أشوف عرض ماري بوبينز في أوبرا دبي

أضحك حين أتذكّر. في طفولتي كنت أعتقد إنّه غناء الأوبرا مجرّد صراخ. طبعاً كنت أشوفه في التلفزيون. ما كنت أدري حينها إنّه فنّ راقي غير كل الفنون. كمان ما كنت أحبّ الحاجات التراثيّة... والوالدة كانت تقول: «مو معقول الجيل ده. ما تدرون قيمة الحاجات الحلوة». هيّ مو قصّة أجيال... يعني من غير فلسفة، همّ الأطفال كده، بكلّ بساطة، ما يحبّون غير يلعبون. الفنون الراقية مو من اختصاصهم. أضحك في نفسي وأنا أمشي عشان أروّح لأوبرا دبي. ناس كثير يريدون يحضرون عرض ماري بوبينز. أريد أمشي والوقت ما ينتهي. ليل دبي مثل النهار. أضواء وناس من كلّ البلاد. العالم كلّه يريد يدخل من باب واحد، من نقطة واحدة. يريد يروّح لمكان ثاني بيه كثير أفكار وألوان. أمشي وأحسّ الليل يدخل لبشرتي وعيوني... أحلم وأتحمّس عشان العرض. دحين لازم أدخل... حجزت البطاقة على الإنترنت. أدخل القاعة... الدهشة تخلّي نفسي ينقطع. أحاول أسرق الثواني عشان أبقى في مكاني وأشوف الفخامة كلّها من الزاوية ديه. بس الناس يريدون يدخلون. أمشي كمان. هو ده المقعد. أجلس وعيوني يمين وشمال، قدّام وخلف، تحت وفوق. ما أريد أنسى أيّ تفصيل. الناس يبحثون عن مقاعدهم. كل اللهجات. كل اللغات. حاجة ما تتصدّق. فرح مو عادي في داخلي. أنتظر. الناس يجلسون في كل مكان. الصالة، الشرفات. وعيوني في كلّ مكان كمان. وأفرح. أسمع أحاديث الناس. جمل متقطّعة، مقاطع كلمات، ضحكات... وبعدين هدوء... العرض يبتدي. الموسيقى تنطلق واللوحات تظهر. القصّة بسيطة، من غير تعقيدات. مربّية أطفال عندها قدرات خياليّة. يعني تتنقّل بمظلّتها العجيبة. ودحين تسافر عشان تشتغل مربّية لولدين. أسترخي وأريد أستمتع بكلّ حاجة. أراقب ملابس الراقصين. ألوان، نقشات.... العين ما تقدر تجمع كلّ التفاصيل. إبداع مو طبيعي. لو تشوفين المؤثّرات... الأضواء والأصوات. مثل كأنّها مو تمثيل. ممكن حدّ يقول: تحضرين مسرحيّة للأطفال؟! ويضحك. وأنا أقول: ده فنّ يعني حاجة بيها إبداع... رقيّ. أحسّ إنّي أريد أغمّض عيوني وأشوف المشاهد في قلبي عشان أعيشها من غير تشويش. في جدّ قدروا يحوّلون فيلم ديزني المحبوب لتحفة فنيّة. ومو عجيب إنّه حصل على جوائز كثيرة. أكيد تريدين دحين تحضرين المسرحيّة، وأنا أشجعّك. ونسيت أقول لك. كان بيه أولاد. أحبّ كده. يعني أحبّ الأولاد يشوفون حاجات راقية. مو رسوم التلفزيون وبس. الرقص مو عادي. تحسيّن إنّهم يطيرون وما يمشون على الأرض. رشاقة وخفّة. في جدّ مو معقول. مو رايحة أنسى الأغنيات. كنت أتمنّى أحفظها. حلوة، حلوة. ألّفها ريتشارد وروبرت شيرمان وجورج ستايلز وأنطوني دروي. أحفظ الأسماء عشان قرأت عن العرض قبل ما أحضر لدبي أوبرا. أشوفه مرّة ثانية؟ طبعاً طبعاً. وأنت كمان؟ أكيد

اقرئي أيضاً: في ميراكل جاردن، أزور بـرج إيـفـل، شهر العسل هذا الصيف في المالديف

 
شارك