كسل وخمول بعد الإفطار

من منّا لم تشعر، ولو لمرّة واحدة في خلال فترات الصيام السابقة، بأنّها لا ترغب في فعل شيء سوء الاستلقاء مثلاً أمام التلفاز من دون القيام بأيّ مجهود، وذلك بعد وجبة إفطار تشاركتها مع أسرتها أو بعد يوم صيام مرهق.

والإجابة: لا أحد. نعم، فجميعنا اختبرنا هذا الشعور وتساءلنا عن الأسباب التي تكمن وراءه. وغالباً ما أُخبرنا أنّها ترتكز إلى النظام الصحّي الخاطئ. ولكن، لا بدّ من الإشارة إلى أنّ عوامل كثيرة تسبّب هذا الشعور بالخمول والكسل.

فكيف نعرّف هذا الشعور؟ ما هي أعراضه؟ وما هي الخطوات الواجب اتّباعها لتجنّبه، سواء من ناحية الغذاء أم من ناحية عادات يوميّة أخرى نمارسها؟

ماذا نعني بالخمول والكسل؟

الشعور بالخمول والكسل بعد الإفطار هو تعرّضك لمجموعة من الأعراض غير الاعتياديّة، وتتلخّص هذه بالآتي:

- عدم الشعور بالنشاط وعدم الرغبة في العمل.

- الشعور بالنعاس.

- الإحساس بهبوط عامّ في الجسم وبضعف في العضلات.

- الشعور السريع بالتعب من دون مجهود كثير يُبذل.

وقد تشمل بعض الحالات أعراضاً أقوى منها:

- التعرّق الزائد.

- العصبيّة المفرطة.

- الشعور برعشة في الجسم.

- الشعور بالجوع بسرعة.

لماذا ينتابنا هذا الشعور؟

ينتابك الشعور بالكسل والخمول بعد وجبة الإفطار حين يعجز جسمك عن التعامل بكفاءة تامّة مع الطعام الذي تناولته.

ما هي أسباب الكسل بعد الإفطار؟
تناول وجبة إفطار ثقيلة ودسمة

تندرج وجبة الإفطار الثقيلة والدسمة ضمن الأسباب الأكثر شيوعاً للكسل. فحين نتناول هذا النوع من الوجبات، تمتلئ معدتنا بطريقة سريعة، ما ينعكس سلباً على الجهاز التنفّسي ويؤدّي إلى صعوبة في التنفّس. ويعني ذلك تفاجؤ المعدة بكميّة الطعام الكبيرة وغير المتوقّعة التي تدخل إليها، ما يفرض عليها قضاء وقت أطول في معالجة المأكولات وهضمها.

امتلاء ما بعد الوجبات

أشار الاختصاصيّون إلى حالة الامتلاء ما بعد الوجبات التي يسبّبها الخلل في تنظيم الجهاز الهضمي لعمليّة مرور الطعام في داخله، ما يؤدّي إلى شعور مزعج بعسر الهضم، من دون أن ننسى الكسل والخمول اللذين يرافقانه.

انخفاض الضغط ما بعد الوجبات

انخفاض الضغط ما بعد الوجبات هو نوع من أنواع الضغط، ويسبّبه عجز القلب والأوعية الدمويّة عن ضخّ الدمّ لأجهزة الجسم المختلفة، فينخفض الضغط ونشعر بالكسل بعد تناول وجبتنا.

انخفاض السكّر ما بعد الوجبات

نعني بانخفاض السكّر ما بعد الوجبات الحالة التي تنخفض فيها نسبة الجلوكوز في الدمّ بشكل ملحوظ، ما لا يؤمّن للخلايا والأجهزة حاجتها من الطاقة للعمل بكفاءة. بالتالي، ينتابك نوع من الخمول فتشعرين بأنّك غير قادرة على أداء أيّ عمل أو مهمّة.

يوم صيام مرهق

على الرغم من حلول رمضان وانقطاعنا عن الطعام في أثناء ساعات اليوم، تحتاج كثيرات منّا إلى استكمال عملهنّ الروتيني وأداء واجباتهنّ، سواء في العمل أم في المنزل. ونتيجة للتعب الذي يشعرن به في خلال ساعات العمل، يصاب الجسم بالخمول بعد الإفطار إذ يكون بحاجة إلى الراحة والاسترخاء.

