زوجك خسر عمله كيف تساعدينه؟

تنتشر البطالة بشكل كبير بين الشباب في العالم العربي، كما أنّ المرء قد يخسر وظيفته بين ليلة وضحاها في حال قرّرت الشركة الاستغناء عن عدد من الموظّفين. ماذا تفعلين إذاً في حال خسر زوجك وظيفته؟ وكيف تساعدينه على تخطّي أزمته؟

يواجه الزواج تحدّيات وعواصف كثيرة، فالحياة لا تشتمل على السعادة وحسب، كما أنّ الزوج يتوقّع من شريكة حياته أن تدعمه في المواقف الإيجابيّة والسلبيّة على حدّ سواء، كفي حال فقد وظيفته واضطرّ للبقاء في المنزل مثلاً.

اقرئي: ما العلاقة بين شعور المرأة بالقلق ومقاس خصرها؟ الإجابة مفاجئة

رجل في البيت

حول هذا الموضوع، تقول السيّدة ورد (34 عاماً): «اعتدنا أن تكون المرأة في منزلها تربّي الأولاد وتهتمّ بشؤونهم، بينما يتوجّه الرجل إلى العمل يوميّاً كي يجمع الأموال ويعيل أسرته، هذه سنّة الحياة أو على الأقلّ السائد في دولنا العربيّة ومحيطنا الاجتماعي، إلّا أنّ ما حصل معي غيّر هذه السنّة وعرّضني لانتقادات كثيرة».

امرأة عاملة

تكمل السيّدة الثلاثينيّة: «فقد زوجي عمله بشكل مفاجئ، إلّا أنّ الظروف ساعدتني لأنّني امرأة عاملة فتحوّلت إلى معيلة للعائلة وحميت أسرتي من مشاكل كثيرة كنّا لنواجهها بسبب تراكم الديون والفواتير».

القليل من التقشف

تستطرد السيّدة: «كانت ظروفنا الماديّة جيّدة قبل أن يخسر زوجي وظيفته، ونتيجة لذلك ضاقت أحوالنا لأنّ جزءاً هامّاً من المدخول لم يعد متوافراً، إلّا أنّنا تمكنّا من السيطرة على الوضع مع قليل من التقشّف».

اقرئي: التأخر عن المواعيد مرض إكتشفي ما هو

كلام الناس

تضيف: «ما لم نسلم منه هو كلام الناس، إذ بدأت صديقاتي وقريباتي بالضغط عليّ كي أترك زوجي وأرجع مع أولادي إلى بيت أهلي حتى يتمكّن من حلّ أزمته فأعود إليه، ولكنّني رفضت هذا الكلام وبيّنت له أمام الناس وفي كل مناسبة مدى حبّي وافتخاري به. قرّرت أن أقف إلى جانبه وأساعده قدر المستطاع حتى تمكّن مؤخّراً من إيجاد وظيفة مناسبة».

الضغوط الاجتماعيّة

لا يمكن التغاضي عن الضغوط الاجتماعيّة التي يواجهها المتزوّجون في حال خسر الرجل وظيفته، فمن الطبيعي أن يتأثّروا بكلام الناس، ولا سيّما الرجل الذي يشعر بالإحباط والحزن لأنّه عاجز عن الاهتمام بأسرته من الناحية الماديّة وغير قادر على تغيير واقعه. فبالإضافة إلى كل ما يختبره من مشاعر سلبيّة، عليه مواجهة المجتمع القاسي الذي لا يرحم، فكيف يمكن للزوجة أن تخفّف عنه؟

حالة اكتئاب

حول هذا الأمر، تقول السيّدة مروة (27 عاماً): «عشت فترة صعبة جدّاً بسبب حالة الاكتئاب التي شعر بها زوجي حين فقد عمله، فقد أصبح قليل الكلام يقضي وقته أمام شاشة التلفزيون ويفتعل المشاكل معي على أتفه الأسباب وكأنّه يلومني لأنّني أعمل بينما يقضي يومه في المنزل».

اقرئي: أماكن غير اعتياديّة لا تتردّدي في زيارتها

الحلّ الأخير

تضيف السيّدة الشابّة: «شجّعته على الخروج مع رفاقه أو التسجّل في نادٍ رياضي أو حتى العودة إلى الجامعة لدراسة اختصاص جديد، ولكنّه رفض كل اقتراحاتي وظلّ في عزلته، وبعد أن فاض بي الكيل هدّدته بأنّني سأترك المنزل، فعاد قليلاً إلى رشده بعد أن شعر بأنّه سيخسرني وكثّف محاولاته للعثور على وظيفة فنجح في ذلك منذ فترة قصيرة».

