الـSMOKING JACKET علامة فاخرة في تاريخ YSL

من كان ليتصوّر أنّ السترة الأكثر انتشاراً في تاريخ الموضة الرجاليّة، والتي كان يرتديها الأثرياء في أوروبا وأميركا خلال القرن التاسع عشر في السهرات المهمّة وحفلات تدخين السيجار حتى ارتبط اسمها بـ«الـSmoking»، ستتحوّل بفضل أنامل المصمّم الفرنسي الثوري الشاب Yves Saint Laurent إلى قطعة ملابس نسائيّة، فتُحدث تغييراً جذريّاً في طريقة اختيار النساء لإطلالاتهنّ ومفهومهنّ عن المظهر الأنيق.

نظرة استباقيّة

امتلك Yves Saint Laurent فكراً مبدعاً ونظرة استباقيّة للمستقبل خوّلته أن يعرف ما تبحث عنه النساء حتى قبل أن يكتشفنه بأنفسهنّ أو يتمكنّ من ترجمته بالكلمات. يقول: «بحثت عن أسلوبي في التصميم ووجدته عن طريق المرأة التي منحت الحيويّة لأعمالي». وقد بدأ مشواره في تصميم الملابس لوالدته وشقيقاته إلى أن وصل في سنّ الثامنة عشرة إلى باريس وشارك في مسابقة تصميم للمواهب الشابّة فنالت أعماله الاستحسان سريعاً، وتمّ ترشيحه للعمل مع الأسطورة Christian Dior.

خلفاً للأسطورة

وجد المصمّم الشهير Christian Dior في Yves Saint Laurent خلفاً له وقد أخبر والدته بهذا الأمر، وحصل ما توقّعه Dior بالفعل، إذ تولّى الشاب الموهوب رئاسة الدار بعد وفاته، ولكنّه قرّر في العام 1962 أن يؤسّس داره الخاصّ، فتمكّن سريعاً من ترك بصمة فريدة لم يشهدها عالم الموضة من قبل، إذ دمج في أزيائه بين الثقافات والحضارات، فرأينا روحاً أفريقيّة مع نفحة عربيّة وأخرى آسيويّة.

رفض المجتمع

قدّم المصمّم الـSmoking النسائيّة في العام 1966 إلّا أنّ إطلاقها لم يُقابل بالورود، إذ كانت قويّة على الأوساط الاجتماعيّة التي اعتادت تصاميم أكثر أنوثة ونعومة، إلى درجة أنّ بعض الفنادق والمطاعم الراقية كانت ترفض دخول النساء اللواتي يرتدينها، ولكنّ اعتمادها من قبل عدد كبير من النجمات غيّر خلال وقت قصير هذا الواقع، فباتت السترة مطلوبة في فرنسا وخارجها في دول أوروبا وأميركا.

شكل السترة

سترة الـSmoking التي قدّمها المصمّم الفرنسي تشبه إلى حدّ كبير تلك التي اعتاد الرجال ارتداءها، فهي طويلة وواسعة بحيث تضيق قليلاً عند الخصر، ويمكن تركها مفتوحة أو إغلاق الأزرار، وقد حافظت على شكلها الأساسي على مرّ السنين مع إدخال تعديلات بسيطة.

متابعة أدقّ التفاصيل

لم يكن Saint Laurent من المصمّمين الذين يطرحون فكرة التصميم ويتركون مهمّة التنفيذ للعاملين لديه، فهو تابع بنفسه كل خطوات تنفيذ سترة
الـToxido، وكان يجري التعديلات بشكل مباشر على القماش بعد أن ترتديها العارضة كي يضمن عدم وجود خطأ أو نقص، ويتأكّد من أنّ من ترتدي السترة مرتاحة وقادرة على الحركة بخفّة وسهولة.

تنسيقات مختلفة

لعلّ هذه الأمور هي التي جعلت النساء يعشقن بدلة الــSmoking والتي تُعرف أيضاً بالـToxido ويستسغن في وقت لاحق ارتداء السترة بمفردها وتنسيقها مع سروال مختلف، وقد رأينا في السنوات اللاحقة العديد من الدور التي قدّمت سترات وجاكيتات تشبهها، فالـBlazer الرائجة كثيراً في وقتنا الحالي والمتواجدة في خزانة معظم الفتيات هي شكل جديد من السترة التي قدّمها المصمّم الفرنسي للنساء منذ أكثر من 50 عاماً.

اختاريها للسهرات أيضاً

تليق السترة الـSmoking بالمناسبات النهاريّة والمسائيّة، فبإمكانك أن ترتديها مع سروال الجينز كي تذهبي إلى الجامعة أو تنتقيها مع التنّورة أو السروال الرسمي للذهاب إلى حفل خطوبة أو عشاء فاخر. وهي تناسب النحيفات والممتلئات، شرط اختيار الموديل المناسب.

السبّاقة Catherine Deneuve

أولى النجمات اللواتي دعمن Yves Saint Laurent وآمنّ بأسلوبه وكنّ معجبات بإبداعاته هي النجمة الفرنسيّة Catherine Deneuve التي كانت السبّاقة في ارتداء السترة، ومن بعدها انتقتها عشرات النجمات الشهيرات منذ تلك الحقبة وحتى اليوم.

ضمن تشكيلة الربيع والصيف

تُعتبر سترة الـSmoking من قطع الملابس الأيقونيّة الخالدة ومن العلامات الفارقة في تاريخ الموضة، وقد حرصت الدار الفرنسيّة الشهيرة وغيرها من الدور العالميّة على تقديمها في السنوات اللاحقة وإن بقصّات وموديلات مختلفة لمراعاة التغييرات وتطوّرات العصر ولإرضاء كل الأذواق، ومؤخّراً رأيناها بشكل لافت في تشكيلة الدار للربيع والصيف.

 

 

اقرئي أيضاً: لوزة الإسبانية من التراث إلى المنصّات، التنورة Midi تعيدكِ إلى عصر الموضة الجميل، القفّازات أكسسوارات ملكيّة

 
شارك