مطبّات في التربية تعيقهم... تفاديها

 دينا زين الدين-بيروت

تقرئين العديد من الكتب حول أصول التربية خلال فترة الحمل قبل أن تنجبي الأولاد لكي تكوني مستعدّة للمسؤوليّة الكبيرة التي ستواجهينها حين تستقبلينهم، لكنّ لا شيء ولا أحد يمكنه أن يحضّرك للمهمّة التي ستقع على عاتقك، فالتعامل مع الأطفال وزرع البذرة الصالحة في نفوسهم وعقولهم يحتاج إلى متابعة دقيقة وانتباه شديد وتواصل مباشر ودائم، وهذه الدروس لن تجديها في كلّ كتب العالم. لهذه الغاية نستعرض أمامك بعض الأخطاء في التربية التي يمكن تفادي الوقوع فيها خلال مرحلة طفولتهم.

 

أين تقع الحدود؟

من الطبيعي أن تجدي صعوبة في رسم الحدود بين ما هو كثير وما هو مناسب وكاف للطفل في سنّ معيّنة، هذا الأمر ينطق على كلّ شيء ابتداء من نوعيّة طعامه وكميّتها إلى اختيار ألعابه، وصولاً إلى المكافآت التي تحدّدينها له في حال نجح في القيام بأمر ما وغيرها من الأمور الحياتيّة اليوميّة.

الفخّ الأوّل

للخروج من هذا المأزق عليك معرفة أنّ الاستعانة بتجارب غيرك لن تنفعك، فلا تستشيري أمّك أو أختك أو صديقتك، لأنّ طفلك استثنائي وبالتالي عليك تقدير احتياجاته من منطلق معرفتك بشخصيّته التي بدأت تتكوّن أمامك.

مسؤوليات تدريجية

صغيرك يكبر والجميع قادر على ملاحظة ذلك ما عداك، خفّفي من خوفك وحرصك المبالغ فيه عليه، ابدئي بتحميله بعض المسؤوليات وراقبيه من بعيد وهو يؤديها. مثلاً، حين يبلغ سنّ السابعة، دعيه يرافقك لشراء بعض الأغراض من المتجر، واتركيه يتعامل لوحده مع البائع لتعرفي كيف سيتصرّف.

بين المزاج والجدّ

تخبرين صغارك قصصاً خياليّة بعضها مخيف وغريب، وتظنين أنّهم من الوعي بحيث لن يصدّقوها وتعتبرينها ضروريّة  لتنمية خيالهم، لكنّها في الواقع ستتسبّب لهم بالكثير من الهواجس والأفكار السوداويّة والكوابيس، فاستبدليها بالقصص السعيدة والمرحة.

المساعدة من دون طلب

لا تساعديه إلا إذا طلب منك ذلك أو إذا شعرت مثلاً بأنّه مقصّر في دروسه، فأنت تفرطين في حمايته وتعوّديه على أن يكون اتكالياً. دعيه يرتّب غرفته بنفسه ويعتني بأخته الأصغر سنّاً.

التأنيب المدمر

تفقدين أعصابك بسبب تصرّفاته المستهترة أو صراخه ومشاغباته حين يكون برفقتك في زيارة إلى منزل أحد الأقارب، فتصرخين في وجهه بقوّة وعنف. أنت بهذه الطريقة تضعفين ثقته بنفسه، والأفضل أن تنتظري إلى حين العودة إلى بيتك لتتحدّثي معه وتؤنّبيه وتفرضي عليه عقاباً مناسباً.

الطعام ليس مشكلة

يحلو لطفلك تناول الطعام في منزل أحد الأقرباء أو الأصدقاء، فلا تحرميه من ذلك وتمنعيه عن اشتهاء بعض الأصناف. هذا الأمر ينطبق على الكثير من الأمور الأخرى، كالألعاب التي يختارها وتظنين أنّها لا تلائمه. بهذه الطريقة، أنت تحدّين من انطلاقته وتكبتين شخصيّته.

التكرار لا يعلم الشطار

لا ترهقيه بتكرار الطلبات واتركي له بعض الوقت لكي ينجز ما تطلبينه منه. ثقي بأنّه يسمعك وسينفّذ ما تريدينه لأنّه سيحس بأنّك تثقين به وسيزداد اندفاعه لكي يثبت لك أنّك على حق وأنّه على قدر الثقة.

 حيّز الخطأ

لا وجود لطفل مثالي، ومن الطبيعي أن يخطئ كي يتعلّم ويصحّح اتجاهه مستقبلاً، فلا تنتقديه لارتكابه الحماقات ولا تضغطي عليه حتى يتغيّر سريعاً، بل اصبري وافهمي سبب قيامه بهذا التصرّف كي تساعديه على تقويم سلوكه.

 
شارك