المرأة فعلاً تغيّرت

الأيام تمرّ مثل كأنّها نسمة، مثل حكاية خياليّة تأثّر فينا من غير ما يكون لها وجود إلا في أفكارنا. اليوم يمرّ مثل الثواني، مثل عصفور حلو مرّة، ألوانه تهبل، يطير وإنت تحسّين بجماله بس ما تقدرين تلمسينه. هيّ كده الأيام! أشوف ألبوم صوري.

مو من زمان كنت ألبس الفستان ده. دحين ما يليق بيّ، مو موضة. وكمان تغيّرت مقاساتي. وهنا... في خطوبة بنت عمّتي لميا. وهنا، ما أصدّق! أسوّي ماكياجي لأوّل مرّة. أتذكّر إنّي شاركت في دورة عشان أتعلّم. وفي الصورة ديّه، جلسة عائليّة... بنت عمّي حصّة دوم لوحدها من زمان للحين.

وهنا... ما أنسى، السنة الماضية روّحت لمكاتب «هيا»، المجلة... فعلاً الأيام مثل الفراشة... للحين عمرها 9 سنوات. 9 سنوات تغيّرت بيها حاجات كثيرة... كلّ حاجة، الموضة، الصيحات، الاهتمامات... في الماضي كان كلّ شي صيحة حلو... دحين المرأة تلبس اللي يليق بيها. يعني مو بشكلها بس، كمان بحياتها... حياتها تغيّرت.

مو أمومة وبيت وأزياء وماكياج وبس... طب رايحة أتكلّم عن نفسي. كنت أقرأ صفحات الموضة وبس. دحين أحبّ كمان أعرف إيش يصير في المجتمع. يعني، قضايا وأحداث. المرأة دحين، كيف أقول لك؟ مو متلقية. هيّ دحين متفاعلة وأكثر... هيّ مؤثرة. ما بيه أيّ حاجة تصير من غيرها، من غير رأيها وأفكارها. طب شوفي، بيه كثير نساء يدافعون عن حقوق المرأة ويسوّون نشاطات عشانها. ما أقدر أعدهم. العدد كبير. الدنيا بخير.

أتذكّر بنت خالي الكبيرة. سمعتني في يوم أتكلّم عن حياة سندي. وهيّ ما تعرف حتى اسمها. تعجّبت، بس قلت أخلّيها تعرف. هي عالمة وباحثة سعوديّة وأوّل امرأة تدخل مجلس الشورى. وكانت سفيرة للنوايا الحسنة. وبعدين قلت أخلّيها تدري إنّي مثقّفة مرّة. وسألتها: «وفاطمة الفهري؟ تعرفينها؟ أو كمان لأ؟». حين قرأت عنها عرفت إنّها مؤسّسة أوّل جامعة في العالم. كانت تدرس الطب والفلك والفيزياء والتاريخ...

المهمّ، المرأة اليوم مو المرأة زمان. هيّ كيان، قرار، وجود... هيّ مديرة وزوجة وشريكة حياة وأمّ... في جدّ إنّها إنسانة خارقة. ما حدّ هنا ينسى سحر الشمراني. بنت سعوديّة قررت تروّح للقطب الجنوبي... أحسّ بالبرد... كانت الرحلة صعبة مرّة، بس وصلت ورفعت علم بلادها... وليه ما أتكلّم عن عمرة قمصاني.

مو معقول ما تعرفين ماركة مفروشاتها! هيّ أوّل علامة سعوديّة تنتشر في أوروبا. بيه كرسي في غرفتي من عندها. تراث وتصميم حديث في قطعة واحدة. فعلاً، المرأة دحين أفكار ومواهب مو بسّ شكل. المضمون يعطي الشكل حلاوته. والوقت يمرّ مثل رائحة العطر، يترك في أنوفنا حاجة ما نقدر نوصفها ويروّح لمكان ثاني،... أشوف الصور وما أصدّق، كلّ السنين ديّة مرّت وأنا تغيّرت من غير ما أحسّ وكلّ حاجة تغيّرت...

فستان من Georges Hobeika

DRAWING BY FASHION ILLUSTRATOR ©SHAMEKH BLUWI

إقرئي أيضاً: بلقيس بفستان وتسريحة طفولية ، فستان ميريام فارس في دبي ، القفطان بلمسات ذهبية

 
شارك