Wilhelmina Cooper جمال يسرّالناظر

دينا زين الدين-بيروت
هي من العارضات اللواتي تركن أثراً لا ينسى في عالم الموضة والأزياء، ليس بفضل جمالها الأرستقراطي وحضورها القوي حين كانت تتباهى بعرض الملابس الراقية وحسب، بل لأنّها قرّرت وهي في عزّ عطائها أن تؤسّس وكالة خاصة بها، لكي تسمح لفتيات مميّزات لم يحصلن على فرصتهنّ بعد، بأن يدخلن هذا العالم ويحقّقن طموحهنّ من خلاله.

من هولندا إلى الربوع الأميركيّة
ولدت Wilhelmina Cooper في هولندا العام 1939، ترعرعت في ألمانيا وانتقلت في العام 1954 حين كانت في الخامسة عشرة من العمر إلى شيكاغو في الولايات المتحدة الأميركيّة، حيث بدأت عملها في عرض الأزياء مع وكالة Ford فاستطاعت سريعاً أن تتصدّر عروض الأزياء وتجذب المصمّمين إلى جمالها وأنوثتها المتّقدة، لا سيما أنّها امتكلت مواصفات خارجيّة مطلوبة وأساسيّة في هذه المهنة ومنها الطول الفارع والقوام الرشيق والملامح الجذّابة والهادئة، فـ Wilhelmina لم تكن ذات جمال صادم وصارخ بل كان شكلها يسرّ النظر ويدفع الرائي إلى الاقتراب منها أكثر ليتأمّل ملامحها، ويكتشف سرّ السحر والجاذبيّة المنبثقين من إطلالتها.

سحر النظرة الأرستقراطيّة
خلال الخمسينات والستينات من القرن الماضي، تصدّرت Wilhelmina أو Willy كما كان يطلق عليها اختصاراً لاسمها الكبير والمستغرب، غلاف أكثر من 250 مجلة مختصّة بالنساء، كما كسرت الرقم القياسي في عدد تصدّرها غلاف مجلة الموضة المعروفة Vogue فحلّت على صفحتها الأولى 27 مرّة. والسبب الأوّل هو امتلاكها نظرة ارستقراطيّة كلاسيكيّة عكست شكل المرأة التي سعى معظم مصمّمي الأزياء إلى تكريسه.

المرأة الحقيقيّة
حين كانت في سنوات مجدها، صرّحت Willy قائلة «أنا واحدة من عارضات الأزياء القلائل اللواتي يتمتّعن بمظهر المرأة الحقيقيّة». وعلى الرغم من أنّ هذا التصريح أظهرها متكبّرة بعض الشيء، إلا أنّه كان صحيحاً بشهادة متتبّعي الموضة في تلك الحقبة، فملامح وجهها الهادئة وتفاصيله ولا سيما الأنف الدقيق والحاجبين المقوّسين وعظام وجنتيها البارزتين، وشعرها الأسود اللامع وعينيها العسليّتين، ميّزتها عن بقيّة العارضات وأعطتها طابعاً شرقيّاً غامضاً كان مفقوداً لدى العارضات في تلك الفترة، وسمح لها بأن تتألق وتنجح في عروض الأزياء التي تطلبها صاحبات البشرة الحنطيّة والسمراء. تزوّجت Willy في العام 1965 من Bruce Cooper وأسّسا بعدها وكالة عرض أزياء في نيويورك تحت اسمWilhelmina Models، نجحت سريعاً بسبب حسن إدارتها، فنافست وكالة Ford وكانت من أوائل وكالات الأزياء في أميركا.

اليد الخفيّة
لعبت وكالة العارضة الشهيرة دوراً رئيسياً في إطلاق العديد من العارضات الناجحات، أبرزهنّ Naomi Sims التي تعتبر من أوَل عارضات الأزياء من أصل أفريقي، واستمرّت Willy بالعمل في الوكالة حتى أواخر السبعينات حين اشتدّ عليها المرض وسرقها من الحياة مطلع العام 1980، ولكنّ وكالتها لاتزال قائمة حتى اليوم.

أكسسوارات الرأس علامتها الفارقة
لعلّها من أكثر عارضات الأزياء اللواتي نجحن في إبراز دور الـTurban أو وشاح الرأس، بالإضافة إلى القبّعات الغريبة واللافتة بتصاميمها. فوجهها الصغير وملامحها الناعمة، ساعدتها على إظهار جمال أكسسوارات الرأس وأناقتها، كما أنّها اشتهرت بتسريحة شعر الـBouffant التي راجت في الستينات والتي تعود بقوّة هذا الموسم إلى الساحة لأنّها تضفي رقيّاً إلى مظهرك في السهرات.

 
شارك