فاطمة الشيراوي: الألوان التي تناسبك تزيدك ثقة وإيجابيّة

في إطار سعينا لتجديد حياتنا والخروج من دائرة الملل التي نقع فيها بين الحين والآخر، نحاول إيجاد من يساعدنا على ذلك، وهذا ما تقوم به رائدة الأعمال الإماراتية فاطمة الشيراوي التي أسّست The Gracious F، وهي شركة تهدف إلى تقديم الإرشاد بهدف التطوّر وتحقيق الطموحات من خلال استشارات الألوان وتنسيق المظهر ونظام Feng Shui، مستفيدة من دراستها للتسويق وعلم الاجتماع في الولايات المتّحدة الأميركيّة، وحصولها على مؤهّلات خاصّة من مدرسة Polimoda للأزياء في فلورنسا في إيطاليا، ومن كليّة لندن للأزياء في بريطانيا ونيلها شهادة «استشاري ألوان معتمد» في بريطانيا. التقيناها لمناسبة يوم المرأة الإماراتية الذي يصادف في 28 أغسطس الجاري، وغصنا في خبراتها الحياتيّة والمهنيّة، كي نكتشف عن قرب تجربة نجاح واحدة من بنات الإمارات الشابّات.

كيف بدأت فكرة The Gracious F وما هي المجالات التي تغطّيها؟

قمت بتأسيس شركة The Gracious F في العام 2008 بدعم كبير من عائلتي وأصدقائي الذين شجّعوني على تشارك معرفتي مع أشخاص بحاجة إلى المساعدة، وقد منحني ذلك فرصة للاستفادة من معرفتي العلميّة ومهاراتي وترك بصمة باستخدام مفهوم فريد من نوعه في المجالات المتعلّقة بأسلوب الحياة والأزياء والتطوّر الذاتي والتصميم الداخلي. منذ صغري، اعتاد الناس على وصفي بالطفلة اللطيفة وقد كبرت معي هذه الصفة، من هنا جاء اسم الشركة The Gracious F. أقدّم حاليّاً استشارات لونيّة وأقوم بتصميم العلامات التجاريّة واختيار الأزياء الشخصيّة واستشارات ألوان الديكورات الداخليّة وخدمات Feng Shui، بالإضافة إلى إعطاء محاضرات حول موضوع تأثير الألوان في جامعات عدّة في الإمارات العربيّة المتّحدة.

هل واجهت صعوبات في الانطلاق في مجال جديد عربيّاً؟

كان البدء بهذا النوع من الأعمال مجازفة كبيرة، ولكن بعد أن رأيت النتائج التي انعكست على حياتي الشخصيّة وحياة المقرّبين، عزمت خوض هذا المجال إذ آمنت بهذا الاختصاص وبنتائجه الإيجابيّة، لذا أجريت أبحاثاً مكثّفة وعلمت أنّه عليّ اتّباع أسلوب تثقيفي لبناء الوعي وإعطاء العامّة نتائج مثبتة. وعندما بدأت في هذا المجال، وجدت صعوبة في شرح أهميّة العلاج بالألوان وعلم نفس الألوان ومدى تأثيرها الإيجابي ولكن مع مرور الوقت، تعلّمنا استخدام أساليب جديدة للتواصل مع العامّة لفهم هذا الاختصاص. واليوم، وبعد مرور 9 سنوات، أصبحنا نجتذب عملاء من كل الجنسيّات، كما أنّ شركات عدّة باتت تتعامل معنا من أجل الحصول على استشارة ألوان أساسيّة تتعلّق بالأعمال اليوميّة ولا سيّما من دوائر الموارد البشريّة وتخطيط أماكن العمل.

