إيميه الصيّاح النجاح يحمّلني مســؤوليّة أكبر

حوار: نيكولا عازار ، تصوير:بنان علاونة، تنسيق: أمين جريصاتي، ماكياج:مريم خيرالله من M.A.C، تصفيف شعر:Fabio Albier،الموقع: فندق Bulgari، ميلانو

لا يختلف اثنان على التواضع الكبير الذي تتمتّع به نجمة غلاف «هيا»، علماً أنّ التواضع أصبح سمة مرادفة للرفاهية في أيامنا هذه. هي مقدّمة برامج وممثلة لبنانيّة موهوبة ومتميّزة، النجاح حليفها والجمال صديقها، أما شخصيّتها الفريدة، فلعبت دوراً بارزاً في استمرار نجاحها. هي إيميه الصيّاح، التي قدّمت أخيراً حفل انتخاب ملكة جمال لبنان، هي الفتاة الأرمنيّة في فيلم «زفاف... يان» وهي الأم الفلاحة في «ثورة الفلاحين».

إقرئي أيضاً: من شوارع ميلانو لا تفوتي هذا الفيديو للنجمة إيميه الصياح ، بالفيديو كواليس جلسة التصوير الخاصة بإيميه الصياح ، إيميه الصياح تنقل لنا أجواء اليوم الثاني من أسبوع الموضة في ميلان

قدّمت أخيراً حفل انتخاب ملكة جمال لبنان لعام 2016، واللافت أنّ اللبنانيين وأهل الصحافة توّجوك ملكة على عرش الجمال من دون أي منافس. ما رأيك بهذا اللقب النابع من القلب؟

(ضاحكة). أشكرهم جميعاً على محبّتهم الكبيرة لي، وهذا إطراء كبير من قبلهم أعتز به... الأصداء إيجابيّة جداً، ولا أزال ألمس تفاعلهم الكبير على مختلف مواقع التواصل الاجتماعي. لا شك أنّ هذا الأمر أسعدني، وهو يدلّ على أنّني أحصد اليوم ما زرعته طوال السنوات الأخيرة، إنما لا أخفي أنّني تضايقت بعض الشيء، لا سيما أنّه تم انتخاب ملكة من قبل لجنة مختصّة، وهي أجدر بهذه الإطراءات التي حصلت عليها، علماً أنّ ما حصل على مواقع التواصل الاجتماعي خلال فترة الانتخاب وما بعدها، أصابني بالذهول، خصوصاً أنّ الملكة تستأهل اللقب. لكل شخص الحق في التعبير عن رأيه، إنما بعض التعليقات كانت صادمة وجارحة بعض الشيء، وكان على البعض التفكير مرتين قبل نشر أي كلام يسيء لها، لا سيما أنّها كيان نابض يشعر بكل كلمة.

لماذا لم تتقدّمي للاشتراك في حفل انتخاب ملكة جمال لبنان؟

لم أفكر يوماً بهـــــذه الخــــطوة، مع أنّ الفــــــــــكرة راودتني أكثـــــــــر من مـــــــــرة حين كنت في ســـــــــــــــنّ صغيرة، فكـــــــــل فــــتاة تحـــــــلم بوضــــــع التاج على رأســــــــها وبتتويجــــــــــها ملــــــــكة على عرش الجمال. صحيح أنّني أهوى الأضـــــــواء والكــــــــاميرا والشـــــــــهرة، إنما فضّلت اللجوء إلى مجـــــــال آخر، أثبت نفسي فيه، إن كان في مجـــــــال تقديم البــــــرامج أو من خلال التمثيل.

ماذا تقــــــــولين لمــــــلكة جمال لبنان ساندي تابت؟

هي شابة جميلة، خلوقة، مهضومة، مثقّفة وواثقة من نفسها. أتمنّى أن تستغل سنتها الجماليّة، بالطريقة التي تراها مناسبة، وأن تتحلّى بالصبر، لأنّ ما واجهته سابقاً ليس سوى عقبة صغيرة، والحياة ستفاجئنا على الدوام، لذا عليها أن تتمسّك بمبادئها، وتعمل على تطوير ذاتها، فهي سبق وحقّقت إنجازاً في مسيرتها المهنيّة، وهي مقدمة على إنجازات أخرى.

