انظري إلى الحياة بإيجابية وتفاؤل

حياتنا أشبه ببحر صاف يعكس نقاوة السماء، لكنّ هذا البحر سرعان ما يتحوّل إلى وحش هائج ما إن تكدّر صفوه المشاكل وصعاب الحياة. فإن لم نتمسّك بالأمل ولم نتحلّ بالقوّة اللازمة لنسبح عكس التيار، لا شكّ في أنّنا سنتوه بين أمواج الحزن المتلاطمة ونغرق في دوّامة من الكآبة والأسى. لذا لا تفكّري في الاستسلام وانظري بعين ملؤها التفاؤل إلى الحياة وسترين أنّ لكلّ مشكلة حلّها وأنّ التفكير الإيجابي هو سرّ السعادة ومفتاح النجاح.

لا بدّ من أنّك تشعرين أحياناً بغيرة من أولئك الأشخاص الذين يضجّون بالحياة ويعيشون بسعادة عارمة وترغبين في أن تختبري شعورهم هذا. ولا شك في أنّك تتساءلين باستمرار عن سرّ حضورهم الملفت الذي يأسر كلّ من حولهم. إذاً، اعلمي أنّ ذلك كلّه يكمن في نظرتهم إلى الحياة وفي طريقة تعاملهم مع مشاكلها، وتأكّدي أنّ التفكير بتروٍّ والتصرّف بإيجابيّة هما الوسيلة الفضلى لتحقّقي رغباتك وأحلامك، لأنّهما يذلّلان الصعاب ويجعلان من الحياة مغامرة ممتعة يحلو خوضها مع من يحيطك من أشخاص يحبّونك ويقدّمون لك الدعم الدائم.

أحبّي الحياة وعيشي لحظاتها بشغف وحماسة
تمسّكي بكلّ يوم أنعمت الحياة به عليك، وعيشيه كما لو كان آخر يوم من حياتك، وتذكّري أنّ اليوم الذي يمضي لن يعود مجدّداً وأنّ التعلّق بالحياة والنظر إليها بإيجابيّة أمر معد لن يلبث أن يجذب الآخرين إليك ويدفعهم إلى الاحتذاء بخطواتك.

خذي موقفاً
لا تقفي مكتوفة اليدين ولا تكتفي بمراقبة ما يدور من حولك، بل حاولي أن يكون لديك دوماً موقف فاعل ورأي حازم لا سيّما في المشاكل أو المواقف التي تواجهينها، ولا تنتظري وقوع المشاكل لتبدئي بالبكاء والنحيب عليها، بل سارعي إلى حلّها بعقلانيّة وبشكل جذري بغية تجنّب آفاتها غير المرغوب فيها، لأنّك مسؤولة عمّا تقومين به في حياتك ولأنّك لا تملكين سوى حياة واحدة، فلا تضيّعي فرصة الاستمتاع بها وعيشيها بسعادة وطمأنينة.

تحلّي بالقوّة والصلابة
ثقي على الدوام بأنّ كلّ لحظة تمرّين بها رائعة بحلوّها ومرّها، فالأمور العصيبة تواجهنا دوماً في الحياة ولا مفرّ بالتأكيد من الوقوع في المشاكل، لكنّ المهم في الأمر هو أن تكوني أقوى من الصعاب وأشدّ منها وألّا تسمحي لها بإضعافك, لأنّ في النهاية ستكون هناك لحظات سعيدة تمحو الحزن الذي مررت به. أعيدي النظر بإيجابيّة في مشاكلك وتعلّمي منها عدم الوقوع فيها مرّة أخرى وكيفيّة مواجهة المصاعب التي قد تصادفك في المرّة القادمة. عندها، ستتأكّدين أنّك في كلّ مرة تتخطّين فيها أزمة ما، ستزدادين قوّة وتصميماً على النجاح.

اشعري بالامتنان
كوني دوماً ممتنّة لما أنت عليه ولما تملكينه، إذ لا ضير من أن تكون لك أحلام وأهداف تطمحين إلى تحقيقها، لكن لا تنسي أن تكوني ممتنّة لما استطعت إنجازه حتّى الآن، لأنّ من لا يشعر بالرضى والامتنان لما هو عليه يميل دوماً إلى الظنّ بأنّه لا يملك شيئاً وبأنّ قدره المشؤوم حكم عليه بألّا يحقّق شيئاً، وهذا تفكير خاطئ بالطبع لأنّك إن عمدت إلى التفكير بإيجابيّة ستطردين من رأسك هذه الأفكار السوداويّة المتشائمة وستتحمّسين لتحقيق المزيد من النجاحات والطموحات.

