أحضر عرض الباليه الروسي

ما أحبّ الانتظار بسّ حين أدري إنّه الحاجة اللي أنتظرها حلوة، روعة وتهبل، أنتظرها لساعات. دحين أجلس في أوبرا دبي. أنتظر يصير وقت عرض فرقة الباليه الروسي. أراقب المكان. التفاصيل الكثيرة الفخمة تخلّي الدقائق تمرّ وأنا ما أقدر ألاحقها. أحسّ في نفسي أجري من غير ما ألتقط أنفاسي. والدقائق مثل الريشة تاخذها الريح من مكان لمكان. عيوني ما تشبع من التفاصيل. والتفاصيل كثيرة وما تخلص. في يدي أحمل كتيّب العرض. الصور حقيقيّة. بسّ تقولين لوحات رسمها فنان شهير. بيها انطباعيّة Claude Monet وسرياليّة Salvador Dali... وأحسّ كمان إنّي أجلس في رواية من الأدب العالمي... أو في مقطوعة موسيقيّة راقية... Beethoven أو Mozart أو حاجة زيّ كده. الكتيّب بيه 5 صفحات. معلومات عن فرقة الباليه الروسي أو فرقة مسرح Bolshoi. تاريخها. العروض اللي سوّتها في العالم. وللمرّة الأولى أحسّ بمتعة الانتظار. الناس يدخلون. المقاعد تبتدي تمتلئ. أسمع همساتهم. يحملون الكتيّبات. أراقب من مكاني القاعة الكبيرة. الناس يجلسون. عائلات وأصدقاء. أشوف الكتيّب من جديد. أقلّب الصفحات بسّ من غير ما أنتبه لكل التفاصيل.

اقرئي: أسماء الفائزين بـ”إيفي الشرق الأوسط” للعام 2017

العرض ده مو عادي. هوّ نقطة تحوّل في حياتي. حين تشوفينه رايحة تصيرين حدّ تاني. حدّ إحساسه مرّة مرهف، تفكيره مرّة عميق، شخصيّته مرّة مميّزة. بيه إبداعات في العالم فعلاً عجيبة، مو عاديّة، تخلّيك تتغيّرين، تختلفين عن ذاتك... موسيقى... الستار يفتح والعرض يبتدي. الهمسات تصير صمت ونظرات إعجاب. الموسيقى والرقصات تدخل للروح، للقلب ومن هناك تروّح للشفاه، تصير ابتسامة فرح. دحين نشوف عرض «بحيرة البجع». الراقصين والراقصات يرسمون بخطواتهم حكايات خياليّة. أريد ذاكرتي تحفظ كل التفاصيل. أتخيّل نفسي أتكلّم عن العرض ده لصديقاتي. أبحث عن الكلمات اللي رايحة أستخدمها بسّ ما ألاقي حاجة تعبّر عن المشهد اللي أشوفه. هنا الساعة تصير لحظة. الفصل الأوّل ينتهي. الستار ينزل والهمسات تعود... أنتظر الفصل الثاني. أرجع للكتيّب، أقرأ: «Swan Lake، هي إحدى روائع الموسيقي الروسي Tchaikovsky. ألّفها في العام 1887، تتضمّن 4 فصول استعراضيّة موسيقيّة راقصة، وعرضت للمرّة الأولى على مسرح Bolshoi في موسكو في مارس 1887 وقد صمّم رقصاتها Marius Petipa». الفصل الثاني، الستار يفتح. الأمير Siegfried، الصيّادين، طيور البجع... كل شخصيّة لوحة في ذاتها، حلم بالألوان... خطوات خفيفة، رشيقة، موسيقى كأنّها مو من صنع البشر... الستار ينزل، تصفيق، همسات وتعليقات... الفصل الثالث. الأمير يلتقي Odette ملكة البجع. هيّ تخاف وهو يقول لها ما تروّح. ما يتكلّمون بسّ يرقصون وحركاتهم تقول حاجات أكثر من الكلام. خطوات وموسيقى. وفي القاعة الصمت يصير جزء من جمال اللوحة. الفصل الرابع. النهاية السعيدة... تصفيق والهمسات  تصير كلمات.

اقرئي: ما لا تعرفينه عن عملة الـ “بيتكوين”

DRAWING BY FASHION ILLUSTRATOR ©SHAMEKH BLUWI

 
شارك