التصــــرّفات الصـحيحة مــــــــع المــــــــــــــرضى

المرض من أقسى التجارب التي يمر بها أيّ إنسان، فهو يعني الألم والضعف، ولذلك عند المعرفة بمرض قريب أو صديق يجب الاتصال به في حال كان قادراً على الكلام أو بأهله للاطمئنان إلى وضعه الراهن، والتأكيد له أنّنا إلى جانبه، ومن الضروري أخذ موعد للقيام بالزيارة، مع عرض المساعدة.

إقرئي أيضاً: زوجة George Clooney الأولى تخرج عن صمتها ، 5 حقائق قد تجهلينها عن أظافرك ، كواليس جلسة تصوير روزاريتا طويل

اتصال هاتفي قصير

في حال تحدّثت مع المريض عبر الهاتف، يجب أن يكون الحديث قصيراً، يتمحور حول السلام والاطمئنان إليه، مع ضرورة عدم السؤال عن حالته الصحيّة إلا في حال رغب هو في الحديث عنها، إذ قد يكون متعباً أو ببساطة غير راغب في مشاركة آلامه مع الآخرين.

مساعدة ماديّة ومعنويّة

أما إذا كان المريض شخصاً قريباً جداً أي من العائلة، كالزوج أو الأم أو الأب أو الأخوة، فعليك التواجد إلى جانبه طوال فترة المرض، وهذا يعني مرافقته لزيارة الطبيب ومساعدته معنوياً ومادياً لو تطلّب الأمر طوال فترة العلاج لكي يشفى من مرضه ويعود إلى وضعه الطبيعي.

أصول الزيارة

لدى القيام بالزيارة، يجب أن تذهبي بمفردك أو مع والديك في حال كنت عزباء، ومع زوجك إذا كنت متزوّجة، ويجب عدم اصطحاب الأطفال لزيارة المرضى، فالتواجد في المستشفى لا يناسبهم، وحتى لو كان المريض في بيته، سيحتاج إلى الهدوء والراحة ولن يرحّب بوجود الأولاد الذين يمكن أن يزعجوه بأصواتهم وطلباتهم.

الهديّة المناسبة

احرصي على شراء هديّة صغيرة للمريض، وهنا تكون الورود أو الشوكولاته مناسبة للرجال، أما للنساء في حال كان وضعهنّ الصحي غير صعب، فيمكن التفكير بهدايا عديدة، منها الملابس أو الأكسسوارات أو الحلي الذهبيّة.

إخفاء المشاعر

صحيح أنّك تشعرين بالحزن والصدمة والألم ولا سيما إذا كان المرض الذي يعاني منه الصديق أو القريب مزمناً أو خطراً، لكن من الضروري جداً ألا يعرف المريض بهذه المشاعر، فيكفيه ما يعيشه ويختبره من وجع وعلاجات، وعلينا في زيارته أن ننسيه بعض الشيء، فنشغله بأخبار إيجابيّة، ولا نطيل الحديث عن وضعه الصحي أو نتطرّق إلى أجدد الدراسات أو الأبحاث عن مرضه.

عبارات المواساة

«لا مكان لليأس في قاموسك، أنت قوي وقادر على التغلّب على المرض، إنّها فترة صعبة وستنتهي قريباً فاصبر وتفاءل خيراً بالمستقبل،...» إنّها العبارات التي يجب أن يسمعها المريض منك، وليس عبارات مثل «وجهك يبدو شاحباً، أو فقدت الكثير من الوزن، أو تبدو متعباً».

لا للأكاذيب

في المقابل، يجب ألا نكذب على المريض فنخبره أموراً غير صحيحة عن وضعه الصحّي لأننا نرغب في أن نطمئنه، فنحن بذلك نعطيه آمالاً كاذبة وسيتأثر كثيراً حين يعرف الحقيقة بعد ذلك، أو نقول له: تبدو وسيماً أو بخير، لأنّه يدرك جيداً أنّه ليس في أفضل حالاته.

مواجهة السرطان مع المريض

مرض السرطان من الأمراض الصعبة والخطرة، فهو يتطلّب علاجات قويّة وقاسية وطويلة، وبالتالي فإنّ هناك قواعد خاصة للتعامل مع المريض المصاب بها.

كغيره من الأمراض

قبل الزيارة، يجب أن تضعي في بالك أمراً مفاده أنّ هذا المرض بات تقريباً كغيره من الأمراض يمكن في الكثير من الأحيان الشفاء منه، وبالتالي ليس من المخيف الكلام عنه كما كان في السابق.

عدم الزيارة أمر غير مقبول

من غير المقبـــــــــول أبداً القـــــول إنّـــــــــك لا ترغبين في زيارة المريض لأنّك لا تتحــــــــــمّلين رؤيــــــــــته يتألم، فهو في أزمة ويحـــــــــتاج إلى هـــــــــذا الدعم أكثر من أيّ أمر آخر، هــــــــو الذي يتــــــــــحدّى ويحــــــــــاول ويعاني، وأبســـــط الأمور أن تزوريه وتقفي إلى جانبه وتشجّعيه.

زيارة قصيرة

سواء كانت الزيارة في المنزل أم في المستشفى، عليها أن تكــــــــــون قصيرة جداً لا تتــــــجاوز النصف ساعة، مع أهميّة أن تكوني على بيّنة من مدى معرفة المريض بحالته الراهنة، فهنـــــــــاك أهل يفضّلون إخباره بوضعه وآخرين يخفــــــون الحقيقة عنه كي لا يؤثروا في معنوياته.

الشفقة غير واردة

في الحالة الأولى، يجب ألا يحس المريض بأي نوع من الشفقة في نظراتنا أو كلماتنا، كما يجب ألا تبكي، بل عليك أن تحافظي على بسمة خفيفة على شفتيك، وأن تتوجّهي إليه بكلمات لطيفة، بعيداً عن الشكوى. لا نكلمه عن مشاكلنا وأمراضنا، فهو غير مهتم بهذه الأخبار، بل نتحدّث عن أمور مسلية وفرحة.

أحاديث عامّة

من الضروري ألا نستفيض بالأحاديث، بل نتركه يتكلم ويسأل ويستفسر على راحته إذا أراد ذلك، وعلينا أن نتخلى عن حشريّتنا لنعرف المزيد عن مرضه، فلا نسأله أو أهله عن العلاجات المقبلة أو مدى انتشار المرض، بل نستمع إلى ما يقولونه فقط.

التعليق على الشكل الخارجي

يجب ألا نذكر أمامه معاناة شخص آخر مع السرطان حتى لو سألنا، علينا أن نتهرّب من الرد، ولا نعلّق على شكله الخارجي حتى بكلام إيجابي، فهو لا يريد لفت النظر إلى سقوط شعره نتيجة العلاج مثلاً.

عدم معرفته بوضعه

أما في الحالة الثانية، أي حين يقرّر الأهل عدم إخبار المريض بمرضه، فعليك احترام رغبتهم وعدم الاعتراض، فننتبه ونحن معه ولا نسهو ونخبره بأي معلومة يمكن أن تكشف مرضه أمامه، فهو كما رأى أهله والمقرّبون منه، غير قادر على تقبّل فكرة الإصابة بهذا المرض، وعلينا أن نحترم رغبتهم ونحميه مثلما يحمونه من هذه المعرفة.

 
شارك