اغتنمي الفرص المناسبة
اغتنمي كلّ فرصة تتاح أمامك كي لا تندمي عليها في ما بعد. ليس المقصود بذلك أن تغامري بأيّ عمل دونما أيّ تفكير، بل المراد من الأمر ألّا تخشي انتهاز الفرص المناسبة لك أو التي تشعرين للحظة بأنّها ستفيدك بطريقة أو بأخرى، لأنّه من المتعارف عليه أنّ الأشخاص الناجحين يتمتّعون بحاسة سادسة لا تخيب عندما يتعلّق الأمر بفرص جديدة يجب اغتنامها.

كوني مرحة على الدوام
من المفيد أن تتحلّي دوماً بحسّ الدعابة وروح الفكاهة، لأنّ الناس غالباً ما يحبّون رفقة الأشخاص الذين يجدون منفذاً للابتسامة والضحك حتّى في أحلك المواقف وأصعبها على الإطلاق. تعلّمي أن تبتسمي وتضحكي باستمرار وابدئي بالضحك على نفسك، أي لا تأخذي نفسك أو حياتك على محمل مبالغ فيه من الجدّ. كما أنّ التحلّي بحسّ الفكاهة أو الدعابة سمة تزيد من جاذبيّتك وتقوّي من شخصيّتك وحضورك وتدفعك بالتأكيد إلى التفكير دوماً بإيجابيّة وتفاؤل. فإن شعرت يوماً ما بالإحباط، لا تتردّدي في قراءة بعض الدعابات أو مشاهدة الأفلام الهزليّة، كما لا مشكلة في التصرّف بسذاجة مرّة كلّ فترة.

تجنّبي سماع الأخبار السيّئة
لا تبالغي في متابعة الأخبار اليوميّة، فالتكنولوجيا الحديثة لا توفّرنا من سماع الأخبار السيّئة، أكان عبر التلفاز الذي يمطرنا يومياً بوابل من أخبار العالم السيّئة من كوارث طبيعيّة أو حروب دمويّة ومشاكل سياسيّة واجتماعيّة واقتصاديّة أو عبر الراديو والبرامج الإذاعيّة التي تشجّع المواطنين على الاتصال ليشكوا همومهم ومشاكلهم. وهذا سبب وجيه قد يقضي على الشعور بالاندفاع والحماسة الذي يجب أن تتحلّي به قبل البدء بالعمل. لكنّ حلّ هذه المشكلة بسيط، إذ لحسن الحظ يمكننا التحكّم بكلّ ما يتهادى إلى مسامعنا وأذهاننا، فإن كان لا بدّ من متابعة الأخبار اليوميّة، ليكن ذلك مرّة واحد في اليوم. اكتفي بمطالعة الصحيفة مرّة واحدة في الأسبوع وحاولي الاستماع إلى الإذاعات والبرامج الموسيقيّة المسلّية والممتعة في سيارتك، وقلّلي قدر المستطاع من ساعات مشاهدة التلفاز حتّى وإن كنت ممن يهوون التلفاز، وتأكّدي من تجنّب متابعة البرامج الحزينة والمحبطة.

ابتعدي عن المتشائمين
تجنّبي إمضاء الوقت مع أشخاص تعرفين أنّهم قد يقلّلون من عزيمتك أو تفاؤلك في الحياة، إذ لا شكّ في أنّه من الجميل أن تكوني صديقة وفيّة وأن تقفي إلى جانب أصدقائك في وقت المحن، ومن الرائع أن تكوني كتفاً يستند إليه الآخرون ليتخطّوا مشاكلهم، لكن شرط ألّا يؤثّر ذلك على نفسيّتك المتفائلة وألّا يثبط من عزيمتك ويقوّض تفكيرك الإيجابي. لذا يمكنك أن تكوني شخصاً متفهّماً وواعياً من دون الحاجة إلى الغوص في أحزان الآخرين، وعلى هذا الأساس، حاولي دوماً أن تقدّمي النصائح البنّاءة التي تعكس تفاؤلك كي تحافظي على إيجابيّتك وروحك الفرحة، وبذلك ستنجحين بسهولة في رسم ابتسامة على شفتَي أيّ شخص يحاول الخروج من دوّامة كئيبة.

