السكّري قبل الحمل ومعه

تعانين من داء السكّري، أو ربّما تخشين من أن تعاني منه خلال حملك. لكنّك ترغبين الآن في أن تُنجبي طفلاً يملأ مساحة حياتك. وقد بدأت تطرحين على نفسك أسئلة من قبيل: هل يشكّل هذا خطراً على حياتي وحياة الجنين؟ كيف يمكنني أن أتفادى حدوث مضاعفات غير محسوبة النتائج؟ أمّا الإجابات فكثيرة ومتشعّبة. إليك بعضها...

تغيّرات كثيرة

ليس ضروريّاً أن تشعري بالقلق إذا كنت تحملين طفلك في أحشائك وداء السكّري في دمك. لكن، عليك أن تتوخّي الحذر لكي لا تعرّضي حياتك وحياة جنينك للمخاطر التالية:

-في الأشهر الثلاثة الأولى: قد يسبّب عدم استقرار مستوى السكّر لديك إصابة جنينك بمشكلة خلقيّة في القلب أو بخلل في تكوين عظامه...

-في الأشهر الثلاثة التالية: إذا استمرّ ارتفاع مستوى السكّر لديك حتى الشهر السادس، من المتوقّع أن يعاني طفلك المرتقب من تضخّم غير طبيعي في حجمه أو في كميّة السائل المحيط به، ما يعني عسر الولادة أو خطورتها...

-في الأشهر الثلاثة الأخيرة: إذا تعرّض مستوى السكّر في دمك للخلل في هذه المرحلة، فعليك الانتباه لأنّ هذا قد يعني ولادة طفلك برئتين غير مكتملتين. بل أكثر من هذا فقد يعاني أيضاً من انخفاض مستوى السكّر في دمه.

خطوات حذرة

لا تشعري منذ الآن بالتوتّر.. راقبي بطنك الذي يكبُر وارسمي على وجهك ابتسامة التفاؤل. فأن تعاني من داء السكّري لا يعني بالضرورة تشوّه الجنين أو موته داخل رحمك. لكن، من الأفضل أن تواكبي مراحل نموّ طفلك وحالتك الصحيّة من خلال قيامك ببعض الخطوات المفيدة، مثل:

- في مراحل حملك الأولى، اطرحي الكثير من الأسئلة على طبيبتك ولا تنسي أيّ تفصيل.

-احرصي على أن تتّبعي نظاماً غذائيّاً خاصاً وتناولي الأطعمة التالية:

* الفواكه الطازجة مثل التفاح والليمون والخوخ والكرز والتين والدرّاق والإجاص والعنب، لكن بكميّات معتدلة جدّاً.

* الألياف التي تؤدّي دوراً أساسيّاً في ما يتعلّق بالحفاظ على المستوى الطبيعي للسكّر في دمك.

* الزيوت غير المشبّعة مثل زيت الصويا، زيت الزيتون، زيت البندق، الكولزا والأسماك.

* البقوليّات كالعدس والحمّص.

* البصل الذي يساهم في خفض مستوى السكّر في دمك، الأرضي شوكي، الهليون، الباذنجان، البروكولي، الجزر الطازج، اليقطين، الخيار، الفاصوليا الخضراء، الخس، البقدونس، الفلفل الأحمر، كبش القرنفل الذي يساعد على منع تخزين السكّر لديك، القرفة التي تعزّز عمل الأنسولين...

* اللوز، البندق، الجوز، الكاجو، نخالة الشوفان...

- لكن تجنّبي تناول الآتي: حليب البقر المصنّع، ‏«‏الكريم فريش»‏، الجزر المسلوق، الكستناء، الفول، التمر، المشروبات الغازية، عصير الفواكه، القهوة، الشوكولاتة الساخنة، العسل، المثلّجات، الكراميل، القمح والحبوب التي تحتوي على الغلوتين، الخبز الأبيض، الأرز سريع النضوج، نشاء الذرة، زيت الذرة ودوّار الشمس، زبدة المرغارين، المايونيز، اللحوم الحمراء، البطيخ، السمك البانيه، الأطعمة المدخّنة...لأنها قد تساعد على القضاء على خلايا البنكرياس المنتجة للأنسولين.

حان وقت الولادة

إذاً، حان وقت قدوم ذلك الطفل الذي انتظرته طوال 9 أشهر. وها أنت تتنفّسين على النحو الذي يتطلّبه هذا الموقف وتشعرين بالخوف تارة، وبالاشتياق إلى سماع ذلك الصوت الذي سيملأ أنحاء منزلك بعد ساعات، تارة أخرى... لكن، ما زال على طبيبتك أن تواكب حالتك، فأنت تعانين من داء السكّري ومرحلة المراقبة لم تنته بعد. وفي هذه الحالة، لا بدّ من أن يجري التحكّم بمستوى السكّر لديك أثناء وجودك في غرفة الولادة. وما إن يخرج الصغير إلى الحياة، من المفيد أن تتّبعي هذه الخطوات:

-أن تخفضي جرعة الأنسولين التي كنت تتناولينها أثناء الحمل. لكن، اعلمي أنّ مستوى السكّر لديك قد لا يستعيد حالته الطبيعيّة إلاّ بعد أسابيع عدّة.

- أن تتناولي دواءك بعد الولادة في حال كنت تخضعين لعلاج عن طريق الفم. لكن، من الضروري أن تكتفي بعلاج الأنسولين إذا كنت تعتمدين الرضاعة الطبيعيّة.

 
شارك