أشتري ساعة ماسيّة لوالدتي

أتذكّر يوم حضرت لمول الإمارات لأوّل مرّة، كنت صغيرة. وأمي حين تتكلّم عن اليوم ده تقول إنّي أحبّ الملابس من يوم ولادتي. قال كنت أحسّ بفرحة كبيرة وأنا أشوف الفساتين والسترات والأكسسوارات. وقال كمان كنت أحبّ الساعات مرّة. ودوم كنت أقول لها إنّي أريد أشتري ساعة حلوة، بس هيّ ما توافق عشان كنت صغيرة. أتذكّر الحاجات ديّة وأبتسم مثل كأنّي أريد أرجع صغيرة وفي الوقت نفسه ما أريد. أحبّ حياتي بكلّ أوقاتها. المهمّ تذكّرت أوّل يوم حضرت لمول الإمارات دحين عشان أقف قدّام واجهة متجر Chopard. نسيت أقول لك. أريد أختار هديّة لوالدتي لمناسبة ذكرى زواجها. ما أدري من فين أبتدي. أدخل. من فين؟ إيش رأيك... المجوهرات؟ القلادة ديّة، بس... الوالدة ما تلبس قلادة إلّا في مناسبات قليلة. الأساور، ما تحبّها. كمان نظرة على كل الزوايا... الخواتم، هناك... كل حاجة مثل كأنّها في متحف. يعرضونها في واجهات زجاجيّة صغيرة. تشوفينها من فوق. مثل المتاحف... تحسّين ما تقدرين تلمسينها... ثمينة مرّة. والدتي عندها كثير خواتم. الساعة... مو أحسن؟ كثير سهل تشترين هديّة عشان يوم ميلاد، ولادة، خطوبة، زواج... بس إيش أشتري عشان ذكرى زواج؟ أروّح لزاوية الساعات. أفتح عيوني مثل كأنّي ما أصدّق إيش أشوف. خلاص لقيتها. الساعة ديّة. جلد أسود ومرصّعة بالماس. ورود ماسيّة. يمين ويسار. وإطار ماسي، طبقتين. حبوب كبيرة وبعدين صغيرة. روعة. حتى في داخلها مثل الماس الأبيض مع عقارب زرقا تهبل. ألبسها، أشوفها، يمين، يسار... في المرآة كمان. قرّرت أشتريها. أمّي رايحة تفرح. ودحين أتفرّج أكثر. المكان مثل معرض لوحات. أقصد التصميم الداخلي مو عادي. يشبه ديكور كلّ صالات العلامة في العالم. سوّونه مو من زمان. سنتين تقريباً. بيه ناس كثير يزورون المتجر. مشيت. قلت في نفسي كده رايحة أحتاج ليومين أو ثلاثة عشان أشوف كلّ تفاصيل الديكور. عرفت إنّهم سوّونه من خشب البلوط والجلد الفاخر والحرير والمخمل... وكمان أحسّ في جدّ إنّي في بيتي. كأنّي مو حدّ غريب، مو زائرة وبسّ! أقف، أتنفّس، أستعدّ عشان أشوف حاجات أكثر. أريد أغمّض عيوني وأخلّي ذاكرتي تحتفظ بكلّ المشاهد. وبعدين أفتحهم وكده أشوف المشهد بطريقة مختلفة. الناس في كلّ الزوايا. وفي كلّ الزوايا مجوهرات وساعات وأكسسوارات... الوصف ما يكفي. كمان أقف. نظرة سريعة في كلّ الاتّجاهات. مثل كأنّي في قلب جوهرة في الطابق الأوّل من مول الإمارات الكبير. ما أريد أروّح. الموظّفة تحضّر الهديّة. فخامة رهيبة. أمّي عندها ساعات كثيرة، بس مو مثل ديّة. أودّع المكان بنظرة واحدة. أخرج. أشوف الواجهة... تحفة تهبل. كأنها منحوتة. أروّح ونظري ما يريد يفارق المتجر. السلّم الكهربائي. أنزل وعيوني ما تفارقه لحين أصير في الطابق السفلي.

اقرئي أيضاً: ساعتك بين الحداثة والكلاسيكيّة، مجوهرات معوّض لتتألقي بها ليلة العمر، أبوظبي تعرض أكبر حجر زمرد في العالم

 
شارك