ظروف عملك قاسية إليك السبيل للراحة

التواجد في بيئة عمل صعبة وغير محتملة أمر وارد، فالكثير من الموظّفات لا يشعرن بالسعادة في وظائفهنّ، ولكنّهن يتحمّلن الظروف التي يمررن بها لأنّهن غير قادرات على الاستقالة التي تعني البقاء لوقت طويل من دون دخل ثابت. لذلك ينتظرن أن يحصل تغيير ما في بيئة العمل أو أن يظفرن بوظيفة أفضل.

خوف على الوظيفة

في هذا السياق، تقول هبة (24 عاماً): «حصلت على وظيفتي منذ ستة أشهر ولم أعرف خلال هذه الفترة يوماً هادئاً واحداً، فجميع الزملاء العاملين معي تخطوا الخمسين من العمر، وهم عصبيون وانفعاليون ولم يبدوا أي تعاون معي منذ لحظة دخولي إلى الشركة وتسلّمي لمكتبي».

إرهاب متعمّد

تضيف الشابة العشرينيّة: «شعر الموظفون بأنّ الشركة راغبة في توظيف الكفاءات الشابة، واعتبروا دخولي بمثابة التهديد لوظائفهم، فعاملوني بقسوة وكانوا ينهرونني بصوت مرتفع في حال ارتكبت خطأ عن غير قصد، كما أنّهم أقصوني عن المشاريع الجديدة كي لا أثبت نفسي أمام الإدارة».

البكاء ليس الحل

تستطرد الشابة: «في الأيام الأولى كنت أعود إلى البيت باكية، لأنها الطريقة الوحيدة التي أفرغ من خلالها كل التوتر الذي أحسست به خلال يومي، ولكنّني اليوم صرت أكثر نضجاً، فبتّ أتفادى التواصل معهم، فأقوم بعملي وأغادر بهدوء، هذا لا يعني أنّني سأستمر كثيراً على هذا المنوال، إذ أفكر يومياً بالاستقالة ولكن ليس قبل أن أجد وظيفة ثانية».

حنكة وثقة

مواجهة هذه التصرّفات يتطلّب قدراً كبيراً من الهدوء والثقة بالنفس والحنكة. صحيح أنّ الأمر ليس سهلاً ولكن يمكن تحقيقه، كما أنّه من الضروري أن تحافظي على توازنك النفسي فلا تتأثر صورتك عن نفسك وسيطرتك على انفعالاتك بسبب كثرة استفزازاتهم.

أصول المنافسة

من جهة ثانية، فإنّه من الطبيعي أن تكون هناك منافسة وأحياناً غيرة بين الزملاء لأنّ كل واحد منهم يرغب في التطوّر، على ألا يعني هذا الأمر إيذاء الآخر، فمن قام بعمل ناجح سيظهر مجهوده عاجلاً أو آجلاً، وسيحصل على مكافأته حتى لو تأخّر الموضوع قليلاً.

مديرة متشدّدة

التعرّض للانتقادات على الدوام من الأمور التي تجعل محيط العمل مزعجاً، وحول هذا الأمر، تقول فاديا (27 عاماً): «أعمل مع مديرة كثيرة الانتقادات ولا يعجبها العجب! في كل مرة تكلّفني بطلب وأقضي ساعات طويلة كي أنفّذه، فأجدها بعد ذلك تنتقد كل خطوة قمت بها، ولا تشكرني ولو بكلمة على المجهود الذي بذلته».

الإيجابيّة هي الحل

تضيف الشابة العشرينيّة: «لأنّني إيجابيّة بطبعي، سعيت إلى أن أحسّن من نفسي، وكنت أنظر إلى الأمر على أنّه محاولة منها لإكسابي المزيد من المهارات ودفعي إلى العمل بشكل صحيح تحت الضغط، ولكنّني عرفت في ما بعد أنّه أسلوبها في التعامل مع جميع الموظفين وأنّ الكثيرات قبلي لم يتحمّلنها وفضّلن الاستقالة».

أعصاب باردة

يكمن الحل في الحفاظ على أعصاب باردة، وعدم الرد على الشخص المنفعل أو كثير الانتقادات بنبرة عالية أو محاولة الدفاع عن النفس والتبرير، فهو مقتنع وبالتالي لا معنى لمحاولة التأثير فيه، فلتسمحي له بقول ما يرغب فيه واتركي الوقت يمضي لكي تعرفي ما الذي ستؤول إليه الأمور.

طريقة توجيه الملاحظات

أن يتم توجيه الملاحظات للموظّفة بهدف تحسين أدائها وحثّها على تطوير نفسها، هو أمر طبيعي ولكن إن تمّ هذا الأمر بأسلوب فظ أمام جميع الموظفين وتكرّر من دون وجود أسباب موجبة، فإنّه يشكل عبئاً ثقيلاً ويجعل القدوم إلى العمل بشكل يومي أمراً لا يطاق.

أوقات صعبة

المرور بأزمات في العمل أمر وارد الحصول في كل الشركات، حيث تزداد الرسائل الإلكترونيّة المتعلقة بالوظيفة، ويصعب على الموظّفة أن تجد دقيقة وقت فراغ خلال ساعات الدوام، فيصير صوت تلقي بريد جديد من العمل باعثاً على التوتّر والقلق لأنّه يعني المزيد من المسؤوليات.

ضغط نفسي

حين تحصل هذه الأزمة، يتوقّع الموظفون أن يستمر هذا الوضع لمدة أسبوع أو شهر على الأكثر، لكن أن تكون الحال بشكل دائم على هذا المنوال، فإنّه يشكل ضغطاً نفسياً هائلاً.

دوامة العمل

في هذا الإطار، تقول سناء (33 عاماً): «باتت حياتي المهنيّة عبارة عن دوامة لا تنتهي من المسؤوليات، لا أجد الوقت لعائلتي لأنّ تركيزي منصب على الرسائل الإلكترونيّة التي أتلقاها والتي تتطلّب مني ردوداً سريعة، حتى أنّ زوجي يطالبني بالاستقالة لأنّه يرى مدى تعبي، والمجهود الجسدي والنفسي اللذين أبذلهما، ولكنّني متمسكة بوظيفتي لأنّني لن أجد البديل الذي يرضيني».

إقرئي أيضاً: ابنــــي يكـــره الــدراســــة مـــــا العـــــــــــمل؟ ، استمدّي التعليم من تفاصيل يومياتك ، استمدّي التعليم من تفاصيل يومياتكانت وطفلك

 
شارك