ديانا حدّاد: متفائلة وسعيدة رغم كل شيء

حوار: نيكولا عازار، تصوير: شربل بو منصور، تنسيق: سليمان ضياء، مديرة فنيّة: فرح كريديّة، إشراف:سيما معلوف، ماكياج وتصفيف شعر: Alena لدى MMG Artists‎، الموقع: Play Restaurant & Lounge، دبي

يلقّبها البعض بـ«برنسيسة الغناء العربي»، إلّا أنّ اسمها هو لقب بحدّ ذاته، فمنذ انطلاقها في عالم الفنّ وهي تعي جيّداً ما تريد وتدرك كيفيّة تحقيق أحلامها وطموحاتها. إنّها رقم صعب في هذا المجال، فقد استطاعت من خلال هويّتها الخاصّة الوصول إلى قلوب الكبار والصغار، كما أتقنت الغناء بلهجات مختلفة، فنجحت في المصري، وتألّقت بالخليجي وامتلكت لهجتها الأمّ: اللبنانيّة. هي النجمة ديانا حدّاد التي أطلقت مؤخّراً أغنية خليجيّة حملت عنوان «إلى هنا»، وهي تلقى رواجاً كبيراً.

أطلقت مؤخّراً أغنية «إلى هنا» من كلمات الشاعر رامي العبودي وألحان علي صابر وتوزيع محب الراوي. هذه الأغنية مليئة بالتفاؤل، فالمرء يشعر بالفرح حين يستمع إليها. كيف وقع الاختيار عليها؟

أبحث دائماً عن كل جديد ومختلف، كما آخذ وقتي في عمليّة الاختيار، إلّا أنّ هذه الأغنية بالذات جذبتني فور استلامي إياها من الملحّن علي صابر، فقرّرت أن أطرحها منفردة وأن أصوّرها أيضاً على طريقة الفيديو كليب، لا سيّما أنّها تحمل فكرة جديدة من حيث الموضوع، وأرى أنّ كلماتها تترجم واقعاً نعيشه في يوميّاتنا، لذا أحببت أن أبثّ التفاؤل وإستراتيجيّة عدم النظر إلى الوراء، كما تقول الأغنية: «إذا راحوا شيصير... أصلاً حلو التغيير».

اقرئي: هيفا وهبي… مسلحة من العيار الثقيل!

هناك رسالة واضحة: «إذا راحوا شيصير... أصلاً حلو التغيير». كيف تنظرين إلى الفراق؟

كل شخص له أهميّته المختلفة عن الآخر، إلّا أنّني أعتقد أنّ الموضوع يحتاج إلى تفكير مطوّل بعض الشيء تستطيع بعده أن ترى الأمور بوضوح، وبالتالي تتمكّن من استيعاب الفراق. أعتقد أنّ هذا الأمر ينطبق علينا جميعنا. ورسالتي هي التفاؤل والفرح.

تبدين سعيدة جدّاً ومن يستمع إلى الأغنية لا بدّ أن يبتسم. سعادتك معدية، هل توافقينني الرأي؟

بالطبع السعادة معدية، وأتمنّى للجميع الحصول على جرعة من الفرح يوميّاً، بعيداً عن الهموم والأحزان. علينا أن نعي أهميّة السعادة في حياتنا الخاصّة والمهنيّة فهي تنعكس إيجاباً على صحّتنا النفسيّة والجسديّة.

تتعاونين مرّة أخرى مع المخرجة الإماراتيّة نهلة الفهد. هل ترجمت العمل كما تتمنّين؟

تعاوني مع الفهد يأتي بعد الاتّفاق على كل تفاصيل العمل. أحببنا أن نقدّم معاً هذه الأغنية بصورة بسيطة وطبيعيّة تترجم حال الشخص والتغييرات التي تطرأ على حياته بعد الفراق. «وإذا راحوا شيصير؟!»، كما فضّلنا أن أظهر بصورة طبيعيّة جدّاً، إن من ناحية الماكياج أو تصفيف الشعر.

