هارفي واينستين... النهاية تقترب

أثبتت هؤلاء النساء المحاربات أن في الاتحاد قوة و"معاً ننتصر"!

يبدو أنّ ما يحصل مع المنتج الأميركي هارفي واينستين خير دليل على أنّ الحقيقة مثل الشمس، قد تغيب بعض الوقت، إلا أنها تعود فيسطع نورها في كل مكان، ولكن من يستطيع أن ينظر إلى الشمس بعينين مفتوحتين؟ حاول واينستين أن يحجب الحقيقة لأكثرمن 3 عقود، واستأجر فرقاً من المحققين لتعقب صحافيين ونساء وتقصّي أسرارهم ونشر فضائحهم والتشهير بهم إن لم يوافقوا على السكوت، إلا أنّه ربما غاب عن ذهنه أن الحقائق التي نواجهها في حياتنا ما هي إلا أقدار، وأينما حاولنا أن نهرب فسنجدها تلاحقنا!

اقرئي: وراء كل نجم زوجة ناجحة

المرأة تُظلم والعالم صامت!

اقتربت النهاية، نهاية مأساوية لعملاق هوليوود، نهاية مشينة والحصاد وصمة عار ترافقه مدى الحياة، فقد ادّعت عليه أكثر من 100 امرأة تعرضن للتحرش الجنسي من قبله على مدى أكثر من 30 عاماً، ولكن ما السبب الذي جعل العالم يصمت عن مثل هذه الانتهاكات بحق المرأة في العالم المتقدم؟ سؤال طرحته صحيفة "الغارديان" البريطانية في سياق تغطيتها للجدل الدائر حول فضائح المنتج الشهير. وذكرت الصحيفة أنّ أكثر من 16 مسؤولاً تنفيذياً يعملون لدى هارفي أفادوا بأن الجميع كان على دراية بسلوكه هذا، مشيرة في تحقيقها إلى أنه يجب التعامل مع فضائح الاعتداء أو التحرش كالتعامل مع تسرب الغاز، فإذا كان هناك شائعات بوجود انتهاك في حق شخص ما، وجب التثبت من صحة الادعاءات واتخاذ الإجراءات اللازمة، وتوفير الحماية للضحية، لأن التستر على الجريمة سيؤدي إلى تفشيها.

اقرئي: حين يقرّر النجوم اقتحام زفافك

"كنت أشعر بالعار مثل كل أولئك النساء..."

في 5 أكتوبر الفائت، استفاق العالم أجمع على "فضيحة هارفي واينستين" من خلال تحقيق نشرته صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية  بالاستناد إلى شهادات نجمات وعاملات في مجال صناعة الترفيه، ثم نشرت مجلة "ذا نيويوركر" تحقيقاً بعد عشرة أشهر من العمل الاستقصائي، تواصلت فيه مع 13 امرأة واجهن الاعتداء أو التحرش بين عامي 1990 و2015. وحوّل هذان التحقيقان فضيحة المنتج إلى ظاهرة عالمية دفعت مئات النساء إلى الكشف عن معاناتهن والظلم الذي تعرضن له على يد أكثر الرجال ثراءً ونفوذاً. وما أن بدأت شرطة نيويورك بفتح تحقيق بشأن الاتهامات الموجهة إليه، حتى انهالت تصريحات نجمات أخريات عن وقائع تحرشه التي طالت الكثيرات منهن، فقد كشفت النجمة أنجلينا جولي: "كانت لدي في شبابي تجربة سيئة مع هارفي واينستين، ونتيجة لذلك، اخترت ألا أعمل معه مرة أخرى وحذّرت الأخريات منه، هذا السلوك تجاه المرأة مرفوض في أي مجال وفي أي بلد". أما النجمة غوينث بالترو فقالت إنه بعد أن اختارها واينستين لتأدية دور البطولة في فيلم "إيما"، استدعاها إلى جناح في فندق ووضع يديه عليها واقترح أن يدلكها في غرفة نومه. ولفتت إلى أنها أخبرت رفيقها آنذاك النجم براد بيت عن الحادث فواجه واينستين بفعلته. من ناحيتها، اتهمت الممثلة الإيطالية - الأميركية، أنابيلا شورا، نجمة المسلسل التلفزيوني الأميركي "ذا سوبرانوس"، المنتج بالاعتداء عليها. وقالت في مقابلة مع صحيفة "ذي نيويوركر" إن واينستين اقتحم شقتها في نيويورك واعتدى عليها في العام 1992.  وأضافت: "مثل كل أولئك النساء، كنت أشعر بالعار مما حدث. لقد قاتلت وقاتلت ولكنني ما زلت أتساءل لماذا فتحت الباب؟ شعرت بالتقزز".

اقرئي: فاليري أبو شقرا تتحدّى ذاتها مرّة جديدة

خطوات غير مسبوقة

يبدو أن النقابات التي ينتمي إليها واينستين تشعر بالتقزز أيضاً، إذ فرضت نقابة المنتجين الأميركيين حظراً مدى الحياة على عضويته، ووصفت النقابة خطوتها بأنها "غير مسبوقة" وتأتي "انعكاساً للجدية" التي تُعامل بها تقارير تشير إلى سلوكه الشائن على مدى عقود. كذلك، طُرد من أكاديمية فنون وعلوم الصورة المتحركة (الأوسكار) كما علقت الأكاديمية البريطانية لفنون السينما والتلفزيون (بافتا) عضويته. وووجّهت هذه النقابات رسالة واضحة بأفعالها، تؤكّد فيها أن زمن التجاهل المتعمد والتواطؤ المهين مع الاعتداءات الجنسية والتحرش في مكان العمل في أوساطها قد ولى.

اقرئي: أين أصبح ألبوم محمد حماقي الجديد؟

في الاتحاد قوة... معاً ننتصر!

حال واينستين يعيشها العالم أجمع، وقد لا تكون قصة جديدة نسمعها، إلا أن اتحاد النساء دفاعاً عن أبسط حقوقهن هو ما جعل هذه الظاهرة عالميّة، يصل صداها إلى كل لسان، فقد أثبتت هؤلاء النساء أنّ في الاتحاد قوة وفي التفرقة ضعف، و"معاً ننتصر" على الظالم والمفترس... ربما حان الوقت لأن نعبّر عما ‬نخبئه في ‬صدورنا من آلام وخيبات آمال وأن نتمثل بهؤلاء النساء المحاربات.‬‬

 
شارك