LEON KEER: لوحاتي ملك للشارع

فنّان هولندي متخصّص في فنّ الشارع الثلاثي الأبعاد 3D Street Art، يجوب Leon Keer العالم ليعرض رسوماته ويبهر كل من يشاهدها، إذ سبق له أن قدّم لوحات في أوروبا والولايات المتّحدة الأميركيّة والإمارات العربيّة المتّحدة والعديد من البلدان الأخرى. فما الذي جذبه إلى هذا الفنّ بالتحديد؟ كيف سهّلت التكنولوجيا عمله؟ ومن أين يستوحي أفكاره؟ تعرّفي أكثر إلى هذا الفنّان وعلى عمله في هذا اللقاء الحصري.

ما الذي جذبك إلى فنّ الشارع؟ هل تأثّرت بشخص محدّد أم عشت حادثة معيّنة دفعتك نحو هذا المجال الفنّي؟

أحبّ أن أمارس فنّي في الأماكن العامّة، وبالنسبة إليّ، يشكّل الشارع مصدر إلهام كبيراً للفنّ. فخلف كل شخص أراه قصّة خاصّة قد تكون بداية تحفتي الفنيّة المقبلة. أحبّ أيضاً أن أرسم في الأماكن الواسعة لتغيّر رسوماتي المنظر المعتاد الذي يراه المارّون وسكّان المدينة.

ما الفرق بين فنّان الشارع والفنّان العادي؟

كوني فنّاناً، أحاول أن أقدّم دائماً أعمالاً خارجة عن المألوف، وهذا ما يفعله كل الفنّانين عادة. وسواء توجّهت أعمالنا نحو الشارع أو نحو المعارض فذلك لا يشكّل فرقاً من حيث الفنّ بحدّ ذاته.

كيف ساهمت التطوّرات التكنولوجيّة في تسهيل عملك وتحسينه؟

عندما أرسم، أستخدم التقنيّة الثلاثيّة الأبعاد التي تُعرف بالـAnamorphosis، وهي التقنيّة التكنولوجيّة الأقدم. ومن أجل الاستفادة من كل التطوّرات التكنولوجيّة لا بدّ من فهم جوهر الـAnamorphosis أوّلاً، ولكن لا شكّ في أنّ التطوّر والتقنيّات التكنولوجيّة الجديدة تضيف لمسة مميّزة إلى عملي. فغالباً ما أستخدم مثلاً تكنولوجيا الواقع المعزّز التي تمنح لوحاتي الثلاثيّة الأبعاد المزيد من الحياة.

كم يستغرق إعداد اللوحة، وما هي أصعب لوحة نفّذتها؟

أحتاج عادة إلى حوالى أربعة أو خمسة أيّام لإعداد لوحة واحدة. أمّا أصعب اللوحات فهي تلك التي أعمل عليها مع فنّانين آخرين، ولكنّ النتيجة النهائيّة تشكّل دائماً مكافأة كبيرة بالنسبة إليّ بحيث تنسيني كل التعب والعمل الشاقّ.

أخبرنا عن قدومك إلى الشرق الأوسط وعن تقديم لوحة في دبي.

سبق وعملت مرّات كثيرة في الإمارات وأنا أستمتع بالتحدّث مع المقيمين في هذه المنطقة للتعرّف أكثر على أسلوب حياتهم وطريقة تفكيرهم وآمالهم وتطلّعاتهم للمستقبل. أمّا رفاهية الحياة في دبي وتعدّد الثقافات فيعكسان تنوّعاً أيضاً في المعرفة والوعي والألوان. وأنا سعيد بأنّني أشارك أحياناً وأشهد على هذا الكمّ الهائل من الإبداع في هذه المدينة. وهذا يلهمني للتركيز على أفكار جديدة والاستمرار في تطوير فنّي وتحسينه.

ألا تشعر بالانزعاج بعد أن تتمّ إزالة اللوحة؟

كلّا، إطلاقاً. فعندما أنجز لوحتي وأنتهي منها، تصبح ملك الشارع والسكّان المقيمين في المدينة. وتكون فكرة اللوحة الجديدة جاهزة في رأسي فأنتقل إلى العمل الجديد في مكان آخر. وأظنّ أنّ العامل الذي يساهم في وجود فنّي هو طابع الزوال بحدّ ذاته.

حدّثنا قليلاً عن ظروف الرسم في الشارع: ما هي المواد التي تستخدمها؟ ما هي الفترة التي تظلّ خلالها اللوحة بحالة جيّدة؟ ما هي الظروف المناخيّة الأفضل لتنفيذها؟ وكيف تتمّ إزالة اللوحة؟

أستخدم عادة الطبشور أو التلوين لرسم لوحاتي. أمّا المناخ الأنسب لهذا النوع من اللوحات فهو المناخ المعتدل نسبيّاً والجافّ طبعاً من دون مطر. وتعدّ منطقة الشرق الأوسط منطقة دافئة ذات مناخ حارّ، لذا لا بدّ من العمل بسرعة في هذه الظروف المناخيّة بما أنّ التلوين يجفّ بسرعة أيضاً. أمّا في ما يتعلّق بطريقة إزالة اللوحات، فأنا لا أتدخّل في ذلك لأنّني أركّز على ابتكار اللوحات فقط من أجل إلهام الناس الذين يرونها.

ما الذي يلهمك ومن أين تستوحي أفكار اللوحات الجديدة؟

كما سبق وذكرت، أستوحي من الشارع ومن قصص السكّان المحليّين.

هل تعذّر عليك تنفيذ لوحة ما؟

في بلادي يكون الطقس ممطراً في أغلب الأحيان، لذا آخذ ذلك في الاعتبار وأخصّص المزيد من الوقت لأتمكّن من إنجاز اللوحات في حال كانت الظروف المناخيّة سيّئة.

برأيك، ما هو دور وسائل التواصل الاجتماعي في نشر فنّ الشارع بشكل أكبر بين الجمهور؟

بفضل وسائل التواصل الاجتماعي بات من الممكن أن يتمّ حفظ كل أنواع الفنّ الموقّت، كما أنّها ساهمت فعلاً في نشر أعمالي أكثر فأكثر ما زاد من عدد متابعيّ ومعجبيّ.

بماذا تشعر عندما ترى الجمهور مذهولاً أمام لوحاتك؟

تشكّل رؤية ردّات فعل الجمهور أجمل أنواع المدح والتقدير بالنسبة إليّ، فابتسامات الناس ونظرة الذهول في أعينهم هي أكبر مكافأة يمكنني الحصول عليها.

أيّ رسم هو الأحبّ إلى قلبك؟

أظنّ أنّني لم أرسم بعد العمل المفضّل لديّ.

ما هي نصيحتك لفنّاني الشارع؟

أنصحهم بأنّ يتمرّنوا ثمّ يتمرّنوا! كما أقول لهم أن ينتقدوا أعمالهم فقط وليس أعمال غيرهم من الفنّانين.

ما هي مشاريعك المقبلة؟

أحاول أن أستمرّ في التعلّم كل يوم كما أنّني أخطّط لتقديم أعمالي الثلاثيّة الأبعاد في معرض.

اقرئي أيضاً: رائدات إماراتيات شابات يهنّئن باختيار الشارقة عاصمة عالمية للكتاب، مشروعك الخاصّ على بعد خطوات، أصول التصرّف لتنعمي بسنوات جامعيّة لا تُنسى

 
شارك