لا تزال أغنيتك «نايمة بالعسل» تحقّق نجاحاً كبيراً منذ صدورها، وكأنّ المستمعين متشوّقون إلى سماع هذا النوع من الأغنيات التي نفتقدها اليوم. كيف وقع اختيارك على هذه الأغنية؟

الأغنية من كلمات الشاعر السعودي أحمد علوي ومن ألحان الموسيقار السعودي طلال، وعلى الرغم من أنّ الأغنية لبنانيّة، إلّا أنّ هذا التعاون الفريد هو أشبه بنقلة نوعيّة لجهة تقديم نمط لبناني طربي من الطراز الأوّل. والحمد لله لاقت هذه الأغنية رواجاً كبيراً بخاصّة أنّ كثيرين أثنوا عليها لافتين إلى أنّها أعادت إلى ذاكرتهم زمن الأغنيات الطربيّة القديمة التي للأسف قلّ تواجدها على الساحة في أيّامنا هذه.

اقرئي: أحلام على القناة السعودية وللمرة الأولى!

وهل أنت «نايمة بالعسل»؟

الحمد لله، شعاري في الحياة في الفترة الأخيرة يتمحور حول التفاؤل والطاقة الإيجابيّة.

وكيف تشحنين نفسك بالطاقة الإيجابيّة لا سيّما أنّنا نعيش في ظروق مقلقة نوعاً ما؟

غالباً ما أتعاون مع اختصاصيّة في مجال «علم الطاقة»، كما أننّي أقرأ أموراً حول فوائد هذا العلم على الإنسان ونظرته إلى الحياة وتعامله مع الأمور التي تعترضه يوميّاً. التمسّك بالتفاؤل يجذب الأمور الإيجابيّة، والعكس صحيح. نعيش في ظروف مقلقة كما ذكرت، وفي كل يوم نسمع أخباراً محزنة ومخيفة، لذا لا بدّ على المرء أن يعيش بسلام داخلي حتى يتمكّن من الوقوف على رجليه وسط هذا الوضع.

كما أنّ الانسان المتفائل يجذب إليه الفرح والحبّ...

أصبحنا نسعى وراء السلام في كل ما يحيط بنا، إذ إنّ كثيرين يبحثون اليوم عن سعادتهم بعيداً عن الحزن والتذمّر.

من يحاورك لا بدّ أن يلتمس هذا السلام الداخلي الذي وصلت إليه!

صحيح، لم أصل إلى هذه المرحلة بسهولة، فقد مررت بتجارب صعبة جدّاً في حياتي، بدءاً من وفاة والدتي رحمها الله، ثم رحيل والدي رحمه الله وطلاقي وغيرها... عشت هذه الخبرات بكل جوانبها، إلّا أنّها جعلتني ما أنا عليه اليوم.

أنت غائبة وحاضرة في الوقت نفسه، فغالباً ما نتابع أخبارك الفنيّة، لكنّك متحفّظة نوعاً ما في ما يتعلّق بحياتك الخاصّة.

لا أحبّ كثيراً كلمة «غائبة»، فهي لا تتماشى مع علم «الطاقة الإيجابيّة» (ضاحكة). قد تكون لقاءاتي الإعلاميّة قليلة، وهذا أمر غير مقصود، إنّما أعتمد سياسة معيّنة أطبّقها في حياتي الخاصّة والمهنيّة، كما أنّ من يتواجد بكثرة على مواقع التواصل الاجتماعي يصبح لاحقاً مملّاً وحياته متداولة على كل لسان. أدرس خطواتي جيّداً، وعلى الرغم من أنّني مقيمة في الإمارات، إلّا أنّني لا أظهر كثيراً في في البرامج العربيّة والخليجيّة. أحبّ الحلول الوسط في الحياة.

اقرئي: إليسا في عمل جديد وحفلة على خشبة مسرح أولمبيا

أنت فنانة مثقّفة جدّاً، وعليك أن تكوني قدوة ومثالاً أعلى.