جفاف الجسم

قد تكونين من اللواتي يجهلن أهميّة السوائل والمشروبات الصحيّة في وجبات الإفطار، فتهملين تناولها أو تشربين كميّة ضئيلة منها، وهذا ما يؤدّي إلى الشعور بالكسل بعد تناول الطعام.

نظام غذائي سيّئ

يرتبط الشعور بالكسل والخمول بعد الإفطار، في حالات كثيرة، بالنمط الغذائي السيّئ الذي نتّبعه والذي يجعل الجسم غير قادر على امتصاص الفوائد الغذائيّة المتنوّعة. بالتالي، تتراجع مستويات الطاقة في الجسم ونصبح عاجزات عن أداء أيّ عمل بكفاءة ونشاط.

ما هي الحلول إذاً؟
غيّري المواعيد

لا ضير من تعديل مواعيد الوجبات الرمضانيّة. فالتبكير في الإفطار يُعدّ من العادات الصحيّة التي يمكنك اتّباعها في هذه الفترة من العام، بالإضافة إلى تأخير السحور، ما يتيح للمعدة الوقت الكافي لهضم الطعام.

عدّلي في غذائك

لتجنّب هذا الشعور المزعج في فترة الصيام، لا بدّ من إدخال تعديلات على نظامك الغذائي: ابتعدي أوّلاً عن الوجبات الدسمة والثقيلة واستبدليها بأطعمة صحيّة تكثر فيها العناصر الغذائيّة المفيدة كالألياف الموجودة في الخضار الورقيّة مثلاً. بالإضافة إلى ذلك، احرصي على مضغ الطعام جيّداً قبل بلعه لتفادي عسر الهضم الذي يسبّب الخمول. ولم لا تقسّمين وجبة الإفطار إلى قسمين أو ثلاثة، لتدخلي كميّات متوازنة ومتقطّعة إلى معدتك. أمّا بالنسبة إلى كميّة السكّر والحلويات، فانتبهي إلى الكمّ الذي تتناولينه من دون الإفراط فيه.

ركّزي على النشويّات

لا بدّ لك أيضاً من التركيز على مصادر البروتينات والنشويّات كالأرزّ مثلاً، لأنّها مصدر للكربوهيدرات التي تمدّ الجسم بالطاقة.

أكثري من العصائر

على مدار الوجبات الرمضانيّة، لا تنسي شرب السوائل وأهمّها المياه والعصائر الصحيّة لتتجنّبي جفاف جسمك. ولا بدّ من الإشارة إلى ضرورة ابتعادك عن المشروبات التي ترتفع فيها نسبة السكّر، لا سيّما إن كانت معدتك لا تزال فارغة.

تناولي التمر

أثبتت الدراسات والأبحاث الفائدة العلميّة لتناول ثلاث حبّات من التمر تقريباً عند وجبات الإفطار، لا سيّما للذين يعانون من الصداع والدوخة والتعب، نتيجة نقص معدّلات السكّر في الدمّ في خلال فترة الصوم.

لا تنامي مباشرة

بعد وجبة الإفطار، وعلى الرغم من التعب الذي قد تشعرين به ومن الرغبة في الخلود إلى الفراش،
لا تنامي مباشرة بعد الأكل، إنّما اسعي إلى ممارسة أيّ نشاط مع الأسرة أو اجتمعي مع الحاضرين لتشاهدوا معاً البرامج التلفزيونيّة الممتعة التي تُعرض في هذه الفترة من العام.

لا تستسلمي للكسل

حتى ولو شعرت بالكسل أو أحسست بالخمول، لا تستسلمي له. إنّما، على العكس، استفيدي من اللقاءات التي تجمعك بالأهل والأقارب حول مائدة الإفطار أو السحور واستغلّي الأجواء الاجتماعيّة في هذا الشهر لتبادل الزيارات الرمضانيّة مع الأصدقاء.

مارسي الرياضة

لتبعدي عنك الكسل، احرصي على تحريك جسمك بعد وجبات الإفطار. قومي مثلاً بنزهة مع أفراد أسرتك سيراً على الأقدام، فتستمتعون بوقتكم معاً وتتجنّبون الخمول.

اقرئي أيضاً: للغذاء أهميّة في الشهر الكريم، تمتّعي بكامل صحّتك في الصوم، الأطعمة التي تصعّب الصوم

 
شارك