حياة صحيّة للأمّ المثاليّة

منذ الصغر وأنت تحلمين بالوقت الذي تصبحين فيه ربّة منزل تعتني بزوجها وتقدّم لأطفالها كل المحبّة والحنان. وبعد أن تحقّق حلمك، ها أنت تسعين جاهدة إلى إنجاز مهامك ومسؤوليّاتك كأمّ مثاليّة قادرة تماماً على تحقيق التوازن بين عملها من جهة وأسرتها من جهة أخرى. إلّا أنّه يحقّ لك أيضاً أن تعيشي حياة صحيّة وتمنحي نفسك بعض الاهتمام. فكيف يكون ذلك؟

مارسي بعض التمارين

كثيرة هي الأعمال التي لا بدّ لك من إنجازها في المنزل، والتي تأخذ الكثير من وقتك وتمنعك من ممارسة التمارين الرياضيّة. فلو تعذّر عليك مثلاً إيجاد ثلاثين دقيقة متواصلة للرياضة، لا تتردّدي في تقسيم ذلك على فترات متقطّعة. ففيما أنت تنتظرين الطعام لينتهي، قومي ببعض التمارين السهلة في المنزل. يمكنك أيضاً، عندما تصطحبين ابنتك الصغيرة إلى الحديقة لتلعب، أن تشاركيها ركوب الدراجة أو اللعب بالطابة. بهذه الطريقة، تحرّكين جسمك وتمارسين بعض التمارين التي تفيدك.

احصلي على الوجبات الغذائيّة الأساسيّة

غالباً ما تجدين أنّ الوقت لا يكفي للانتهاء من كل الأعمال الواجب إنجازها. لذلك، تتغاضين عن تناول الوجبات الأساسيّة خلال اليوم، وتكتفين بالوجبات الخفيفة، التي لا تكون دائماً صحيّة. ننصحك من الآن وصاعداً بعدم إهمال هذا الجانب الصحي من حياتك، وتخصيص وقت كاف لتناول الوجبات الثلاثة الرئيسة، وهي الفطور والغداء والعشاء. استيقظي مثلاً قبل نصف ساعة ليتسنّى لك تناول فطورك الشهي الذي تحضّرينه بنفسك، وخذي عند الظهر فترة استراحة من العمل لتستمتعي بغداء لذيذ. وعند العشاء، جهّزي وجبة تحبّينها لتتشاركيها مع الزوج والأولاد.

تناولي وجبات خفيفة وصحيّة

إضافة إلى تناول الوجبات الثلاثة الأساسيّة، لا بدّ لك من الحصول على وجبات غذائيّة صحيّة تعزّز طاقتك ونشاطك خلال النهار. لذلك، استهلكي أطعمة مفيدة كالفواكه، وخذي معك إلى العمل نوعاً مختلفاً كل يوم، فلو تناولت اليوم الجزر، كلي الليمون أو الموز غداً. فبفضل هذا التنويع، تزوّدين جسمك بكل العناصر الغذائيّة التي يحتاج إليها.

احصلي على الفيتامينات يوميّاً

غالباً ما تحرصين على اتّباع نظام غذائي سليم، فتختارين لك ولأفراد أسرتك طعاماً صحيّاً غنيّاً بالعناصر المفيدة. وعلى الرغم من ذلك، تبقى حبوب الفيتامينات ضروريّة لملء الثغرات الغذائيّة التي قد لا تنتبهين إليها. انطلاقاً من ذلك، استشيري طبيبتك لتحدّد لك النوع المناسب لجسمك واحرصي على تزويد نفسك به بشكل يومي.

لا تهملي صحتك

إذا كنت تتّبعين نظاماً غذائيّاً سليماً وتمارسين الرياضة، فهذا لا يلغي ضرورة الاهتمام بصحّتك، ونعني بذلك ألّا تهملي الزيارات الدوريّة إلى طبيبتك كي تطمئنّي إلى سلامتك، ولا ضير أيضاً من إجراء الفحوصات الأساسيّة كتلك المتعلّقة بضغط الدمّ والسكري ومستويات الحديد والفيتامينات في الدمّ. فباتّباع هذه الخطوة، تتجنّبين المضاعفات الصحيّة وتبعدين عنك الأمراض قدر الإمكان.

