MARIA CALLAS: الصوت الأسطوري والأناقة المترفة

هي ابنة عائلة يونانيّة عانت من الضيق المادّي فهاجرت إلى الولايات المتّحدة الأميركيّة بحثاً عن ظروف حياتيّة أفضل. ولدت Maria Callas في العام 1923 في نيويورك، ولكنّ والدتها لم تسعد بقدومها لأنّها كانت ترغب في صبي بعد أن أنجبت ابنة قبلاً، وقد أثّر ذلك على Maria التي كانت تشعر على الدوام بأنّها غير محبوبة، لا سيّما أنّ أختها الكبرى كانت أجمل منها في طفولتها وأكثر رشاقة وحيويّة، تلفت الأنظار وتحظى باهتمام الجميع.

صوت غيّر مصير العائلة

افتقرت الطفلة السمراء إلى الجمال الصارخ ولكنّها امتلكت صوتاً استثنائيّاً برز منذ سنواتها الأولى، فأحبّت آلة البيانو وهي في الرابعة من عمرها وبدأت بتعلّم العزف وهي في السابعة، وبعدها بثلاث سنوات باشرت الغناء، وفي إحدى المرّات، وبينما كانت Maria تغنّي وتعزف، لاحظت والدتها تجمّع حشد من الناس أسفل النافذة للاستماع إلى الصوت الساحر والنغم الآسر الذي ينبعث من الأعلى، فأدركت أنّ موهبة ابنتها يجب أن تصل إلى العالم بأسره، وأنّها ستكون الباب الذي سينتشل العائلة من الفقر إلى الثراء الفاحش.

استثمار الموهبة

تركيز الوالدة على استثمار موهبة ابنتها جعلها تنسى احتياجات Maria العاطفيّة، فرافق المراهقة شعور بالوحدة والحرمان العاطفي، ولم يتغيّر هذا الأمر كثيراً مع تقدّم السنوات، فبعد انفصال أبويها قرّرت والدتها إعادتها إلى اليونان وهي في سنّ الرابعة عشرة بعد حصولها على منحة دراسيّة في الأكاديميّة الملكيّة للموسيقى، وهناك بدأت بتقديم عروض غناء سوبرانيّة وانطلقت في عالم الشهرة، ما يعني أنّها لم تعش طفولة أو مراهقة طبيعيّة كأقرانها.

إحساس عالٍ

وصل صوت Maria سريعاً إلى دور الأوبرا العالميّة، فغنّت مع مجموعة من المطربين الإيطاليّين، وحصلت على أوّل دور بطولة لها في إيطاليا فقدّمت La Gioconda للملحّن الإيطالي Ponchielli. وبعدها، رأيناها في أدوار دراميّة في أوبرا Wagner وBellini. كما غنّت في العام 1949 أوبرا Aida على مسرح La Scala في ميلانو، وكان أداؤها في معظم أعمالها مفعماً بالبساطة وسهولة الانتقال بين النغمات، كما أنّها تمتّعت بإحساس مرهف فكانت تقنع الجمهور وتأسر حواسه طوال فترة العرض.

كاريزما بحجم الموهبة

الموهبة بمفردها لا تصنع أسطورة بحجم Maria Callas، فهي امتلكت الكاريزما والجاذبيّة والذكاء، ما خوّلها فهم طبيعة صوتها وتطوير مساحاته الصوتيّة، كما أنّها قامت بتحسين قدراتها التمثيليّة والتعبيريّة فقدّمت ما يزيد عن 50 دوراً مختلفاً في الأوبرا.

الفتاة التي لطالما أخبرتها والدتها أنّها قبيحة وسمينة، تمكّنت من خلال إرادتها القويّة من أن تخسر أكثر من 30 كيلوغراماً من وزنها لتصير إحدى أجمل نجمات الخمسينات والستّينات. صحيح أنّ وزنها لم يؤثّر على صوتها، ولكنّها لم تكن تثق بنفسها إذ امتنعت عن تقديم العديد من الأدوار حتى حقّقت حلم الرشاقة، وخلال سنتين صار قوامها ممشوقاً، فارتدت أفخم الفساتين والمجوهرات والأكسسوارات وأكثرها أناقة من أهم الدور العالميّة ولا سيّما دار Christian Dior وYves Saint Laurent وGucci وChloé.

أزياء فخمة تناسب الأدوار

الأزياء التي اعتادت Maria أن ترتديها لحفلات الأوبرا التي كانت تحييها أو للمناسبات الهامّة التي كانت تحضرها تختصر ميلها للفخامة، فهي لطالما فضّلت فساتين الهوت كوتور المليئة بالتفاصيل والمنسوجة من أثمن الأقمشة، فباتت أيقونة موضة تتابع النساء من حول العالم إطلالاتها كي يحذَون حذوها.

أميرة من قصص الخيال

استلهمت العديد من الدور العالميّة إبداعاتها من أسلوب Maria وذوقها وخياراتها ولا سيّما داري Valentino وDolce & Gabbana وهي لا تزال حتى اليوم مصدراً للوحي، فقد عكست لسنوات طويلة الأناقة الفرنسيّة الراقية وامتلكت طابعاً جماليّاً كلاسيكيّاً غامضاً بشعرها الأسود الكثيف وحاجبيها المقوّسين وعينيها الحادّتين الواسعتين، فكانت تبدو على المسارح وكأنّها أميرة من قصص الخيال.

معرض يكرّم ذكراها

أقيم مؤخّراً في أثينا معرض «ماريا كالاس- الأسطورة تحيا» بمناسبة مرور 40 عاماً على وفاتها، وقد عُرضت فيه 200 قطعة من مقتنياتها الشخصيّة بما في ذلك أغراض لم تُعرض من قبل، منها حقيبة يد مرصّعة بالماس من Bulgari وحقيبة من Gucci أهدتها إيّاها الأميرة Grace Kelly.

النهاية في باريس

لم تشعر Maria بالسعادة إلّا على خشبة المسرح ، فهي عاشت حياة مضطربة ولم تعرف الاستقرار في علاقاتها العاطفيّة والاجتماعيّة. كانت تتمتّع بشخصيّة مزاجيّة وتدخل في حالات اكتئاب، لذلك لم تنجح علاقتها بزوجها Giovanni Battista Meneghini وحصل الطلاق في العام 1959 بعد زواج دام عشر سنوات، ثم ارتبطت بـAristotle Onassis الذي خذلها وتزوّج Jacqueline Kennedy، لتكون نهايتها في سنّ الـ53 بعدما أصيبت بذبحة قلبيّة في باريس.

اقرئي أيضاً: ROMY SCHNEIDER صاحبة أجمل عينين في السينما الفرنسيّة، KIM NOVAK مدلّلة هوليوود في الخمسينات، سيندي كروفورد أيقونة التسعينات

 
شارك