Katharine Hepburn متمرّدة الشاشة الصغيرة

في زمن كانت فيه الفساتين والماكياج رمزاً لأنوثة المرأة وجزءاً لا يتجزّأ من إطلالة كل امرأة تطمح للدخول إلى عالم التمثيل والشهرة، جاءت Katharine Hepburn لتكسر هذه القاعدة، فارضة قواعدها الخاصة على عالم الموضة والجمال، والتي ترتكز على السراويل الرجاليّة، السترات الكلاسيكيّة ذات الأسلوب الذكوري البارز، الماكياج البسيط والطبيعي. هي مختلفة بأدوارها وأفكارها وتصرّفاتها، لم تخضع يوماً لضغوط الصحافة أو الوسط الفنّي. بقيت وفيّة لمعتقداتها وحرصت على صقل موهبتها الفطريّة وتطويرها، ما أكسبها 4 جوائز أوسكار وعدداً كبيراً من جوائز عالميّة أخرى. إنّها باختصار أسطورة الشاشة الكبيرة ونجمتها الخالدة.

نجمة على مدى 50 عاماً

ولدت Katharine Hepburn في العام 1907 في ولاية Connecticut الأميركيّة في كنف عائلة ثريّة، ضمّت 6 أولاد. منذ نعومة أظافرها، تربّت Hepburn على مبادئ المساواة بين الرجل والمرأة، والسعي إلى الحريّة والعدالة. تميّزت بشخصيّتها المسترجلة، إذ كانت تعشق التشبّه واللعب مع الصبيان من عمرها. دخلت عالم التمثيل أثناء دراستها التاريخ والفلسفة في جامعة Bryn Mawr College ، حيث شاركت في العديد من المسرحيات ولعبت أدوار بطولة سلّطت الضوء على موهبتها ودفعتها إلى امتهان التمثيل. بعد تجارب مسرحيّة عديدة باءت بالفشل، برزت Hepburn في دورها في فيلم A Bill of Divorcement في العام 1932، فانهالت عليها الأدوار التي كرّستها نجمة هوليووديّة على مدى أكثر من 50 عاماً. من أبرز أفلامها Morning Glory في العام 1934،Guess Who's Coming to Dinner  في العام 1968، The Lion in Winter في العام 1969 وOn Golden Pond في العام 1982. حازت عن كل أدوارها في هذه الأفلام على جوائز أوسكار عن أفضل ممثّلة. أما آخر دور لها، فكان عند بلوغها 86 عاماً في فيلم Love Affair في العام 1994. وقد أثنى النقّاد على دورها في هذا الفيلم، مؤكّدين أنّ هذه الأيقونة لم تخسر حضورها البارز على الشاشة الصغيرة رغم تقدّمها في السن.

طابع ذكوري

لا شكّ في أنّ Katharine Hepburn كانت السبّاقة في ارتداء الملابس الرجاليّة ذات الطابع الذكوري، والتي كانت تعكس شخصيّتها القويّة والجريئة. اشتهرت بارتدائها السراويل الفضفاضة العالية على الخصر، مع البلوزات البيضاء أو السوداء الكلاسيكيّة، ترافقها سترات شبيهة بسترات البدلات الرجاليّة. أما أحذيتها، فجلديّة ومريحة ذات تصميم رجالي، فالأحذية ذات الكعوب العالية لم تكن تعني لها شيئاً، إلى درجة أنّها كانت تتذمّر حين يُطلب منها انتعالها لمتطلّبات دورها أو وضع ماكياج كثيف.

تميّزت Hepburn بتناقض بارز بين شخصيّتها المتمرّدة ومعالم وجهها الأنثويّة، ما جذب الأنظار إليها وميّزها عن غيرها من زميلاتها. أرادت النجمة الأيقونيّة أن تثبت أنّ الأناقة لا تقتصر على ارتداء الفساتين الضيّقة التي تبرز جمال جسد المرأة وانحناءاتها، ولا على انتعال الأحذية العالية التي تزيد من قامتها، بل يمكن أن تبدو المرأة جميلة وأنيقة في لباس مريح وعصري.

الأمومة ليست من أولويّاتها

تزوّجت Katharine Hepburn من العام 1928 حتى العام 1932 من رجل الأعمال Ludlow Ogden Smith من دون أن ترزق بأطفال، فالأمومة لم تكن من أولويّاتها. أما أبرز علاقاتها العاطفيّة، فكانت مع الممثّل Spencer Tracy والتي دامت 26 عاماً. توفّيت Hepburn في العام 2003 بعد معاناة طويلة مع المرض.

 
شارك