن أن تقيّد الشابات؟ هل تحررتِ من كل هذه السجون؟

السجون التي تقيّد الشابات والنساء عددها لانهائي، إن كانت مادية أو معنوية. من الصعب في هذا الجيل أن أجد امرأة متحررة من أي عُقد تحبسها بشكل أو بآخر وهذا القول يشملني أنا أيضاً. ولكنني أتمنى مع مرور الزمن أن تتغير هذه الأمور. العالم لا يمكن أن يكون كاملاً متكاملاً ولكن من الممكن أن يصبح يوماً ما أكثر دفئاً ولطفاً، على الأقل مع النساء، فهنّ المستقبل وهنّ من يحملن الحياة في بطونهنّ ويكتبن للبشرية الاستمرار. 

كيمونو أصفر من الحرير وبأكمام طويلة وواسعة

هل تعيشين حريتكِ كاملة؟

حريتي هي عبارة عن أمل أنتظره. ولكن الحرية حتمية ولا بد أن يعود التوازن إلى هذا العالم. قد أكون بعيدة جسدياً عن أرضي وأرض أسلافي ولكنّ وطني يعيش في داخلي وهو أقرب إليّ من حبل الوريد.

ما الذي تعنيه لكِ فلسطين؟ ما هو الرمز الذي يذكّركِ بها؟

عندما أرى في منامي جنة ففي عقلي الباطن في الحلم أعلم أنني أرى فلسطين. فلسطين هي حلمي وأملي... أمنيتي الأولى والأخيرة هي أن يكون لي بيتي وغرفتي فيها، ومن داخل هذه الغرفة هناك نافذة تطل على شجرتي المزروعة في أرضي... أمنيتي الأولى هي أن أعود إلى هناك حيث أنتمي. لم أعش يوماً هذا الشعور ولكنني أعلم جيداً أنني أنتمي لها وهي تنتمي لي. فلسطين هي الحب، وأقصى الحب هو الحرية. 

كيف تعكسين هويتكِ وأصولكِ من خلال اختياراتكِ المهنية ومواقفكِ الحياتية المختلفة؟

هويتي ليست أمراً من الممكن أن أفترق عنه. أصلي الفلسطيني والسوري يتبعني أينما ذهبت ومهما فعلت. في حياتي المهنية أنا لست أي فتاة تخوض عالم الأزياء بل أنا شابة فلسطينية - سورية تعمل في هذا المجال. أنا أمثّل أصولي وبالتالي فإنّ هذا سيظهر في مواقفي الحياتية كلها: أنا شابة من كلا هذين البلدين، تأكل وتعمل وتتعلم وتعيش في إيطار وأسلوب هويتها. 

حقيبة GUCCI DIANA مرصّعة بالكريستال
تنورة وتوب محبوكتان وبشعار GG مرصّع بأحجار الكريستال

كيف يمكن من خلال تواجدكِ تحت الأضواء أن ترفعي الصوت عالياً لمحاربة الظلم؟

عندما أكون تحت الأضواء، فأنا على منصة وبيدي مكبّر صوت. البعض لن يوافقني الرأي، ولكن وجودي وبالأخص في هذا المجال هو نوع من أنواع المقاومة.

هل ستخوضين مجال التمثيل وما هي طموحاتكِ على المدى البعيد؟

أتمنّى أن أخوض مجال التمثيل يوماً ما، ومن أحلامي أن أمثل في أفلام تاريخيّة ترسم صورة القصة الفلسطينية أو غيرها من القصص والقضايا الحياتية التي أنتمي لها وتحرّكني وتعني لي الكثير. ولي مشاركة حالياً في مسلسل عربي أتمنى أن تحظى بإعجاب من يتابعني.

ما هي الهوايات التي تلجأين إليها للتخلص من ضغوط العمل والحياة؟

في العام الماضي بدأت في الرسم على الرخام كهواية للاسترخاء وطريقة للتقرب مع أصدقائي وقضاء الوقت معهم. غير ذلك، من أحب الأماكن لي هو شاطئ البحر للاسترخاء وأخذ قسط من الراحة بعيداً عن العمل... صوت الموج وأشعة الشمس هما بالنسبة لي علاج لأي اضطراب أو توتر أو مشكلة تؤرقني.  

ثوب وقميص بأكمام قصيرة من الحرير بطبعة مزهّرة 
صندل ISA بحلية معدنية على شكل GG

 

 
العلامات: Gucci
شارك