أحتفل بالعدد 500 من «هيا»

 

500 عدد؟ ما أصدّق كيف الأيام تمرّ. مجلّتي... «هيا»، 500 عدد! الأيام مثل القطار السريع. تحملنا من محطّة لمحطّة وإحنا نعيش اللحظة وما نحسّ بالوقت. في الغدّ رايح يصير العدد 501، 502، 503... يعني حكايات جديدة، ألوان جديدة ونفس جديد. على الطاولة قدّامي قالب كيك. بسّ ما أشوف الغطاء الفاخر. ما أشوف باقة الورود. أزيّن عيوني بألوان أغلفة المجلّة. لكلّ نجمة قصّة ولكلّ قصة لون.

500 عدد أحسّ إنّها تمرّ دحين مثل قطع قطنيّة ناعمة، مثل بتلات ورد جوري، مثل أجنحة فراشات، تتراقص على أوتار الهواء. أريد أقول شعر. أريد أنسج قصيدة من خيوط مشاعري. أحسّ بالانفعال الحلو، بالحماس، بحاجة إيجابيّة ما أدري كيف أوصفها. لوحة، نجمة، سلسال ذهب يزرع بسمة في قلب صبيّة، غيمة تروي عطش الشجر...

اقرئي: أتعلّم اللغة الإيطاليّة

أحسّ أحرف «500 عدد» تجري في دمي من الغلاف للغلاف. تاخذني لجلسات تصوير عارضات الأزياء، لمنصّات أسابيع الموضة، كل الأسابيع. أقلّب الصفحات... أقلّب أيّام من عمري. أسمع دقّات قلبي من باريس، لندن، نيويورك، ميلانو... العارضات يمشون قدّام عيوني من جديد. أزياؤهم، ألوانهم، نقشاتهم، نظّاراتهم، حقائبهم، أكسسواراتهم، أحذيتهم... أشوفها من جديد، أصفّق لها وأقول إيش يعجبني منها من جديد. أراقب التفاصيل، الصيحات... أقلّب الصفحات، أدخل بين السطور، في أنفاق المعاني. ماركات العالم بين غلافين. المجلة ديّة مثل باقة زهور. وإنت نحلة، حين تتذوّقين رحيقها تقدرين تسوّين منه عسل بنكهات مختلفة. 500 عدد... مثل حفلة جماعيّة لكل النجمات، لكل الفنون. أسمع أصواتهم. كل واحدة تتكلّم عن تجربتها، نجاحها وإخفاقها، فرحها وزعلها، عيلتها، نظرتها لكل حاجة، للفن، للحياة... شياكة وأناقة ولطافة. أقلّب الصفحات.

500 عدد وآلاف الصور. حياة بأكملها هنا. رائحة مستحضرات الجمال تمرّ من عيوني لأنفي. ذاكرتي تتبرّج. ظلال عيون، بودرة خدود، كريم أساس، ماسكارا، أحمر شفاه... أشوف كل العلامات، كل التدرّجات... أرشّ على خيالي شويّة عطر من كل خلاصات الطبيعة. أقلّب الصفحات. أروّح لأخبار الناس، النجوم. قال وقيل وآخر الأخبار. أمشي بين الحروف، في يدي حقيبة سفر. أمشي في شوارع المدن القديمة الضيّقة وفي عواصم الفخامة، أتسوّق، أتذوّق... أعيش مع الأماكن دفئها وبردها. أحاول أجمع في جوّالي كل مشاهدها... طفولة شفشاون وغرابة الأنتركتيك، نقشات دوسلدورف وعجائب ماوي...

اقرئي: أتكلّم عن إنجازات المرأة السعوديّة

500 عدد ما أقدر أحبسهم في ساعة تذكّر واحدة. أقلّب الصفحات. أعلّق الشارة الزهريّة من جديد. أشارك في ألم المرض الخطير. أرجع لمقاعد الدراسة. أرافق الأطفال... كيف يلعبون، ينامون، إيش ياكلون. أقلّب الصفحات. ورمضان في «هيا» غير. أحسّ بشوق لأوقات الصيام، لجلسات الإفطار، لروائح الطعام... أفتح في ذاكرتي دفتر النصائح عشان الصوم الصحّي. أقلّب الصفحات. الديكور، المعارض، الأحداث اللي أحبّها... ومذكّراتي، كتاب حياتي، لحظاتي، أوقاتي الحلوة... أوقاتنا الحلوة... كلّها هنا.

اقرئي: فـي سبا GUERLAIN في نيويورك

 
شارك