أتكلّم عن التحدّيات اللي تواجه المرأة

أمس وقفت قدّام المرآة ساعة. لا مو عشان أسوّي شعر أو ماكياج. كنت أتكلّم. مو مع نفسي. مع الناس... نساء افتراضيّات يجلسون قدّامي. كنت أراقب وجهي، كيف كل حاجة تتحرّك وأنا أتكلّم، الحاجبين، الجبين، الشفاه... كنت أتمرّن عشان اللحظة ديّة. اللحظة اللي أقف فيها دحين قدّام نساء حقيقيّات يجلسون قدّامي. أشارك في المؤتمر عشان أتكلّم عن التحدّيات اللي تواجه المرأة وهيّ بتحاول تحقّق أهدافها.

اقرئي: أريد أكون صديقة للبيئة

أقف على المنصّة من لحظات بسّ. وأحسّ كأنّها ساعات. بعد التصفيق صمت يخلّيني أحسّ بالرهبة. في اللحظات ديه كثير أفكار تلاحقني... أحسّ إنّها متشابكة وضروري أرتّبها. في لحظات أرجع لأيام الدراسة. حين كنت أدخل لقاعة الامتحان وأحسّ إنّه ما بيه في رأسي أيّ معلومة. وفي لحظة الإجابة على الأسئلة كانت كل معلومة تحضر في وقتها. ودحين أتكلّم: «أحيّيكم. ومو رايحة أتكلّم كثير. بسّ الحقيقة إحنا النساء نستاهل. نستاهل كل خير. إحنا نصف المجتمع، يعني الكفّة الثانية من الميزان. وأيّ خلل في الكفّة ديه رايح يتحوّل لخلل في كل الميزان، يعني في كل المجتمع. بس انشالله الخلل مو رايح يصير عشان إحنا ندري كيف نطوّر قدراتنا». أسكت، أشرب ميّة. ما أحسّ بالعطش، بسّ أريد أسترجع أفكاري، ألملمها وأوظّبها. النساء اللي يجلسون في الصف الأمامي رئيسات جمعيّات واختصاصيّات في مجالات مختلفة. وأنا أقف على المنصّة، أحسّ إنّهم لجنة تحكيم ورايحين يعطوني علامات. أتكلّم كمان: «تدرون إيش هوّ التحدّي الأقسى والأصعب اللي يواجه المرأة وتقدّمها؟ هيّ نفسها. أيوه هيّ... حين تفقد الثقة بنفسها وبطاقتها... المرأة كده تصير عدوّة نفسها وعدوّة مجتمعها. عشان كدة ضروري تتحدّى ذاتها أوّلاً وتواجه خوفها وضعفها». وفي اللحظة ديه ابتديت أحسّ بالارتياح. أنفاسي مو متقطّعة ودقّات قلبي منتظمة. وعشان كده تكلّمت ويّا النساء بطريقة مباشرة: «كل واحدة ضروري تجلس قدّام المرآة وتقول أنا قويّة، أنا أثق بنفسي... كل يوم ضروري تسوّون كده. هيّ خطوة بسيطة عشان بناء الثقة بالذات. ومن الثقة ديه تنطلق المرأة لكل المجالات. يعني تنتقل من حالة السلبيّة لحالة المشاركة والتفاعل مع مجتمعها من غير ما تتخطّى حدودها كأنثى. ولا تنسون إنّه عدم ثقتها بنفسها تخلّي المجتمع كمان ما يثق بيها. عشان كده لازم تتمتّع بحسّ المغامرة، تبادر وتثبت إنّها تقدر. وبعدين ضروري تبني عيلة... ده صحيح. بسّ عشان تبني عيلة مفيدة للمجتمع، لازم تحصل على شهادات عليا. العلم يعني... العلم للمرأة هو التحدّي الكبير. طب أسألكم: كيف تقدر تربّي أولادها وتخلّيهم يواجهون تعقيدات المجتمع المعاصر وهيّ ما عندها الوعي والثقافة؟ ما تقدر. طبعاً». أشوف في عيونهم الإعجاب. ونساء الصف الأمامي يحرّكون رؤوسهم. يريدون يقولون: عندك حقّ. وأنا أرتاح أكثر وأقول: «تحدّي نفسك... هوّ ده التحدّي ولازم تنجحين».

DRAWING BY FASHION ILLUSTRATOR ©SHAMEKH BLUWI

 
شارك