نسرين طافش متصالحة مع نفسي ولست نادمة

تفتقد الساحة الفنيّة الممثلة السوريّة نسرين طافش، فهي غائبة عن الأضواء منذ فترة لا بأس بها! كثرت الأقاويل والتكهّنات التي تناولت أسباب هذا الغياب، ما دفعها اليوم إلى العودة من جديد إلى الساحتين الإعلاميّة والفنيّة لتضع النقاط على الحروف، وتؤكد أنّ غيابها لم يكن تقصيراً ولا شخصياً بل هو مرتبط بأسباب أخرى ومختلفة.

-غبت عن موسم رمضان هذا العام، واللافت أنّك شاركت في عمل واحد فقط في رمضان الذي سبقه. ماذا يحصل؟ لمَ هذا التقصير؟

ليس تقصيراً، إنما أمضيت فترة لا بأس بها أنظّم أموري وأرتّب أولوياتي، كما كنت أسافر كثيراً، ناهيك عن أنّني ساعدت أهلي على الانتقال إلى دبي للعيش معي، كوننا من مدينة حلب، وكما تعلم، فإنّ الوضع ليس على ما يرام، والبلد يمرّ بظروف مؤلمة وصعبة. عرضت عليّ حينها أعمال عدّة، إنما أردت أن أشارك في عمل يضيف إلى رصيدي ويضعني في المكان المناسب، لكن للأسف لم يأت ذلك العمل إلا الآن.

-تعودين اليوم من خلال مسلسل «هدف سامي» الذي تؤدّين فيه دور سيدة غامضة تساعد حبيبها في خططه الانتقاميّة. أخبرينا أكثر عن هذا العمل

انتهيت أخيراً من تصوير دوري في مسلسل «هدف سامي»، وهو نسخة عربيّة من سلسلة تلفزيونيّة عالميّة، من سيناريو الكاتب اللبناني رائد أبو عجرم، إخراج الإسباني خوسيه ماريا كارو، إنتاج o3 وMBC. يُعد العمل الذي صوّر في دبي، أول مسلسل عربي من إخراج غير عربي، تشارك فيه مجموعة كبيرة من الممثلين العرب. أؤدي فيه دور بطلة المسلسل «كاتيا»، وهي امرأة غامضة بكلّ تفاصيلها وغير معروف ما إذا كانت شريرة أو طيّبة، انتقاميّة أو تسعى إلى السلام، لها ماض مجهول ولا تكشف أسرارها لأحد، تشارك حبيبها في تنفيذ مخطّط انتقامي. يتألّف المسلسل من15 حلقة ستعرض أسبوعياً في شكل أشبه بفيلم متعدّد الأجزاء بعيداً عن فكرة الحلقات الثلاثين التي باتت سمة غالبيّة الأعمال الدراميّة العربيّة، ومن المتوقّع عرضه قريباً.

-ما هي الأعمال الرمضانيّة التي شاهدتها هذا العام؟

للأسف لم أشاهد أعمالاً كثيرة، كوني أمضيت غالبيّة تلك الفترة في السفر، كما أنّني أخذت قراراً بمشاهدة الأعمال الكوميديّة فقط، حيث تسنّت لي مشاهدة «الكبير قوي» للممثل المصري أحمد مكي، والذي أعتبره ممثلاً استثنائياً وعبقرياً. كذلك تابعت من حين إلى آخر مسلسل « مسلسليكو» للممثل المصري محمد هنيدي. أصررت على الكوميديا لأنّني كنت بحاجة إلى جرعة من السعادة خصوصاً في تلك الأوقات العصيبة التي تمر بها بلادي.

-ذكرتِ عملين مصريين فقط. ألم تشاهدي أي عمل سوري كوميدي؟

للأسف لم يكن هناك أي عمل كوميدي سوري، إذ إنّ الوضع الصعب الذي تعيشه سوريا انعكس بمجمله على غالبيّة الأعمال الدراميّة، خصوصاً أنّ الدراما مرآة المجتمع، ورغم ذلك، تمّ بذل مجهود كبير من قبل الجميع من أجل تقديم دراما تكاد توازي ضخامتها المواسم السابقة، وترفع لهم القبّعة على كل الأداء الجميل الذي قُدّم في الأعمال السوريّة رغم كل الظروف التي تعصف بهم. لا أخفي أنّني شاهدت بعض الحلقات من بعض الأعمال كـ«ياسمين عتيق»، و«سنعود بعد قليل»، لا سيما أنّني أعشق الممثل القدير دريد لحام.

