Bette Davis المشاكسة المحترفة

 هي أسطورة الشاشة الفضية ونجمة حقبة الثلاثينات. بنظرتها الدراماتيكية، إطلالتها الاستثنائية، وشخصتيّها المتحرّرة والمثيرة للجدل، تمكّنت Betty Davis أن تصبح بطلة سينمائية من الصف الأوّل خلال فترة الثلاثينات، في زمن سيطر فيه الرجل على أدوار البطولة، مثبتة أنّ  دور المرأة هو أساسي لإنجاح أفلام السينما. Davis كانت ولا تزال مصدر وحي لملايين النساء في مختلف أنحاء العالم، بفضل شخصيتها القوية ومظهرها الخارجي الملائكي، وأناقتها اللافتة. مزيج خلّد إسمها في عالم السينما، ورسّخها كأيقونة سينمائية أسطورية. 

 

شخصية مثيرة للجدل

منذ نعومة أظافرها، عشقت Davis لفت الأنظار، وأظهرت موهبة تمثيلية فطرية،  نمت معها مع مرور السنين. ولدت Ruth Elizabeth Davis في العام 1908 من أب وأم أميركيين. بعكس توقّعاتها، تخلّل بداية مسيرة Davis المهنية مطبّات عديدة، فبعد قيامها عروض عديدة في Broadway، انتقلت إلى Hollywood وتعاونت مع شركة Universal Studios حيث باءت أفلامها الأولى بالفشل، لكنها سرعان ما بدأت تحقّق نجاحات كبيرة بعد تعاونها مع Warner Bros ، أبرزها فيلم Of Human Bondage في العام 1932، وفيلم Dark Victory في العام 1939 وThe Man Who Came to Dinner في العام 1942. بالإضافة إلى موهبتها العالية، تميّزت Davis باختيار الأدوار الصعبة، المعقدّة والشريرة، أمر كانت تتجنّبه غالبية نجمات جيلها، اللاتي كنّ يفضّلن تسليط الضوء على جمالهنّ وأنوثتهنّ وعلى شكلهنّ الخارجي.  وبعكس زميلاتها، لم يكن لدى Davis أي مشكلة بأن تظهر بإطلالة غير محبّبة لخدمة دورها، فهي كانت تسعى للكمال، وهي تقول في هذا السياق:  «طالما أرادتني Hollywood أن أكون جميلة، لكنني حاربت هذا الأمر من أجل الواقعية».  إلاّ أنّ لم يمنع  Davis من أن تبرع أيضاً في الأدوار الأنثوية، كما اشتهرت بإثارتها المشاكل والمتاعب خلال التصوير، وبعنادها حتى تحقيق ما تبغيه. ولعلّ الصورة الأيقونية الأشهر لـ Davis التي ارتسخت في ذهن الجماهير، والتي علّمت في تاريخ السينما هي صورتها وهي ممدّدة على الكرسي، تنفخ بالسيجارة، وتنظر جانباً إلى الأعلى. صورة تجسّد شخصية هذه النجمة الجذابة، الحالمة والجريئة في آن.

أناقة كلاسيكية

لعلّ أكثر ما يميّز Bette Davis عن غيرها من نجمات جيلها هما عيناها الواسعتين والبارزتين، نظرتها الحادة التي كانت تخجّل زملاءها الذين شاركوها في التمثيل، وشعرها الذي يمتاز بقصة الـ Retro القصيرة الرائجة هذا الموسم، والذي تنوّعت ألوانه طوال مسيرتها المهنية ما بين الأشقر والأحمر والبني والعسلي. تميّزت إطلالات Davis بالماكياج القوي الذي كان يزخر بقلم أحمر الشفاه باللون الأحمر الجريء، وبالماسكارا السوداء التي كانت تعزّز من جمال وجاذبية عينيها.  أما أزياؤها فكانت محافظة، تتنوّع ما بين الفساتين الطويلة الضيقة على الجسم، والتنانير الطويلة الضيّقة، بالإضافة إلى معاطف وسترات الفرو الرائعة، وأزياء متنوّعة تزخر بطبعات النمر وبالنقشات المرقّطة، بالإضافة إلى السراويل ذات قصات واسعة على الجسم. أما الأكسسوار الأحب إلى قلب Davis، فكان القبّعات على مختلف أشكالها وألوانها، وعقود اللؤلؤ. باختصار، يمكن وصف أسلوب Davis بأنّه كلاسيكي بامتياز، راق وغير مبتذل، يليق بالمستوى الفني الرفيع الذي قدّمته النجمة الأسطورية خلال مسيرتها الطويلة الحافلة بالنجاحات. يذكر أنّ فنانات كثيرات حاولن تقليد Davis إن من حيث الشكل أو من حيث الأداء، إلاّ أنّ محاولاتهنّ باءت بالفشل، لتبقى Bette Davis نجمة الثلاثينات والأربعينات بامتياز.

 
شارك