أمي لا أسمع صراخك

يبدو الصراخ الطريق الأسهل للتنفيس عن مشاعر الغضب والاستياء حين تواجهين مشكلة مع أبنائك أو حين يسيء أحد منهم التصرّف، لكنّك حين تعودين إلى هدوئك تشعرين في الكثير من الأحيان بأنّك بالغت في رد فعلك وسدّدت إهانات قاسية إليهم. فهل الصراخ حلّ نافع للتعامل مع بعض المواقف، وهل يستمع أبناؤك إليك فعلاً حين تصرخين ويلتزمون بالتالي مستقبلاً بالتعليمات التي صدرت عنك؟

 لا أسمعك

 يميل الأطفال حين يتكرّر تعنيفك لهم بصوت مرتفع إلى الانكفاء بعيداً عمّا يحصل معهم، فينغلقون على أنفسهم ولا يسمعون ما تقولينه ولا يقومون بأيّ رد فعل، أو يردّون عليك بالأسلوب نفسه فيصرخون ويثورون، وفي الحالتين لن تحقّقي نتيجة من ثورة غضبك.

ضرر عاطفي

 الصراخ في وجه الطفل يسبّب له ضرراً عاطفياً في حال كان الصغير حسّاساً ولديه بعض نقاط الضعف في شخصيّته، فهو يرى أكثر إنسانة يحبّها تصرخ في وجهه وتهينه وتهاجمه، وسيحدث هذا الأمر أثراً سلبياً في نفسه.

 ميل إلى العنف

يميل الطفل إلى تقليد والدته، لذلك قد يلجأ إلى الصراخ وإلى الصوت المرتفع لحلّ كل ما يواجهه في الحياة، ابتداءً من علاقته برفاق المدرسة وأساتذته وإخوته، وقد يصل الأمر به إلى ممارسة العنف الجسدي أو اللفظي وإلى الكثير من المشاكل السلوكيّة الأخرى.

 التهديد والتنفيذ

يحق لك أن تهدّدي طفلك الذي أساء التصرّف بحرمانه من أمر يحبّه، بشرط أن يتم الأمر بصوت مقبول وبكلام واضح ومفهوم ومختصر حتى تصل الفكرة واضحة إلى ذهنه، ومن الضروري أن تنفّذي تهديدك لا أن تتراجعي عنه بعد أن تهدئي حتى يعتاد أخذ كلامك على محمل الجد.

الفريق الناجح

إنّ امتناعك عن الصراخ في وجه طفلك لا يعني أنّ هذا الأمر يحق لوالده، إذ يجب أن تتّفقا معاً على أسس تربية الأولاد، ومن أهمّها الابتعاد عن العنف بكلّ أشكاله، واعتماد الحوار الإيجابي للتواصل.

هو أيضاً قادر على الصراخ

لاحظي أنّ ابنك سيبدأ مع نموّه بالصراخ في وجهك للرد عليك حين تنفعلين وتعنّفينه، فانظري جيداً إلى الصورة التي يصير عليها صغيرك. هل هذا ما تريدينه له، أن يكون عصبياً وعنيفاً ومتوتراً طوال الوقت؟

 أخذك على محمل الجدّ

في المقابل، فإنّ الصراخ بشكل دائم سيجعل طفلك لا يأخذك على محمل الجد، ستجدينه يضحك من انفعالك أو يكمل مشاهدة التلفزيون مثلاً وأنت في قمّة الغضب والتوتّر، وسيعود إلى القيام بالخطأ عينه وكأنّ شيئاً لم يكن.

 بناء العلاقة

إنّ بناء علاقة قويّة وسليمة مع أولادك، مبنيّة على الثقة المتبادلة والمصارحة والانفتاح على الحديث في كلّ الأمور، سيقلّص المواجهات بينكم، وستتطوّر العلاقة مع الوقت إلى علاقة صداقة قائمة على الاحترام والمشاركة في اتخاذ القرارات المهمّة.

 
شارك