-هذا العام، عالجت الدراما المصريّة عدداً كبيراً من المواضيع وابتعدت بعض الشيء عن الأوضاع التي تعيشها. لماذا كان التركيز الأكبر في الدراما السوريّة على الوضع الذي تمر به؟

لا مجال للمقارنة بين ما تعيشه مصر وما تمر به سوريا، خصوصاً أنّ ظروف الأخيرة أكثر قساوة وتعقيداً، لذا حاولت أن تنقل بعضاً من الواقع، وابتعدت عن التنويع لأنّ ظروف التصوير ليست سهلة، بل هي قصّة حياة أو موت.

-هل ظلمت الدراما السوريّة هذا العام؟

الوضع المؤلم الذي يمر به الشعب السوري، انعكس سلباً على الدراما السوريّة. كل القطاعات في سوريا تأثّرت سلباً بما يجري من حولها.

-ثمّة أعمال عربيّة لم تلق أي دعم إعلامي هذا العام. لماذا برأيك؟

أرى أنّ عرض المسلسلات في شهر واحد قد يضّر ببعضها، لذا من الأفضل أن تبثّ على مدار العام حتى يستمتع المشاهد بمتابعتها، كما أنّ تأثيرها سيكون أكثر إيجابياً، خصوصاً أنّ مشاهدين كثيرين يتذمّرون من عدم تمكّنهم من متابعة كل الأعمال في الشهر الفضيل.

-هل تتضايقين حين تسألين عن سبب غيابك؟

إطلاقاً، بل أعتبر هذا الأمر دليل اشتياق ومحبّة وتقدير.

-هل أثّر الطلاق سلباً على قدرتك على التمثيل خلال الفترة الماضية؟

إطلاقاً، اعتدنا نحن الممثلين تقديم مشاهد كوميديّة ونحن في أصعب حالاتنا النفسيّة والجسديّة، لذا لم يكن لطلاقي أي تأثير على عدم مشاركتي في أي عمل خلال تلك الفترة السابقة.

-إنما بعض النساء قد يتأثّّرن بالطلاق، ما يشكّل عائقاً أمام مسيرتهن.

لا أحد يحبّذ الطلاق، وما من أحد تزوّج ويفكّر بالطلاق لاحقاً، إنما قد تحصل مثل هذه الأمور، وأنا أؤمن بأنّ ما حصل معي هو ربما عبرة لأتعلم منها لاحقاً. لا أنظر إلى الأمور من زاوية سوداويّة، إنما أعتبر أنّ كل أمر مهما كانت مرارته، هو بداية لتجربة جديدة، خصوصاً أنّ طلاقي من زوجي السابق تم برقي كبير.

-هل لا تزالان صديقين؟

لا نزال على تواصل، نطمئن على بعضنا بعضاً من فترة إلى أخرى، خصوصاً أنّ علاقة احترام ومودّة تجمعنا. عشنا خمس سنوات ونصف تحت سقف واحد، ولا أحد منا يستطيع أن يلغي هذه المرحلة من حياته.

-هل لا تزالين تؤمنين بالزواج؟

لا أريد أن أشغل بالي بهذه النقطة في هذه الفترة من حياتي، كل ما أريده أن أكون سعيدة.

-هل تشعرين بالندم؟

من يؤمن بربّه لا يقول كلمة «لو» أو «يا ليت».

-كيف ينظر المجتمع الشرقي إلى المرأة المطلّقة؟

مجتمعنا عبارة عن خليط من التناقضات إلى درجة يصعب عليه أحيانا أن يحكم بعدل. ما يهمّني هو أنّني متصالحة مع نفسي، وحين أضع رأسي على وسادتي، أنام مرتاحة البال ولا أعلّق على ما يقال.

-ثمة ممثلة مصريّة انفصلت عن زوجها لتعود إليه بعد فترة قصيرة. هل تؤيّدين هذا النوع من العلاقات؟

لست هنا لأحكم على أحد... رب العالمين أدرى بقلوب الناس، لذا لا يحق لأحد بأن يحاكم غيره لمجرّد ما يُقال أو يُكتب.

المزيد: نسرين طافش البطولة المطلقة في الدراما السـوريّة نــــادرة ، الجمهور يفضل الضحك مع نسرين طافش ، من هي نسرين طافش؟

 
شارك