السند القوي

ترزح المرأة أيضاً تحت ضغوطات كثيرة لأنّ زوجها عاطل عن العمل، فهي تفتقد السند القوي الذي يمثّله وجود الرجل المنتج في حياتها. من جهة أخرى، لا يمكن إنكار أهميّة العمل بالنسبة إلى الزوج سواء من الناحية الماديّة أو المعنويّة، فهو يعطيه ثقته بنفسه ويعزّز إحساسه بالقوّة والسلطة، ومن دون الوظيفة يفقد الكثير من عزّة نفسه فتنعكس حالته هذه على شريكته.

استسلام للظروف

في هذا الإطار، تقول السيّدة علا (30 عاماً): «أهمّ اختبار مررت به أنا وزوجي كان حين خسر عمله، فهذه الفترة كانت قاسية جدّاً لدرجة أنّني ظننت أنّنا لن نتخطاها بسلام، باتت كل كلمة أقولها له بمثابة إهانة وسبباً للمزيد من المشاكل. من جهته، كان سريع الغضب والانفعال أمّا أنا، فكانت حالتي أكثر سوءاً، إذ لم أتحمّل تواجده الدائم في المنزل وموقفه السلبي من كل شيء وتدخّلاته في كل ما يحصل معي واستسلامه للظروف من دون محاولة العثور على عمل جديد».

اقرئي: كيف كافأ الملك سلمان المبتعثين؟

التوتّر سيّد الموقف

تكمل السيّدة الثلاثينيّة: «بتّ أتفادى التحدّث معه لأنّ كل كلمة أقولها تجرحه أو تحرجه، وظلّ الوضع متوتّراً حتى وجد عملاً جديداً».

صحيح أنّ فقدان الزوج لوظيفته مشكلة كبيرة، إلّا أنّها قد تمرّ من دون خسائر مهمّة في حال اتّبعتما هذه النصائح:

- ضعا خطّة مشتركة للتعامل مع الوضع الجديد ودراسة كل الاحتمالات بوعي ومناقشة فكرة صعوبة العثور على عمل واحتمال أن تطول هذه الفترة مع ضرورة الحفاظ على التفكير الإيجابي وتذكير أحدهما للآخر بأنّها مشكلة عابرة ستنتهي مهما طالت، ومن الضروري معالجتها بحكمة وذكاء والتحلّي بالصبر والإرادة القويّة.

- أطلعا الأبناء على الوضع الجديد وعلى التغييرات التي ستطرأ على مصاريفهم من دون أن يعرفوا التفاصيل الصغيرة ويشغلوا بالهم أو يخافوا على مستقبلهم كي لا يهملوا دراستهم ويواجهوا مشاكل نفسيّة هم بغنى عنها.

اقرئي: كيف تدخلين اللون الأصفر الجريء إلى منزلك؟

- كثّفا البحث عن عمل للزوج من خلال وسائل التواصل الاجتماعي والمواقع الإلكترونيّة المخصّصة للتوظيف وهي كثيرة جدّاً في وقتنا الحالي. ولا ضير من أن يمارس شريكك وظيفة بدوام جزئي إلى حين إيجاد عمل أفضل يرضي طموحه.

- أبقيا فسحة من الضحك والترفيه في العلاقة كي لا تتحوّل إلى نكد وتفكير بالمشاكل والعراقيل طوال الوقت، فلا ضير من الخروج مع الزوج والترويح عنالنفس مع الأصدقاء، فبهذه الطريقة تسترجعان الروح المعنوية العالية الضروريّة لمواجهة أيّ مشكلة تعترضكما والتغلّب عليها.

- انتبهي إلى الكلام الذي تقولينه لزوجك ولا تعايريه بوضعه الحالي مهما بلغت درجة انزعاجك من تصرّفاته، فهو مدرك لحجم مشكلتكما إلّا أنّه غير قادر على اجتراح المعجزات، فكوني لطيفة ومحبّة وداعمة له حتى يتخطّى الأزمة بسلام.

 
شارك