‏ STEPHANE ROLLAND المرأة الشرقيّة حريصة جداً على أنوثتها

حوار: فرح كريدية، إعداد وتنسيق: ساره مرتضى، تصوير: Zobian Saad

هو وليد عالمَي الهندسة والنحت، التفاصيل الصغيرة أساسيّة لديه وشغفه بالمرأة أيقوني. لا حدود لإبداعه، فتصاميمه تعكس نظرة فنيّة عميقة ورؤية أصيلة .

لعالم الـHaute Couture معه نظرة مختلفة جداً لا يكشفها الا من يراقبه عن كثب. إنّه المبدع الفرنسي Stéphane Rolland الذي تربطه علاقة خاصة بالمرأة العربيّة التي تشكّل له مصدر إلهام كبيراً

إقرئي أيضاً: ختاري الإكسسوارات المناسبة لعباءتك ، العباءة من التراث إلى الموضة ، كيف تفوقت الملكة رانيا على بيللا حديد؟

. Rolland كان مؤخراً في بيروت، المدينة التي تربطه بها علاقة وطيدة وطبيعيّة على حد قوله. حضر ليشارك خبرته الطويلة مع محبّي عالم الموضة من خلال Seminar خاص حول عمل الـHaute Couture. هذا الحدث هو ثمرة تعاون بين شركتَي Bridge of Minds وThe Agenda Beirut. وللمرّة الأولى، كشف Rolland عن مفاتيح نجاحه، والعوامل التي أوصلته إلى العالميّة وأسرار العمل الناجح في عالم الأزياء الراقية. أدخلي في تفاصيل هذه المقابلة الحصريّة واكتشفي ما كنت تجهلينه عن هذا المصمّم الفرنسي الرائع.

بدأت بعملك في سنّ مبكرة جداً، ونجحت بسرعة، إلى درجة أنّك قلت «لقد تخطيت مراحل عدة»، كيف حصل كل ذلك معك؟

إذا أردت أن أحكي لك قصّة حياتي سيأخذ ذلك ساعات طويلة، صحيح أنّ الأمور كلها جرت بشكل سريع، إذ أصبحت مديراً إبداعياً عندما كنت في العشرين من عمري، وهذا الأمر يمكن أن يكون خطيراً جداً في بعض الأحيان، لأنّك لا تمتلكين الخبرة، لكنّني تعلّمت بسرعة لأنّني كنت مجبراً على ذلك، إذ لم يكن لدي خيار آخر. مررت ببعض المشاكل وحاولت أن أهرب من بعضها الآخر. في كل يوم، كنت أتعلم شيئاً جديداً، وكلما تعلمت، كلما نضجت وأعطيت أكثر.

مجموعتك الأخيرة كانت مصنوعة بشكل عقلاني خصوصاً من ناحية اللونين الأسود والأبيض، لماذا؟

الأبيض والأسود لونان استخدمهما كثيراً في مجموعاتي، لأنّهما يتناغمان مع فلسفتي، والمرأة تستطيع أن تحدّد اللون الذي تريده لفستانها، بعد أن ترى المجموعة مصنوعة بالأسود والأبيض.

إذاً، في حال أحبت إحدى الزبونات فستاناً أبيض وأرادته باللون الأسود، فهل يمكن أن تصمّمه لها؟

طبعاً، في عالم الأزياء الراقية Haute Couture كل شيء ممكن ولا يوجد حدود معيّنة. يمكنني أن أحقّق حلم كل سيّدة، فأنا هنا لكي أفهمها، وأفضّل دائماً أن أعرف عنها أكثر قبل أن أبدأ بالعمل. لكنّنا نرى كثيرين لا يكترثون لشخصيّة المرأة وهدفهم بيع الفستان فقط.

عندما ننظر إلى كل تصميم، نرى في كل جهّة منه إيحاء جديداً، كيف تفعل ذلك؟

عندما تنظرين إلى شكل الوردة، ترينها من الجانب الأمامي والخلفي والجوانب وكل شيء فيها مثير للاهتمام، لذا عندما أصمّم فستاناً، أعمل على أن يكون ملفتاً بمختلف تفاصيله وأن تفهم المرأة كل أشكاله وأن تتخيّل جسمها فيه، فالفستان هو انعكاس للجسم وكل جانب منه مهم جداً.

نلاحظ أنّ الرسام والنحات الإسباني Pablo Palazuelo يلهمك كثيراً.

إنّه لأمر غريب ما حصل مع Pablo Palazuelo لأنّني صمّمت المجموعة قبل أن أشاهد أعماله. طبعاً كنت أعرف من هو، والصداقة التي تجمعه بالسيد Balenciaga في الخمسينات والستينات، كما رأيت لوحتين من ابتكاره وأحببتهما كثيراً وكنت ألاحظ أعماله مع السيد Balenciaga خصوصاً على الأوشحة. لكن عندما رأيت أعماله مؤخراً، قلت: إنّه فستاني! فقمت بأبحاث معمّقة عنه، واكتشفت أنّ غالبيّة مجموعتي تشبه أعماله. إنّه فعلاً أمر غريب.

