أتزلّج في «سـكـي دبـــي»

دوم أقول إنّي أحبّ أجلس في مكان.... في الخارج مطر وثلج وعواصف... وأنا أقعد... أحسّ بالدفء... فنجان قهوة في يدي... أشوف المشهد الخارجي مثل كأني أجلس قدام شاشة التلفزيون...

إقرئي أيضاً: جويل مردينيان أحــب أن ألوّن حيـاتي وحيـــــــاة من حــــــولي ، فساتين نجمات مهرجان دبي السينمائي الدولي ، إيميه الصيّاح النجاح يحمّلني مســؤوليّة أكبر ، فيلم” يوم للستات” : 3 نساء يواجهن المجتمع بملابس السباحة

النار تشتعل في الموقد... أبتسم... بعيدة عن الخطر، عن البرد. أشرب القهوة والحكاية في الخارج تستمرّ. حلو مَرّة الشعور بالأمان، بالدفء في كلّ حاجة، في العيلة والعمل وحتى في المظهر... الأناقة هيّ كمان شعور بالأمان. وهوّ ده تماماً اللي حسيت بيه حين روّحت لـ«سكي دبي»، ميدان التزلّج في مول الإمارات. برد وثلج بس سوّيت كل الاستعدادات. اشتريت ملابس تخليني أحسّ بالدفء والأناقة في نفس الوقت، يعني بالأمان. حين دخلت الحديقة الثلجية، وقفت... ما دريت من فين أبتدي! كثير ناس في كلّ مكان، يفرحون، يضحكون... ههه، فعلاً روعة! قلت في نفسي: أتزلج أو أشرب حاجة تخليني أحسّ بالدفء؟ وبعدين سألت الوالدة وقالت: «لا تشربين حاجة دحين. تحرّكي ورايحة تحسين بالدفء فوراً». عندها حقّ، بس الحرارة واحد أو اثنين درجة مئوية. إيش ده؟ تمنيت لو كنت أجلس في مكان وأشوف المشهد ده مثل كأنّه في التلفزيون. بس الحديقة الثلجية هنا فرصة ما أقدر أفوّتها. في الأول كان ضروري أجرّب مصعد المقاعد المعلّقة. وصلت للمنحدر. وهناك، لو تشوفين! برد مرّة. والدتي قالت لي: تحرّكي ولا تقفي من غير ما تسوين أي حاجة. كنت أفكّر. أتزحلق لأسفل المنحدر مثل ما الناس يسوون؟ أو أقعد في المقهى؟ يعني مشروب ساخن ما يضرّ. بعدين قرّرت أستفيد من الوقت وأتزلج بس مو أنا وواقفة. أخذت قارب مطاطي ونزلت. ما أقدر أصف الشعور. رائع. الهواء كان يلامس وجهي. بارد بس مو قاسي. الحركة بركة. بيه ناس كانوا يتزحلقون بطريقة محترفة. قلت يا ريت أقدر مثلهم. حتى أولاد صغار كانوا يسوون حاجات بهلوانية مو معقولة! أخوي يريد ينتسب لمدرسة التزلّج، هنا في «سكي دبي». بعدين وقفت. قلت أتنفّس... المشهد روعة... كل حاجة لونها أبيض إلا ملابس المتزلجين وضحكاتهم. أيوه شفت ألوان ضحكاتهم! الثياب اللي اشتريتها سميكة ودافئة مرّة. بعد كده، روّحت لمكان البطاريق. مو رايحة تتصوّرين المشهد. هههه، الحيوانات ديه ظريفة وودودة. تمشي في الثلج وتتنقل وما ينقصها أيّ حاجة. هيّ تضيف للأجواء نكهة لطيفة. كان بيه أولاد يقلدون مشيتها. «أخاف ينسون مشيتهم»، قالت واحدة كانت تشوف المشهد جنبي وضحكت. هيّ والدتهم أعتقد... وسمعت أخوي يناديني. قال نريد نركب في الـ«سنو بوليت». وفعلاً التحليق على ارتفاع 16 متر فوق المكان الأبيض ده حاجة تهبل. مشهد ولا في الخيال. وكان ضروري بعد كده نتسابق على حبل التزحلق، قطعنا 150 متر وانقطعت أنفاسي. قلت ضروري أرتاح شوّية. بيه 5 منحدرات تزلّج ما أقدر ما أجرّبهم. ودحين أشرب حاجة ساخنة؟ أكيد.

DRAWING BY FASHION ILLUSTRATOR ©SHAMEKH BLUWI

 
شارك