‏ ANIELA UNGURESAN المحيط الداعم أساسي حتى تحقّق النّساء النّجاح

تحاول Aniela Unguresan، التي تحمل شهادة ماجستير في إدارة الأعمال التنفيذيّة، جاهدة من خلال جمعيّة Edge أو Economic Dividends for Gender Equality الدفع باتجاه تحقيق المساواة بين الجنسين في بيئة العمل،

إقرئي أيضاً: مايا دياب أقدّم فناً مختلفاً عن السائد ، مريم‎ ‎مصلّي‎ ‎الإنستغرام ساعد‎ ‎فـي بناء عملي التجاري ، فرح عبايا: فخامة التطريز الأمازيغي ، العباءة من التراث إلى الموضة ، أحدث تصاميم القفطان المغربي

وذلك بغية تحقيق مردود أفضل سواء على الصعيد المهني أم الاقتصادي. وقد التقيناها بالتزامن مع انعقاد المنتدى الاقتصادي العالمي في دافوس، وكان لنا معها هذا الحوار الممتع والغني في الوقت عينه.

لإيمانها بأهميّة بيئة العمل المريحة في تعزيز إنتاجيّة الموظّفين، وبالتالي تحسين وضع الشركات وتعزيز اقتصاد الدول، تحاول Aniela Unguresan، التي تحمل شهادة ماجستير في إدارة الأعمال التنفيذيّة، من خلال جمعيّة Edge أو Economic Dividends for Gender Equality الدفع باتجاه تحقيق المساواة بين الجنسين لما للأمر من دور أساسي في تحقيق مردود أفضل في مختلف المجالات المهنيّة والاقتصاديّة. وقد التقيناها بالتزامن مع المنتدى الاقتصادي العالمي في دافوس، الذي يعقد من 17 إلى 20 يناير الحالي، لكي نتحدّث عن عملها في Edge، ولنتعرّف على آرائها حول ما حقّقته المرأة العربيّة في المجالات الاقتصاديّة المختلفة حتى يومنا هذا.

ما الذي دفعك إلى التفكير في إطلاق منظّمة Edge؟

انطلقت المنظمة سنة 2009 وأردت من خلالها تحويل عملي في مجال تحقيق المساواة بين الجنسين في مؤسّسات العمل إلى مسعى عالمي، بعد أن ازدادت الدراسات والأبحاث التي تظهر بالأرقام أنّ المساواة بين الجنسين في أماكن العمل تؤثّر إيجاباً على إنتاج الشركات الاقتصاديّة، وتخلق التغيير الإيجابي في بيئة العمل، وتساعد على التطوّر في بنية المؤسّسات وهيكليّتها وإنتاجيتها.

حدثينا عن طبيعة عملك في منظّمة ذات هدف إنساني وحقوقي مثل Edge.

من الضروري فهم العلاقة بين أمور ثلاثة، وذلك لمعرفة أهميّة عملنا في Edge، الأمر الأوّل هو السياسة العامة في كلّ دولة أو التشريعات والقوانين التي تعتمدها لتفعيل المساواة من حيث الأجور والتقديمات المنصوص عليها في القوانين، الأمر الثاني هو مدى تقبّل الأفراد فكرة المساواة وتطبيقها في حياتهم اليوميّة، وطريقة تفكيرهم حول هذا الموضوع، وبين هذين العالمين يأتي دورنا، أي دور المؤسّسات والمنظّمات التي تعمل على التنسيق بين هاتين القوّتين: قوّة التشريع والقانون من جهة، وقوّة الرأي العام الفاعل والمؤثّر اقتصاديّاً واجتماعيّاً وإنسانيّاً، من جهة ثانية.

كيف يتمّ فتح قنوات حوار بينكم وبين المنظّمات المحلّية المطالِبة بالمساواة في قطاعات العمل في مختلف الدول؟

نسعى لإقامة علاقات من خلال المؤتمرات الدوليّة التي نشارك فيها، مع العلم أنّنا تعاونّا مع أكثر من 100 شركة كبيرة من نحو 30 دولة حول العالم، ومن مختلف القطاعات الاقتصاديّة، حتى أنّنا تعاونّا مع البنك الدولي لكي نرى كيف بإمكاننا تحقيق المزيد من الإنجازات. والمفرح أنّنا رأينا ثمرة هذا التعاون، وهو قرارات أكثر شفافيّة من قبل القيادات في ما يتعلّق بهذا الموضوع، ومساءلة أكبر حول مدى تحقيق القوانين التي تدعو إلى المساواة.

ما هو التأثير الذي أحدثه عملكم في Edge؟

ما نحاول إظهاره من خلال عملنا أنّ المساواة بين الجنسين في ساحات العمل تحظى بتأثير إيجابيّ على الاقتصاد في الدول التي تعتمده، فهو طريقة نحو التغيير الإيجابي لأنّه يعني أنّ الموظفين سيكونون أكثر راحة وسعادة لعلمهم أنّه يتمّ الحكم على عملهم من منطلق مدى اجتهادهم ونجاحهم وليس من منطلق جنسهم.

