صباح أسطورة الفنّ العربي

كانت تعلم أنّ الموت لا يقلّ أهميّة عن الحياة، فتوفّيت... كي يبقى لبنان! عشقت وطنها، فأصبح اسمها مطبوعاً في ذاكرة الأجيال.

ها هي رحلة «الصبوحة» تحين ساعتها، فأطفأت شمعتها الأخيرة، (87 عاماً) في 26 نوفمبر، وسلّمت نفسها لخالقها، وسط احتفاليّة (أرادتها هي) لم يشهدها أيّ فناّن لبناني راحل من قبل، لا سيّما أنّ فرقة موسيقى الجيش اللبناني لم تعزف لأيّ شخصيّة راحلة قبل الفنّانة صباح، باستثناء الراحلة باعتبارها رمزاً لبنانيّاً يعادل كبار رموز البلد، استدعت إجراءً فريداً يوازي العطاء الذي قدّمته طوال سنوات عمرها. هذه السيّدة التي في تاريخها 85 فيلماً سينمائيّاً واستعراضيّاً، 27 مسرحيّة، وما يزيد عن 3 آلاف أغنية لم ترحل فعلاً، فاسمها سيبقى محفوراً في قلوبنا جميعاً، شأنها شأن بقيّة العظماء، يرحلون لكنّ إرثهم يبقى للشعوب والأوطان.

تابعت الصحافة العالميّة وفاة صباح، فوصفتها Washington Post الأميركيّة بأنّها «الأسطورة التي كسرت المحرّمات، وتمرّدت على شكل الغناء العادي». ووصفت CNN رحيل الشحرورة بالخسارة الفادحة، بعدما وضعتها في قائمة أعظم النجوم الذين فقدهم العالم في العام 2014. في بريطانيا، لقّبت Independent صباح بلقب «ديفا العرب»، بينما أكّدت مجلة  Billboard في موقعها الإلكتروني أنّ صباح «ملكة الفولكلور اللبناني من دون منافس». وقال موقع ABC News الأميركي إنّ صباح رمز الموسيقى العربيّة وآخر العمالقة. ووصفها موقع The National بأنّها «صوت العسل وتمثّل العصر الذهبي للفن». وقال موقعThe Daily Courier إنّها صاحبة الشباب الدائم.

لا شك أنّ خبر رحيل «شمس الشموسة» الهادئ أحدث عاصفة من المواقف والبيانات من قبل رجال السياسة والفنّ والإعلام الذين قدّموا تعازيهم للعائلة وعبّروا بكلمات صادقة عن محبتهم لها. ورغم أنّ أخبار وفاتها انتشرت مئات المرّات، وفي كل منها كانت تنفي هي أو أحد أقاربها أو معارفها الخبر، حتى أصبح تصديق الخبر الحقيقي لرحيلها صعباً.

عاشت الحياة كما غنّتها «أحبّ عمري وأعشق الحياة». كانت تعشق الجمال والأزياء ودائماً ما كانت تردّد: «أتمنّى أنّني إذا خسرت ثروتي ألا أخسر جمالي وأناقتي».

إقرئي أيضاً: في عيد ميلاده، نظرة على صفحة فزاع على الإنستغرام ، “إيفانكا” الجندي المجهول وراء انتخاب دونالد ترامب ، روزاريـتا طـويل : شخصـيّتي خجولة وأتمسّك بمبادئي

 
شارك