تشاركين في بطولة فيلم سينمائي بعنوان «زفاف... يان». هذه أولى تجاربك السينمائيّة. أخبرينا أكثر عن هذه التجربة وبخاصة أنّ الفيلم لبناني – أرمني.

يتناول الفيلم قصّة عائلة أرمنيّة - لبنانيّة ويومياتها، كما يغوص في العلاقة التي تجمع ابنة هذه العائلة بشاب لبناني. الفيلم اجتماعي – كوميدي، يحمل رسائل واضحة يعيشها المجتمع اللبناني. ورغم أنّني لا أتقن اللغة الأرمنيّة، إلا أنّني أخذت دروساً خاصة بهذه اللغة، كرمى للدور الذي أؤديه في العمل. لا أخفي أنّ هذا التحدي الجديد كان سبباً من أسباب انضمامي إلى هذا الفيلم، لا سيما أنّ إتقان لغة جديدة وجعلها لغة أساسيّة إلى جانب اللغة الأم ليس بالأمر السهل بتاتاً؟!

هل تعتقدين أنّ هذا الفيلم سيكون موجّهاً لفئة محدّدة من المشاهدين؟

الفيلم لكل الفئات اللبنانيّة، فهو يقدّم باللهجتين اللبنانيّة والأرمنيّة على السواء،ضمن إطار اجتماعي، تتخلله مواقف كوميديّة عديدة.

الفيلم من كتابة اللبناني شكري أنيس فاخوري في تجربته السينمائيّة الأولى علماً أنّه صاحب باع طويلة في كتابة الأعمال الدراميّة اللبنانيّة. كيف وقع اختياره عليك دون سواك؟

لا بدّ أن أشير إلى أنّني سعيدة جداً بالمشاركة في عمل من كتابته، بخاصة أنّ الممثل يطمئنّ لنصّه ويشعر بالأمان... في بادئ الأمر، كان القيّمون يبحثون عن ممثلة أرمنيّة للقيام بهذا الدور، علماً أنّ معظم الممثلين الذين يؤدون أدواراً باللغة الأرمنيّة هم من الجنسيّة الأرمنيّة. وما حصل، هو أنّهم اتصلوا بي لاحقاً للقيام بهذا الدور، وبعد قراءة السيناريو، وافقت على الفور، وقلت في نفسي إنّ اللغة لن تشكّل عائقاً، وبخاصة أنّني ممثلة وقد يطلب مني تأدية دور بلهجة مختلفة في أي وقت.

تشاركين أيضاً في بطولة مسلسل «ثورة الفلاحين» من كتابة اللبنانيّة كلوديا مرشيليان وإخراج اللبناني فيليب أسمر. ماذا عن دورك؟

أؤدي فيه دور فلاحة وهي أم أيضاً، لها مشاكلها الخاصة، وهي مرتبطة بماض وحاضر، وتعيش تحدّيات مستقبلها المجهول. الشخصيّة مركّبة، قد يتعاطف الجمهور معها أو قد ينفر منها، قد ينصرها أو قد يظلمها.

وقفت إلى جانب الممثل اللبناني يوسف الخال في عملين دراميين، أما اليوم فتشاركين إلى جانب كارلوس عازار الذي يؤدي دور البطولة في العملين الجديدين. أي ثنائيّة تفضّلين؟

لكل ثنائيّة طعمها الخاص، ولا تجوز المقارنة بينهما، بخاصة أنّ الأعمال الأربعة تختلف بحقبتها وبزمانها، إنما لا أخفي أنّ مشاركتي في «وأشرقت الشمس» إلى جانب يوسف الخال، حقّقت نجاحاً باهراً، ومن ثم كرّرنا التجربة في «سوا». أما في ما يتعلق بكارلوس، فالعملان لم يعرضا بعد على الشاشة، وبالتالي لم ألمس أصداءهما، علماً أنّ هناك طاقة إيجابيّة تجمعنا في العملين.