إلى أيّ مدى تعيق القوانين المحلية تحقيق المساواة بين الجنسين في بيئة العمل، ولا سيّما في الدول العربيّة؟

لا نريد التحدّث عن عوائق، بل عن أمور إيجابيّة أراها في الكثير من القوانين الجديدة التي تعتمدها بعض الدول العربيّة في سبيل تعزيز دور النّساء في مجالات العمل. وأنا أتكلّم عن إحصاءات رسميّة تؤكّد بأنّ النّساء في الكثير من الدول الخليجيّة يحصلن على فرص تعليم مماثلة للرجال، بالتالي لديهنّ قدرة على تبوّأ مناصب أساسيّة تماماً كالرّجال. المشكلة أنّهن لا يشاركن إمّا لأنّ أصحاب القرار في الشركات يفضّلون الرّجال أو لأنّهن، أي النساء، لا يتقدّمن للوظائف ظنّاً منهنّ بأنّهن لسن مؤهّلات للنّجاح فيها. لذلك نرى أنّ نسبة مشاركة المرأة في المجالات الاقتصاديّة قليلة جدّاً.

هل تحاولون تعزيز التعاون مع المنظّمات المحليّة في العالم العربي؟

هناك الكثير من المنظّمات المحليّة التي تقوم بعمل جبّار لكي تضمن للنّساء حقوقهنّ في أماكن العمل. ونحن، بدورنا، نسعى لاستكشاف العدد الأكبر من هذه المنظّمات وفتح قنوات حوار معها من خلال علاقاتنا بالبنك الدولي وبمؤسّسة التمويل الدوليّة، وذلك لكي يتسنّى لنا تبادل المعلومات وتحليل البيانات.

ما هي نصيحتك للمرأة الراغبة في النّجاح في حياتها المهنيّة؟

لكلّ امرأة ظروفها الخاصة، ولكن برأيي هناك 3 عناصر أساسيّة لتحقيق النجاح، حيث يتمثّل العنصر الأول في امتلاك الشغف والإرادة، شغف تحقيق الأحلام والإيمان بإمكانيّة أن تصير حقيقة، وعدم الاستسلام أمام المشاكل. من جهة ثانية على المرأة أن تفكّر على نطاق واسع، فإذا وجدت معوقات في هذا الدرب تتّجه إلى درب جديد. أمّا العنصر الثالث فهو إحاطة نفسها بحلفاء أقوياء  يعلّمونها ويوجّهونها. لقد اجتمعت لديّ هذه العناصر وحقّقت النّجاح، وأعتقد بأنّ من تتبعها ستكون ناجحة.

كيف تقيمين التحسّن في وضع المرأة العاملة في السعوديّة في ظلّ السماح لها في بعض الحالات بالعمل من المنزل ودخولها مجالات الصيدلة والمحاماة؟

نرى تغييرات إيجابيّة كثيرة في العالم العربي، ولكن للأسف فإنّ الواقع والأرقام والإحصاءات التي نراها في الكثير من المؤتمرات الدوليّة، ومن بينها في المنتدى الاقتصادي العالمي تؤكّد أنّ الفجوة لا تزال كبيرة جدّاً بين وجود النّساء والرّجال في مجالات العمل، وتأثيرهم في صنع القرارات الاقتصاديّة والسياسيّة والتربويّة. والسبب يعود بدرجة كبيرة إلى التفكير الاجتماعي السائد، حيث تضغط العائلات على بناتها لإبعادهنّ عن مجالات العمل، وهنا أنا لا أعمّم، ولكنّني أتحدّث عن الغالبيّة العظمى من العائلات، وهذا الأمر يستمرّ بعد زواج المرأة، إذ يفضّل الزوج أن تكون زوجته ربّة منزل، ولا نراه يدعمها كثيراً لتحقيق طموحها المهني، بالتالي هناك حاجة لتغيير طريقة التفكير قبل تغيير التشريعات. في ما يتعلّق بالعمل من المنزل، أراه أمراً إيجابيّاً ومفيداً ومسهّلاً لحياة النساء، ولكن لا يمكن أن نتغاضى عن فوائد تواجد المرأة في بيئة العمل الحقيقيّة، تتفاعل وتكتسب الخبرات من الذين سبقوها في المجال فتكون أكثر عطاءً وقدرة على التطور.

ما هي المنتديات والمؤتمرات التي تشاركون فيها مستقبلاً؟

يشارك شريكي في Edge ومساعدتي حاليّاً في المنتدى الاقتصادي العالمي في دافوس، ونرغب في تسليط الضوء بشكل أكبر على المساواة بين الجنسين في أماكن العمل، علّنا نحصل على معطيات جديدة تساعدنا على ردم الهوّة في بعض الدول.

 
شارك