منطقة الجوف في السعودية: تناغم الطبيعة والتاريخ

بمجرد زيارتك لمنطقة الجوف- الواقعة شمال غرب المملكة العربية السعودية، تكتشف تناغم  الطبيعة الخلابة مع التراث الثقافي، ناهيك عن  التنوع التاريخي  الذي يرجع إلى ما قبل التاريخ. وتضم المنطقة ومركزها الإداري، والمتمثل في مدينة سكاكا، 3 محافظات هي: "دومة الجندل والقريات وطبرجل"، هذا فضلاً عن عدد من المراكز الأخرى.  ولقد تحولت تلك المنطقة إلى واحدة من أهم الوجهات السياحية، ولا سيما في فصل الشتاء.

إقرئي أيضاً: 90% من سكان السعودية يعانون نقص فيتامين D ، المؤتمر العالمي لسرطان الثدي في السعودية، النساء يتفوقن على الذكور في التعليم العالي بالسعودية

تحتضن دومة الجندل الكثير من المباني الأثرية على غرار "قلعة مارد"، وبحسب وكالة الأنباء السعودية، فقد بيّن أحمد القعيد، مدير عام فرع الهيئة العامة للسياحة والآثار بمنطقة الجوف، أن قلعة مارد قد شيدت فوق مرتفع صخري يطل على البلدة القديمة من الجهة الجنوبية، حيث يرتفع مستوى أرضيات القلعة عن مستوى مباني البلدة القديمة بنحو 25 متراً تقريباً، ويعود تاريخ بناء القلعة إلى عدة قرون تسبق العصر الإسلامي، إذ ورد ذكرها في ثنايا بعض الأخبار التي تحدثت عن محاولة زنوبيا، ملكة تدمر، إخضاع القلعة لسلطتها فلم تستطع، وقد أوردت بعض المصادر الإسلامية مقولتها الشهيرة " تمرد مارد وعز الأبلق".

وأوضح القعيد أنه يوجد في المنطقة الأثرية في محافظة دومة الجندل، حي الدرع الذي يطل بدوره على مسجد عمر بن الخطاب - رضي الله عنه – والذي يتميز بمنازله الحجرية المتلاصقة، وأزقته المتصلة ببعضها بعضاً، وقد تمت تغطية البعض من هذه المنازل بأقواس تم رصفها عام 1413هـ، في حين يتألف بعضها الآخر من دورين من الحجر، بينما تم سقف تلك المنازل بالأثل وسعف النخيل. وبحكم موقعه بين البساتين فقد تم عمل مسارب للماء بداخله، وذلك لكي تؤمن الحياة لساكني الحي من عيونها القريبة. وعندما تتجول في الحي ستعرف أن للتاريخ رائحة تشم، ستذهب بك بعيداً عن المكان، لتتذكر كل ما هو جميل من بقايا الزمن الماضي.

ورغم ما تمتلكه محافظة دومة الجندل من إرث تراثي، إلا أنها استطاعت مواكبة الحاضر لوجود بحيرة فيها تشهد سنوياً سباقاً للدراجات البحرية على مستوى المملكة. كما احتضنت في السابق سباقاً للدراجات البحرية على مستوى الخليج.

وأوضح المهندس فهد المغرق، رئيس بلدية دومة الجندل، أن المحافظة أصبحت مقصداً للسياحة بالشمال لما شهدته الأعوام الأخيرة من مشاريع تطويرية قامت بها بلدية دومة الجندل والهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني بالجوف، إضافة لما تمتلك من تاريخ عريق ومواقع سياحية مختلفة بطابعها، حيث تجمع المحافظة السياحة البحرية والتراث والخضرة وسياحة الشتاء.

وأفاد المهندس المغرق أن مساحة بحيرة دومة الجندل الصناعية تقدر بمليون متر مربع، وهي مخصصة لتجمع المياه الفائضة عن ري الأراضي الزراعية، وقد أكد الجيولوجيون أن دومة الجندل هي من أغنى مناطق العالم بالمياه. وتتميز مياهها بنظافتها إلا أنها مالحة، ويبلغ عمق البحيرة في المنتصف 15 متراً، وتتفرد بموقعها الجميل كونها بحيرة وسط الصحراء، ولذلك فقد أصبحت متنزهاً للأهالي وزوار المنطقة.

ما زالت الحياة البدوية في منطقة الجوف قائمة، حيث إن هناك عدداً من سكان البادية يقطنون الأجزاء الصحراوية من المنطقة، ويعيشون حياتهم وتقاليدهم اليومية كما هي عليه في السابق، وهذا النمط من الحياة البدوية يغري الكثير بالاستمتاع به ومعرفة الكثير عن تفاصيله وزيارة مخيماتهم، ويمكن تنظيم زيارات إلى مواقع سكان البادية ومخيماتهم، ومشاركتهم حياتهم كأحد معالم الجذب السياحي لزوار المنطقة، وأحد مصادر الدخل للسكان المحليين ومنظمي الرحلات والزيارات السياحية لهذه الأمكنة.

يذكر أن محافظة دومة الجندل تستعد هذه الأيام لاستضافة بطولة المملكة للدبابات البحرية، والتي تنظمها بلدية دومة الجندل، وذلك بالتعاون مع الاتحاد السعودي للرياضات البحرية، وقد اتخذت البطولة شعاراً لها بعنوان : #أبحر_شمالاً.

 
 
شارك