تجربة «وأشرقت الشمس» كانت ناجحة أكثر من «سوا»، وهذا ما عبّر عنه زملاء عديدون. ما تعليقك؟

«وأشرقت الشمس» حالة خاصة جداً، هي أشبه بسيف ذي حدّين في ما يتعلق بتكرار هذه الثنائيّة، علماً أنّ الثنائيّة الثانية جاءت في إطار مختلف وحقبة مختلفة تماماً عن الثنائيّة الأولى. لا شك أنّ الأذواق تختلف، كما أنّ الحالة التي عاشها الثنائي في التجربة الأولى، كانت محط الأنظار، وتابعها المشاهدون من الحلقة الأولى إلى الأخيرة، علماً أنّ البعض اعتبر أنّ التجربة الثانية هي امتداد للتجربة الأولى، وهما تختلفان كل الاختلاف. العملان نجحا، إنما طعم النجاح اختلف.

يشيد عدد كبير من زملائك بأخلاقك العالية وبتواضعك. هل تعتبرين أنّ شخصيّتك هذه كانت مفتاح هذا التميّز؟

لا شك أنّ شخصيّتي كانت ولا تزال تلعب دوراً أساسياً في استمرار نجاحي. فالمنتج والكاتب يبحثان معاً عن الموهبة والشخصيّة الجميلة، التي ستعطي من كل قلبها للعمل الذي تشارك فيه. أكون سعيدة جداً حين يذكر أحدهم أنّني موهوبة ومجتهدة، إنما أفرح أكثر حين يقال عني إنّني صاحبة شخصيّة جميلة. أؤمن بموهبتي، وأحاول جاهدة أن أطوّرها، ولا أبخل عنها بشيء، فأنا مجتهدة منذ صغري ولا أستسلم، وكل نجاح يدفعني إلى الشعور بمسؤوليّة كبيرة تجاه ذاتي وتجاه الآخرين.

ما لا يعلمه الناس أنّ زوجك فريد نجار، يشبهك إلى حدّ كبير وهو الداعم الأكبر لمسيرتك المهنيّة...

صحيح ما ذكرته، وشكراً على هذا الكلام الجميل. يعمل فريد في مجال مختلف عني تماماً، وهو أيضاً ناجح جداً في مجاله، ورغم ذلك فهو يدعم مسيرتي ويفرح بنجاحي، وهذا نابع من ثقته الكبيرة بي وبثقته بنفسه... ندعم بعضنا بعضاً، ونحاول جاهدين تطوير علاقتنا ومستقبلنا الذي نبنيه معاً. نجاحي من نجاحه والعكس صحيح.

متى سنراك أما؟

الأمومة من أولياتي ولها وقعها الخاص، فالعائلة تأتي أولاً. أتمنّى من القدير أن يرزقني بطفل، وأنتظر هذه الفرصة بفارغ الصبر.

أشعر بأنّك تعشقين البنات.

(ضاحكة) صحيح، حتى أنّ فريد يتمنّى أن أرزق بطفلة، وهو قد يترك وظيفته من أجل الاهتمام بها! سواء كان الطفل صبياً أم فتاة فالأمر لا يهم... «خلقة كاملة نعمة زايدة».

منذ فترة وجيـــــزة، تـــــــــم اختيـــــــارك سفـــــيرة «هيا» إلى عـــــــالمَي الجمال والمـــــــوضة، حيث شـــــــــاركت في أسبوع الموضة في ميلانو، واللافت أنّ هذه التجربة لا تزال تتفاعل إلى يومنا هذا، علماً أنّ غالبيّة المواقع الإلكترونيّة نقلت الحـــدث من خــــــلال إطـــــلالاتك ومن خــــلال عدســـــتنا. كيــــــف تصفين هذه التجربة؟

لا شك أنّ هذا التعاون تخطّى حدود مجلة «هيا»، إذ أصبح على كل لسان وعلى كل موقع. وهذا يؤكد على تميّز هذه التجربة التي هي الأولى من نوعها في عالمنا العربي، بخاصة أنّها حملت كل مقوّمات النجاح. أشكر «هيا» على هذا التعاون، وهي تجربة طبعت في ذاكرتي، لا سيما أنّها خاصة جداً وفريدة.

 
شارك