ما الذي جعلك تنتقلين من علم الاجتماع إلى مجالات بعيدة جدّاً مثلالتسويق والموضة؟

بدأت تحصيلي العلمي بدراسة علم الاجتماع في جامعة جورج واشنطن، وبعد التخرّج بفترة قصيرة قرّرت السفر إلى أوروبا عندما جذبني مجالي الأزياء والديكور الداخلي فباشرت مسيرتي المهنيّة في كليّة لندن للأزياء وتخصّصت في مجال تصميم الأزياء. وإحدى المواد التي درستها كانت علم نفس الألوان، وقد مدّني هذا الأمر بأفكار عدّة حول مجال عملي المستقبلي. كنت مهتمّة جدّاً ومفتونة إلى حدّ كبير بهذا العلم فتوسّعت في دراستي لأكون مؤهّلة كاستشاريّة ألوان من معهد تأثير الألوان. وما يثير الاهتمام هو أنّ تغيّرات ملحوظة تطرأ على حياة الأشخاص بعد خضوعهم لأوّل جلسة استشارة لونيّة، ولا سيّما بعد البدء باستخدام الألوان التي أنصحهم باعتمادها في منزلهم أو مكان عملهم. وعلى الصعيد الشخصي، استغرقت وقتاً طويلاً لمتابعة حياتي بشكل طبيعي بعد أن فقدت أمّي عندما كنت في الجامعة، الأمر الذي دفعني للبحث عن العناصر التي تؤثّر في مزاجي حتى أتمكّن من التوصّل إلى حلّ يساعدني في إيجاد السعادة والسلام الداخليّين. وبدأت حياتي تشهد تغيّرات ملحوظة بعد اكتشاف أدوات جديدة ساعدتني على إعادة بناء شخصيّتي والتفكير في حاجاتي ومتطلّباتي من الحياة وكيفيّة ترك أثر يذكّر بي.

ما الذي شجّعك على دراسة علم Feng Shui أو طاقة المكان؟

مع تقدّم مسيرتي المهنيّة، أدركت أنّ علم Feng Shui يشكّل أداة رائعة لتحقيق التوازن والرفاهية، وعلى الرغم من إيماني القوي بذلك، إلّا أنّني واصلت البحث عن نوع مختلف من الانسجام فوجدت أنّ هذا المجال ساحر بحدّ ذاته ويساعد في تحقيق حياة متوازنة ومنتجة. وعند استخدام Feng Shui بشكل صحيح ومع الألوان الصحيحة يمكننا تحقيق التوازن بين العواطف والبيئة.

كيف يمكن تطبيق الـFeng Shuiفي حياتنا؟

يضيف عنصر Feng Shui نتائج نهائيّة قيّمة إلى جانب العلاج بالألوان، فأسلوب حياتنا يؤدّي دوراً كبيراً في التأثير على مزاجنا ومواقفنا الإيجابيّة والسلبيّة. وعندما استخدمنا علم تغيير اللون وفقاً للمجموعة اللونيّة الصحيحة للشخص ووضعنا أهدافاً خاصّة بأسلوب الحياة، لاحظنا أنّ حياة عملائنا قد تغيّرت بشكل إيجابي.

ما هي النصائح التي تعطينها للمرأة عند اختيارها للديكور حتى تتسلّل الطاقة الإيجابيّة إلى حياتها ومنزلها؟

نصيحتي الأولى للسيّدات هي تحديد لوحة ألوانهنّ الصحيحة ولا يتمّ ذلك إلّا من خلال جلسة مع استشاريّة الألوان. وعند معرفة المجموعة اللونيّة الصحيحة التي تنتمي إليها المرأة، ستتمكّن بسهولة من التعرّف على الألوان الصحيحة التي يجب أن تحيط نفسها بها، الأمر الذي سيساعدها على تحقيق أقصى قدر من الإنتاجيّة. على سبيل المثال، الألوان التي تبعث على الاسترخاء هي لغرفة النوم، والألوان الاجتماعيّة مخصّصة لغرفة المعيشة وغرفة الطعام والألوان التفاعليّة لغرفة الأطفال. ولتعزيز المشاعر الوديّة في علاقاتها، عليها أن تستخدم درجات خفيفة من اللون الأخضر في حيّزها الشخصي. فاللون الأخضر هو اللون العالمي الذي يعبّر عن الحبّ وفي حال استُخدم بشكل صحيح في الأماكن الصحيحة سيكون له تأثير جيّد على علاقتها مع أحبّائها.أمّا نصيحتي الثانية فهي حصولها على مخطّط Feng Shui الخاصّ بها الذي لن يرشدها فقط كي تفهم ما تريده بل يساعدها أيضاً على التحكّم بمجالات حياتها المختلفة من خلال بثّ الطاقة في محيطها.