أنا قدوة بكل تواضع، فعندما يذكر أحدهم اسمي، دائماً ما يرفقه بصفات حميدة مثل مثقّفة ومحترمة. وهذا يكفيني فعلاً، فأنا لا أزال متواجدة بقوّة على الساحة مع العلم أنّني لم أعتمد يوماً سياسة «خالف تعرف».

كيف استطعت الحفاظ على هذا التواضع، في حين أنّ بعض النجمات اللواتي انطلقن معك أصبن بالغرور؟

«على شو»... يقول المثل: «لو دامت لغيرك ما وصلت إليك»، وهذا أمر طبيعي وينطبق على كل المجالات. كما أنّ الغرور مقبرة الفنان، فمن تعالى على الأشخاص الذين أوصلوه إلى ما هو عليه يكون قد رسم نهايته بنفسه. تربّيت في منزل يحترم الإنسان من كل جوانبه، كما أنّ النجاح لا يأتي من عدم، بل عليك أن تبذل مجهوداً إضافيّاً لتحقيقه... صحيح أنّني تعبت كثيراً لأصل إلى هذه المرحلة من حياتي، لكنّني أحمد ربّ العالمين بخاصّة أنّه أهداني محبّة الناس وهي نعمة كبيرة.

ما الذي يدفعك إلى الاستمرار في هذا المجال؟

إيماني بربّ العالمين وثقتي بنفسي وشعوري بأنّني قادرة على تقديم أعمال جميلة ترضي جمهوري، وإن أحسست يوماً بأنّني لم أعد قادرة على الاستمرار سأنسحب لأنّ الفنّ عطاء.

اضطررت إلى الردّ على اتّهامات روّاد التواصل الاجتماعي لابنتك «صوفي» بإجراء عمليّات تجميل على الرغم من صغر سنّها من خلال فيديو مصوّر. هل ضايقك الأمر؟

لم يضايقني، بل وجدت نفسي مضطرّة للتوضيح، بخاصّة أنّ البعض يصطاد في المياه العكرة. كما أنّ من تجري عمليّة تجميل لا يعني أنّها لم تكن أو لم تعد جميلة! علماً أنّ ابنتي لم تخضع لأيّ جراحة لأنفها أو فمها، بل اعتمدت على الماكياج الذي يقوم على تحديد ملامح الوجه أو ما يُعرف بالـContouring.

أعتقد أنّك أمام مسؤوليّات كبيرة جدّاً لتحصين ابنتيك صوفي وميرا ممّا قد تتعرّضان له من انتقادات على مواقع التواصل الاجتماعي، لا سيّما أنّك تحت الأضواء.

تعيش ابنتاي مثل أيّ فتاتين عاديّتين، وأنا أعاملهما مثلما تعامل أيّ أمّ أولادها، فوظيفتي كفنانة تنتهي حين أتواجد معهما في المنزل. كما أنّني لا ألبّي كثيراً الدعوات الاجتماعيّة في المساء، فأنا أكون إمّا في حفلاتي أو في منزلي. أتعامل مع نفسي كامرأة عاديّة، قد أركب الدرّاجة الهوائيّة، أمارس هواية الركض أو أخرج من دون ماكياج... أعي تماماً أنّ لكل بداية نهاية، وأريد أن أكون على سجيّتي حتى لا أشعر بصدمة عندما أقرّر التوقّف عن الغناء.

تعملين على ألبوم جديد. أخبرينا أكثر عنه.

أعمل على ألوان ولهجات مختلفة، من اللبناني إلى العراقي والخليجي والمصري فالمغربي والبدوي. قد أصدر هذه الأعمال منفردة أو قد أضمّها في ألبوم واحد.

هل ستعتمدين سياسة الأغنية المنفردة؟

كنت من أوّل الفنانين الذين اعتمدوا هذه السياسة، علماً أنّني أطلقت آخر ألبوم لي منذ عامين وأنّ كل الأغنيات التي طرحتها طوال هذين العامين كانت منفردة.

 
شارك