الدار البيضاء حيث الشرق يعانق الغرب

هي مدينة التناقضات من دون منازع، هي الدار البيضاء أو كازابلانكا التي تمتلك تاريخاً غنيّاً وفي الوقت نفسه تشتهر بهندستها المذهلة ومرافقها السياحيّة الاستثنائيّة. هي إحدى المدن العريقة في المغرب والتي تمتلك هويّتها الخاصّة واضعة في متناول يديكِ مجموعة من مواقع الجذب السياحي، من مسجد الحسن الثاني، ثاني أكبر مسجد في العالم، وصولاً إلى الكورنيش المذهل حيث يمكنك الاستمتاع بمشاهدة المحيط. إنّها الدار البيضاء التي لا بدّ من زيارتها خلال شهر رمضان المبارك كونها تشكّل المكان المثالي لعيش أجواء الشهر الفضيل بكل تفاصيله.

مسجد الحسن الثاني...زيارته ضرورة لا بدّ منها!

لا تدعي شهر رمضان يمرّ من دون زيارة الدار البيضاء أو كازابلانكا التي تشتهر بكونها إحدى أجمل المدن في المغرب العربي والأكبر في المغرب. ثمّة العديد من المواقع السياحيّة التي ننصحك باستكشافها في هذه المدينة النابضة بالحياة خلال شهر الصوم ولعلّ أهمّها مسجد الحسن الثاني حيث ستتعرّفين على ثاني أكبر مسجد في العالم بناه المهندس الفرنسي Michel Pinseau على حافّة المحيط الأطلسي بأمر من الملك حسن الثاني في العام 1993. لن تملّ عيناك من تأمّل روعة هذا المسجد المقاوم للزلازل نظراً إلى هندسته الاستثنائيّة، إذ ستقفين مندهشة أمام باحته الخارجيّة الفسيحة التي تتّسع لأكثر من 80 ألف شخص، وأمام سقفه المتحرّك الذي يتيح لكِ فرصة رؤية سماء كازابلانكا الرائعة. كما أنّ مرشداً سياحيّاً سيرافقك في جولة استطلاعيّة على أهمّ مرافق الجامع، فلا تتردّدي في استكشاف هذا المعلم الديني أثناء زيارتك للمدينة.

تأمّلي عظمة الطبيعة

استمتعي بجولة مذهلة في شارع الكورنيش المحاذي للبحر حيث يمكنك تأمّل عظمة المحيط الأطلسي ومشاهدة أمواجه العاتية. وتستطيعين التوّجه إلى الكورنيش البحري مباشرة بعد زيارتك لمسجد الحسن الثاني ولا سيّما أنّ مسافة قصيرة تفصل بينهما. يأخذك هذا المعلم السياحي المميّز إلى أجواء شواطئ البحر الأبيض المتوسّط بمجرّد مشاهدة أشجار النخيل التي تصطفّ على طول الكورنيش، فضلاً عن الأسواق التجاريّة والمقاهي ومطاعم المأكولات الجاهزة التي تمتدّ على طول الجانب الآخر.

وستصادفين العديد من الفنادق الفاخرة أثناء جولتك على الكورنيش الذي يعدّ المكان المثالي للسير ومشاهدة المحيط، أو للجلوس في أحد المقاهي الخارجيّة لارتشاف القهوة بعد تناول وجبة الإفطار الرمضانيّة.

مغامرة ممتعة لا تفوّتيها !

استعدّي لمغامرة ممتعة في برجي الدار البيضاء التوأم أو La Grande Casa كما يسمّيهما السكّان المحليّون. برجان أساسيّان كوني حريصة على استكشافهما قبل مغادرتك المدينة، فموقعهما المميّز في قلب كازابلانكا وتحديداً في حيّ معاريف الشهير يجعل منهما معلماً سياحيّاً بامتياز، خصوصاً أنّهما يضمّان مراكز تسوّق تجذب آلاف الزوّار، فضلاً عن أنّ البرج الشرقي يحتضن أحد أهمّ الفنادق في المدينة التي هي من فئة الخمس نجوم، فندق Kenzi الشهير، أمّا البرج الغربي فهو عبارة عن مكاتب إداريّة. هذا ولا تفوّتي فرصة الاستمتاع بمشهد بانورامي رائع للدار البيضاء أثناء تواجدك في المطعم الواقع في الطابق السابع والعشرين.