حدّثينا عن دراستك للعلاج بالألوان. ما هي آليّات هذا العلاج والمشاكل النفسيّة التي يحلّها؟

يؤثّر اللون على حياتنا اليوميّة ومزاجنا وسلوكنا، فعندما يرتدي شخص ما لوناً لا يريح أعيننا نتفاعل مع ذلك سلبيّاً. كما تؤثّر الألوان المستخدمة في الديكورات الداخليّة على مستويات التحفيز لدينا. من جهة ثانية، للألوان تأثير كبير على مشاعرنا، ولا سيّما في مسائل الحبّ والعاطفة، فللّونين الزهري والخوخي تأثير مذهل على تحفيز العلاقة الجادّة والعميقة بين الرجل والمرأة، في حين يُعتبر اللون الأزرق رائعاً للتركيز في بيئة الأعمال. نحن نضع نظام تأثير الألوان باستخدام أدوات تحليليّة اجتماعيّة تساعد على تحديد الأمور السلبيّة التي يتعرّض لها الشخص أو الشركة. وعند تحديد المشكلات واختبار الألوان على المزاج، نبدأ بإصلاح الخلل من خلال تنفيذ استراتيجيّات لونيّة إيجابيّة، منها تغيير موجودات الخزانة وإعادة ترتيب الديكور الداخلي وتغيير الألوان في الأماكن الرئيسة التي يقضي فيها الشخص معظم وقته.في النهاية، يكمن السرّ في ارتداء الدرجة المناسبة من اللون الذي ينتمي إلى مجموعة ألوان شخصيّتك. وستلاحظين عند إيجادك الدرجة الصحيحة واستخدامها في الحالات المناسبة أنّ ثقتك بنفسك وإيجابيّتك تنعكسان على المحيطين بك.

كيف تساعدون العملاء الذين يقصدونكم على إجراء تغييرات في حياتهم؟

نرشد العملاء كي يجدوا لوحة الألوان التي تناسبهم من خلال جلسة استشاريّة، إذ يجد أشخاص مختلفون من مجموعات لونيّة عدّة السلام في ألوان مختلفة. إنّ الصيحات والألوان دائمة التغيّر ويمكن تحقيق التأثيرات المرجوّة باعتبار أنّه لدينا العديد من الخيارات للانتقاء من بينها عاماً بعد آخر. ثمّة قواعد معيّنة يجب تطبيقها عند وضع الألوان والتصميم. ففي منزلك على سبيل المثال، عليك التأكّد من اختيار الألوان الملائمة التي تناسب الغرض من الغرفة. ثانياً، يجب أن ينتمي اللون والقماش والتصميم إلى المجموعة اللونيّة نفسها. إلّا أنّه قد يمتلك الأشخاص مجموعة ألوان ثانويّة فيستخدموها مع أكسسوارات المنزل كإضافة على الديكور الداخلي.

هل تخطّطين للتوسّع مستقبلاً؟

أحاول نشر علامة The Gracious F في منطقة الخليج العربي وعالميّاً فقد بدأت بإدخال نظام تأثير الألوان إلى المعاهد التعليميّة والجامعات لمساعدة الاختصاصيّين والطلّاب على تعزيز مهاراتهم. أعمل بشكل وثيق جدّاً مع مكاتب الديكورات الداخليّة للمنازل والمعارض الفنيّة وفرق الإعلانات البصريّة لتطبيق نظام تأثير الألوان. في الختام، تسعى The Gracious F إلى تقديم خبرة لا حدود لها في مجال الألوان من خلال خدماتنا المبتكرة، وذلك إرضاء للعملاء الذين يضعون ثقتهم فينا .

اقرئي أيضاً: LEON KEER: لوحاتي ملك للشارع، رائدات إماراتيات شابات يهنّئن باختيار الشارقة عاصمة عالمية للكتاب، مشروعك الخاصّ على بعد خطوات

 
شارك