وماذا عن المهندسة المعماريّة العراقيّة - البريطانيّة زها حديد؟

كيف يمكنني أن أتكلم عنها؟ فأنا أدرك نفسي وأتعرّف عليها من خلال أعمال زها، وكان يوماً رائعاً اليوم الذي التقينا فيه، وكأنّني التقيت بشخص من أفراد عائلتي، شعرت بأنّنا نحمل الجينات ذاتها، إنّه أمر غريب حقاً. أنا أفهم كل شيء حول أعمالها بشكل طبيعي وهناك انصهار بين أعمالي وأعمالها، ولهذا السبب في اليوم الذي التقينا فيه لم نتكلم كثيراً، فالذبذبات كانت رائعة.

كيف تصف عمل الـ Haute Couture ؟

الـHaute Couture عمل عائلي مصنوع من الدراما ومن اللحظات الممتعة، من الضحك والدموع، وهو يولد في الكثير من الأحيان من المعاناة. نحن نعمل في الأزياء الراقية، للجسم وللشخص، إنّه عمل حميم جداً.

ماذا عن الملابس الجاهزة؟ طبعاً يسألك كثيرون عن هذا الأمر.

نعم، الجميع يريدني أن أبدأ بتصميم الأزياء الجاهزة، مشكلتي ليست في أنّني لا أريد أن أصمّم الأزياء الجاهزة، لكنّني أعتبر أنّ اليوم هناك الكثير من المصمّمين، وأشعر بأنّه من الصعب أن أوسّع الشركة، فأنا أقوم بكل شيء بمفردي. مؤسستي اليوم رائعة جداً، لكن مؤخراً واجهت مشاكل عديدة وتخطّيتها ولكنّني لا أريد أن أوسع أكثر، أريد أن أبقيها مستقلة وانتقائيّة وأن تستمر في تقديم تصاميم عالية الجودة، ومؤخراً أطلقت مجموعتي الخاصة من الفرو. أريد أن أضيف أشياء جديدة طبعاً إلى علامتي، اليوم الفرو وغداً أشياء جديدة.

لـمـاذا أدخـلـت الـفـرو في هــذه المجموعة؟

لم أدخل الفرو في هذه المجموعة، انما ابتكرت خطاً خاصاً، ولقد مزجته مع تصاميم هذه المجموعة. أنا أحب الفرو، فهو من أكثر الأقمشة رقياً وإثارة وحساسية.

كيف تصف لنا دار أزيائك الخاصة؟

داري Minimalist جداً، أحب النقشات الحيوانيّة لكن أن تكون متواجدة في خط أزياء خاص وليس في تصميم داري.

ما يلفتنا، هو أنّنا نشعر بأنّك قريب منا، ويمكننا أن ندخل إلى حياتك، أليس هذا صحيحاً؟

لا يمكن الدخول بسهولة إلى حياتي، لكنّني أُشعر من هم قريبون مني بأنّهم دخلوا إلى حياتي، لكن تأكدي أنّه في حال كان لديّ إحساس جيد، ستدخلين حتماً.

ما هي علاقتك بلبنان وبيروت؟

إنّها علاقة طبيعيّة وعفويّة ومثيرة.

ماذا يمكن أن تقول لنا عن الـSeminar الذي قمت به؟

إنّه مهم جداً بالنسبة إلي، لأنّني أحب أن أشارك تجربتي وهو وسيلة للالتقاء بالطلاب الذين يدرسون الموضة، والصحافيين والمدونات اللواتي يهتممن بهذا العالم. شاركتهم أفكاري وساعدتهم لإيجاد الحلول للتطوّر. إنّه وسيلة نقل Transmission وأعتقد أنّها خطوة مهمة وأحببت جداً القيام بها.

ما رأيك بأسلوب المرأة العربيّة؟

ما أحب في المرأة الشرقيّة هو أنّها حريصة جداً على أنوثتها وتعرف كيف تجذب الغير وفي الوقت نفسه تحترم نفسها جداً.

هل ترى أنّ أسلوبها تغيّر من عشر سنوات إلى اليوم؟

طبعاً، وأعتبر أنّ مستقبل الخليج سيكون من صنيع النساء، ولطالما آمنت، فالمرأة اليوم تقدّم المعرفة والعلم للجيل الجديد، النساء اليوم ومستقبلاً سيتولين زمام الأمور لكن بطريقة أخرى، منظّمة جداً وقويّة جداً.

ما هي علاقتك بـNieves Alvarez؟

‏Nieves كانت الأيقونة الأخيرة للسيد Saint Laurent وقامت بعرض الأزياء معي حين كنت شاباً أعمل لدى Jean-Louis Scherrer. وبعد أن افتتحت مؤسستي الخاصة، قلت لها «إنّنا نعرف بعضنا جيداً، وأنت تعكسين تحديداً شكل المرأة التي أصمّم لها، أنت شهيرة، وأيقونة في عالم الموضة، جميع المصورين يعرفون على أنّك إحدى أكثر العارضات تأثيراً، لذا أنّه لأمر طبيعي أن نتعاون سوياً». إذاً، إنّها أكثر من عمليّة تعاون. Nieves تبلغ 40عاماً وهي مثال على أنّ لا حدود للعمر في حال كنت تمتلكين جمالاً طبيعياً.

ما الذ يلهمك غير الهندسة؟

يلهمني النحت.

هل تستلهم من المرأة العربيّة؟

نعم، غموضها يلهمني، فأنا أرى جمالاً في العباءة أكثر من ملابس السباحة. في صغري، كنت مفتوناً بقصص ألف ليلة وليلة وأسلوب الأزياء وديكور الأرابيسك.

 
شارك