استكشفي القصر الملكي

لن تكون زيارتك للدار البيضاء مشوّقة إن لم تُدرجي القصر الملكي ضمن لائحة المواقع التي ترغبين في التعرّف عليها عن كثب. لا تتردّدي في التوّجه إلى هذا القصر العريق المستوحاة هندسته الداخليّة والخارجيّة من الحضارة الإسلاميّة، وكوني أوّل من يشاهد بساتين الليمون والمنحوتات المائيّة المذهلة التي تحيطه، وستتفاجئين بالجدار الصلب الذي يحيط بالقصر الخاضع بدوره لحراسة مشدّدة من قبل مجموعة من الحرّاس المسلّحين. وإن حالفك الحظّ وتمّ فتح بوّابة القصر الرئيسة فربّما ستتمكّنين من إلقاء نظرة خاطفة على القسم الداخلي منه ومشاهدة معالم هذا المكان الملكي بامتياز. واعلمي أنّ القصر الملكي في كازابلانكا يستضيف العديد من المناسبات والاحتفالات الهامّة، فضلاً عن أنّه المقرّ الرسمي للملك وأفراد عائلته أثناء تواجدهم في المدينة.

للتسوّق في كازابلانكا نكهة خاصّة

لا تتردّدي في اختبار تجربة تسوّق فريدة من نوعها في سوق كازابلانكا الأساسي المعروف باسم Marché Central والذي يقع في قلب المدينة. فبمجرّد وصولك ستلمسين سحر هذا المكان الشاسع والنابض بالحياة، وستعشقين ألوان أسواقه والضجيج الذي يحتضنه، كما أنّه المكان المثالي لالتقاط أجمل الصور إن كنتِ من هواة التصوير. وستصادفين خلال جولتك فيه الكثير من الباعة والمتاجر التي تبيع ما لذّ وطاب من المواد الغذائيّة، فضلاً عن الأحذية، والمجوهرات، والسجّاد وغيرها من السلع التي لا تعدّ ولا تحصى. ويمكنكِ ببساطة القيام بجولة استكشاف أو تناول وجبة إفطار سريعة في الوقت الذي تلمسين فيه ثقافة البلاد من خلال السكّان المحليّين الذين يقصدون المكان لشراء حاجيّاتهم اليوميّة. وتأكّدي من أنّك ستعيشين أجواء الشهر الفضيل أثناء تجوّلك في سوق Marché Central، ولن تتردّدي في تذوّق أشهى الأطباق المحليّة خصوصاً أنّ كل المنتجات المعروضة طازجة ويتمّ طهيها أمام عينيكِ.

بين القديم والحديث

تعرّفي على أحد أهمّ المرافق السياحيّة في الدار البيضاء، المدينة الجديدة التي شيّدت خلال حقبة الحكم الفرنسي على يد الفرنسيّين في العام 1923، حيث ستعيشين أجواء شهر رمضان وتلمسين روح العيد قبل أوانه.

هذا الموقع هو بمثابة متحف حيوي يختصر جمال مدينة الدار البيضاء، إذ ستصادفين فيه الكثير من الأسواق التجاريّة والأزقّة الضيّقة والأروقة، فضلاً عن متاجر لبيع الصناعات الحرفيّة والتذكارات. وخلال تجوّلك في المدينة، سيستوقفك مبنى Mahkama du Pacha الشهير الذي كان في فترة من الفترات مقرّاً لمحكمة الدار البيضاء.

زيارة المدينة الجديدة لن تمنعك من استكشاف الجزء القديم منها المخفي وراء ما تبقّى من قلعة «برج سيدي محمد بن عبدالله» التي يعود تاريخ بنائها إلى القرن الثامن عشر. هذا الجزء القديم سيعيدك تلقائيّاً إلى الزمن الماضي حيث ستصادفين الزوّار والزبائن يبتاعون ما يشاؤون من المنتجات أو يرتشفون

فنجاناً من الشاي الأخضر بجوار الأسواق التجاريّة. وفي المدينة القديمة، ستتاح لك فرصة تناول وجبة الإفطار في مطعم Rick’s café الذائع صيته بفضل فيلم (Casablanca (1942. وستعيشين أجواء الفيلم

الشهير من خلال الصور التي تملأ جدران المطعم الذي يضع في متناول يديك مروحة واسعة من الأطباق العالميّة المحضّرة من ثمار البحر والخضار المحليّة، وذلك تزامناً مع الاستمتاع بمشاهدة مرفأ الصيّادين المطلّ عليه.