اختاري ألواناً زاهية
لوّني حياتك اليوميّة باختيار ملابسك وأكسسواراتها المرافقة من مروحة الألوان الزاهية، لأنّه ممّا لا شكّ فيه أنّ الألوان تؤثّر بطريقة أو بأخرى على مشاعر الفرد. فإن كنت تشعرين بأنّ المزاج الكئيب يغلب على تفكيرك، تجنّبي على الفور ارتداء الملابس القاتمة لا سيّما ذات اللون الأسود، أمّا إن كنت معتادة على ارتداء الألوان الداكنة، فاركني إلى زيادة وشاح زاهي الألوان أو حزام ملوّن إلى ملابسك، وستضفين بذلك لمسة من الحياة والطاقة على مظهرك.
انظري إلى الألوان المحيطة بك في المنزل وإلى ألوان الملابس في خزانتك، فإن شعرت لوهلة بأنّك بحاجة إلى تجديدها، لا تتردّدي في إضافة لمسة من الألوان الزاهية والفرحة إليها، وارتدي كلّ ما يشعرك بالتفاؤل والإيجابيّة ولا تدعي أحداً يملي عليك ما يجب أن تشعري به أو أن تفعليه.

مارسي هواياتك
لا تتركي وقت فراغك يستسلم لأفكارك المتشائمة، وحاولي أن تشغلي وقتك على الدوام بالنشاطات التي تحبّين القيام بها، إذ يمكنك على سبيل المثال أن تعاودي الاتّصال بصديقاتك القديمات للقيام بنشاط مسلّ أو للالتقاء والتحدّث ببساطة، كما يمكنك أيضاً أن تقصدي أحد المتاحف أو المعارض الفنيّة أو أن تستمعي إلى موسيقاك المفضّلة أثناء ارتشاف كوب من القهوة في بقعتك المفضّلة في المنزل بحثاً عن القليل من الاسترخاء، أو حتّى أن تطالعي كتاباً مسلياً أثناء التمدّد على السرير أو على الأرجوحة في الحديقة أو على الشرفة. وإن كنت تهوين الرياضة، حاولي أن تخرجي قليلاً من المنزل ومارسي رياضتك المفضّلة في وقت فراغك في أماكن تحبّينها كالطبيعة أو الشاطئ على سبيل المثال. ولا تتردّدي في تدليل نفسك، وجرّبي الاسترخاء في حمام ساخن، أو احكي قصّة لصغارك أو حتّى اطلبي من الآخرين أن يحكوا لك قصة ما. الأمر غاية في السهولة، لأنّه غالباً ما تكون الأمور البسيطة مصدر سعادة لنا وللآخرين.

لا تهملي مظهرك الخارجي
عندما تسمحين للتشاؤم والتخاذل بالتسلّل إلى حياتك، لا شكّ في أنّك ستهملين الاعتناء بمظهرك وبجمالك، إلّا أنّ ما تجهلينه هو أنّ الاعتناء بجمال المظهر يمنح المرأة شعوراً بالرضى والثقة كلّما نظرت في المرآة وكلما أثنى شخص ما على تألّقها، لأنّ ذلك ينسيها تكدّرها وينفخ فيها روح التفاؤل. لذا لا تنسي أن تذهبي إلى صالون التزيين من وقت إلى آخر وأن تغيّري قصّة شعرك لأنّ ذلك سيغيّر بالتأكيد من حالتك النفسيّة. كذلك لا تحصري دخولك إلى المطبخ في تحضير الطعام، إذ لا ضير من تحضير بعض الأقنعة المغذّية للبشرة والتي يمكنك وضعها على وجهك والاسترخاء لبعض الوقت، ما يمنحك صفاء داخلياً وإطلالة مشرقة تشعّ أملاً. وعندما يتسنّى لك الوقت، بادري إلى التسوّق مع صديقاتك لشراء الملابس الأنيقة التي تكمّل إطلالتك.

 
شارك