أتكلّم عن إنجازات المرأة السعوديّة

 

«قرأت مثل يقول إنّه الضحك دوم يفكّك الغضب. وعندهم حقّ. يعني إذا حسّيت بالغضب ممكن ابتسامة ترسمينها على وجهك تخلّيني أحسّ بهدوء مو طبيعي. فعلاً الأمثال دوم تصيب». أقول الكلام ده لصديقتي. نمشي في حديقة بيتهم. قال تحسّ في داخلها غضب كبير عشان أختها الكبيرة تسوّيلها مشاكل. قال دوم عصبيّة ومزاجها مو حلو. وأنا أتعجّب: «ما أصدّق، دكتوراه في الأدب وعندها مواهب كثيرة! وليش دوم حزينة وما بيه أيّ شيّ يعجبها؟». الصديقة تسكت وما تتكلّم وأنا أحاول أخلّي الكلام يروّح لمكان ثاني. أريدها تنسى سبب قلقها وتوتّرها. وفي جدّ أريد أتكلّم عن حاجات ثانية، أتخلّص من الطاقة السلبيّة. أقول لصديقتي: «تدرين إنّه أختك ما تعرف قيمة الحاجات اللي سوّتها في حياتها؟ علم ومركز وظيفي وعيلة وكلّ حاجة. إيش تريد بعد؟ ليه دوم زعلانة؟! وتصدّقين؟ كثير نساء سعوديّات يسوّون مثل أختك وأكثر. يعني تلاحظين إنّهم يشتغلون دحين في السياسة، في مجلس الشورى وكمان في المجالس البلديّة». أحسّ الصديقة في عالم ثاني. أقول لها: «لا كده ما ينفع. ضروري تفكّرين بالأمور بطريقة عقلانيّة. خلاص إنسي دحين. ما نقدر في الحياة ناخذ كلّ حاجة». أريد أتكلّم كمان، بس هيّ تقاطعني بطريقة مفاجأة وتسأل: «يعني معقول كلّهم مثل أختي دوم ما يعجبهم شيّ؟». وأنا أقول في نفسي مو رايحة أتكلّم في الموضوع. أريدها تتخلّص من طاقتها السلبيّة. أسوّي نفسي ما سمعت وأقول: «تعرفين طبعاً الدكتورة فتون الصايغ والدكتورة حياة سندي. وكمان عندنا مخرجات أفلامهم شاركت في مهرجانات عالميّة. عندنا المخرجة هيفاء المنصور وهند الفهاد. وحتى في الفن التشكيلي عندنا ثناء القرعاوي. وفي الأدب لا تنسين أميمة الخميس وبدريّة البشر وسارة الخثلان». الصديقة تفتح عيونها مثل كأنّها تريد تقول لي: «كيف تعرفين كلّ الأسماء ديه؟!» وأنا أبتسم مثل الناس اللي يعرفون كلّ حاجة بس ما يتخلّون عن تواضعهم وأقول: «طب تعرفين ريما بنت سلطان؟ هيّ المهندسة اللي سوّت مشروع المترو. همّ نساء بلدك.

ما تعرفينهم؟ وإيش رأيك؟ أعرف كمان الدكتورة سمر بنت جابر الحمود. هيّ استشاريّة جراحة في مستشفى الملك فيصل. وكمان هيّ عضو في اللجنة العالميّة لتحكيم أبحاث السرطان. وعشان تتعجّبين أكثر لازم تعرفين إنّه بيه سعوديّة هيّ مشاعل بنت فهد بن محمد آل سعود، أوّل امرأة من بلدنا تشتغل في معهد بحوث الفضاء في مدينة الملك عبد العزيز للبحوث والتقنيّة». نحسّ بالتعب. نريد نجلس وأنا أختار كرسي هزّاز. أجلس عليه. أسترخي وأغمّض عيوني. الكلام اللي كنت أقوله كلّه طاقة إيجابيّة. نجاح وإنجازات تخلّيك تحلمين إنّه الغد دوم أحلى. عندي شعور كده... فرح مو عادي. حتى صديقتي تبتسم... ودحين تهرّج. تنسى مشكلتها ويّا أختها وتريد تضحك. وطبعاً رايحين نضحك. وأنت كمان؟

اقرئي أيضاً:  المرأة السعوديّة قوّة مضيئة في سماء المملكة ، افتتاح أطول مسار انزلاقي في العالم في رأس الخيمة قريباً، سعوديات يعملن في قسم العمليات الأمنية للمرة الأولى

 
شارك