تمتّعي بأشهى الإفطارات الرمضانيّة

كوني أوّل من يعيش أجواء رمضان في الدار البيضاء وتمتّعي بأشهى الإفطارات الرمضانيّة في أفخم المطاعم وأكثرها جاذبيّة وشعبيّة. لا تفوّتي فرصة الاستمتاع بإفطار يجمع بين الأطباق المغربيّة والشرق أوسطيّة والمتوسطيّة في مطعم ومقهى La Sqala، فهو مناسب تماماً إن كنتِ تفضّلين المأكولات النباتيّة. وثمّة العديد من الخيارات المتوفّرة في الدار البيضاء، لذلك لا تتردّدي في اختيار ما يناسبك وأفراد عائلتك مثل مطعم Le Jasmine الذي يقدّم إفطاراً مغربيّاً لذيذاً، أو مطعم Les Fleurs الذي ينقلك إلى أجواء القارّة الأفريقيّة من خلال الأطباق الأفريقيّة التي يقدّمها، فضلاً عن باقة منوّعة من الأطباق المغربيّة والمتوسطيّة والأوروبيّة.

تذكارات لا تتردّدي في شرائها

خلال تجوّلك في أسواق كازابلانكا الشعبيّة سيستوقفك مشهد مثير جدّاً ألا وهو طريقة عرض الأحذية المغربيّة التقليديّة التي ستصادفينها في أيّ مكان تتواجدين فيه. اختاري منها ما يناسب أسلوبك الخاصّ، خصوصاً أنّها تتوفّر بألوان وأشكال مختلفة. ولأنّ المغرب تشتهر بصناعة الجلد، لا تتردّدي في شراء إحدى الحقائب الجلديّة الكثيرة التي تباع في مختلف متاجر التذكارات والمنتجات اليدويّة، ولكن احرصي قبل ذلك على التأكّد من نوعيّتها.

حساء «الحريرة» رفيق المائدة الرمضانيّة كل يوم

لا تغادري كازابلانكا من دون تذوّق حساء الحريرة المغربيّة الغنّية بالطماطم والعدس ولحم الضأن، مع عصير الليمون والكزبرة، والتي تشتهر خلال شهر رمضان كونها الحساء الأساسي الذي يتمّ تقديمه خلال وجبات الإفطار. وتذكرّي دوماً أنّ الطاجين هو من أشهر الأطباق التقليديّة المغربيّة، لذا لن تواجهي صعوبة أبداً في إيجاده كونه متوفّراً في كل المقاهي التقليديّة، وفي أفخم المطاعم، وفي كل منزل!

أين تقيمين؟

‏Hyatt Regency

‏casablanca.regency.hyatt.com/en/hotel/home.html

يقدّم لك هذا الفندق الفخم تجربة إقامة فريدة من نوعها، فهو المكان المثالي إن كنت تنشدين الراحة والاسترخاء في مكان استثنائي بكل ما للكلمة من معنى. وسيكون من السهل عليك الذهاب إلى ميناء الدار البيضاء سيراً على الأقدام كونه يقع على بعد 900 متر منها. وتأكّدي من أنّ الإقامة في هذا الفندق لن تكون ممتعة إن لم تختبري الضيافة الاستثنائيّة في مطعم Bissat للمأكولات العالميّة أو مطعم Les Bougainvillées.

‏Sofitel Casablanca Tour Blanche

‏www.sofitel.com/gb/hotel-6811-sofitel-casablanca-tour-blanche/index.shtml

هو أحد أفضل الخيارات لإقامة ممتعة في الدار البيضاء، خصوصاً أنّه لا يبعد سوى ستّ دقائق سيراً على الأقدام عن مسجد الحسن الثاني. ينقلك هذا الفندق إلى مستوى جديد من الضيافة والخدمات، إذ يضمّ سبا مع علاجات تجميل ومسّاج تجمع بين خبرات التجميل الفرنسيّة والمغربيّة. كما أنّه ثمّة العديد من المطاعم التي تجعل من إقامتك في الفندق أكثر متعة مثل L’Atelier Oriental وLe Cas’art Bar.

اقرئي أيضاً: أجواء رمضانية شرقية في فورسيزونز خليج البحرين، أجواء رمضان في والدورف أستوريا رأس الخيمة، المنامة قلب البحرين النابض

 
شارك