خصّصي وقتاً لصديقاتك

عندما تبنين صداقات ناجحة مع جاراتك أو زميلاتك أو نساء أخريات تلتقين بهنّ، تخفّفين من الضغوطات التي تواجهك فتشعرين بمزيد من السعادة. لذلك، وعلى الرغم من المشاغل الكثيرة التي تملأ يوميّاتك، اسعي جاهدة إلى إيجاد وقت تقضينه مع صديقاتك، تمارسن خلاله هواياتكنّ المفضّلة أو تخرجن للتسوّق أو تناول القهوة مثلاً.

امضي وقتاً مع زوجك

لا شكّ في أنّ الأمومة هي الشعور الأجمل في العالم، إلّا أنّها تزداد عاطفة وحناناً حين تترافق مع الحبّ الذي تتبادلينه مع زوجك. فما أجمل أن تحافظي على هذا الرابط الرومانسي الذي جمعكما، من خلال تنظيم نشاطات تقومان بها معاً. ونعني بذلك أن تخرجا، ولو مرّة في الأسبوع، لتناول العشاء في مقهاكما المفضّل، أو أن تذهبا في رحلة رومانسيّة للاحتفال بالمناسبات المهمّة كأعياد الميلاد أو يوم الحبّ مثلاً. أبعدي الملل والروتين عن علاقتك بالشريك، فذلك يعزّز حبّك لذاتك ويدفعك إلى عيش حياة سعيدة وسالمة.

تخلّصي من الضغوطات بطرق إيجابيّة

ككل الأمهات، تشعرين في أحيان كثيرة بأنّك تتحمّلين أكثر من طاقتك. فبالإضافة إلى المهامّ التي توكل إليك في العمل، تزداد متطلّبات أفراد الأسرة وتتكدّس المسؤوليّات. ومع ازدياد حدّة التوتّرات، تكثر نوبات الغضب فتعجزين، مرّة بعد أخرى، عن حلّ المشاكل بطريقة بنّاءة ومنطقيّة. إلّا أنّ علاج هذه المسألة سهل للغاية، ولا يتطلّب منك سوى جهود قليلة: ابحثي عن منافذ إيجابيّة لمشاعرك السلبيّة كالذهاب في نزهة مثلاً عند مغيب الشمس أو في الصباح الباكر قبل استيقاظ الجميع، أو ممارسة اليوغا، أو الحصول على تدليك في أيّ سبا قريب من منزلك، أو حتى الاستمتاع بحمّام ساخن طويل للتنفيس عن غضبك وتوتّرك والاسترخاء.

اعتني بنفسك

بالإضافة إلى الوقت الذي تخصّصينه لصديقاتك وذلك الخاصّ بك وبزوجك، جدي وقتاً كي تعتني بجمالك. زوري مصفّف الشعر وخبيرة التجميل الخاصّة بك باستمرار كي تحافظي على أناقة عصريّة تلفت الأنظار. واحرصي أيضاً على زيارة السبا للحصول على تدليك لجسمك وعلى علاجات خاصّة لوجهك، فتحاربين علامات التقدّم في السنّ وتعزّزين رونقك وتألّقك. ولا بدّ من الإشارة أيضاً إلى ضرورة اختيار التصاميم العصريّة والأنيقة التي تنحت قوامك، فجمالك الخارجي يزيدك ثقة بالنفس وحبّاً للحياة.

حثّي محيطك على العادات الصحيّة

من الضروري أن تنقلي العادات الصحيّة إلى محيطك، ولا سيّما أفراد أسرتك، فتحثّينهم على اتّباع نظام غذائي صحي وعلى الاهتمام بصحّتهم. بالإضافة إلى ذلك، أحيطي نفسك بأناس إيجابيّين يبحثون عن الغاية نفسها، فانضّمي مثلاً إلى صفحة على موقع Facebook تكون خاصّة بالأمهات، وتتناول مواضيع تهمّك كوصفات الطبخ ونصائح حول تربية الأطفال وإرشادات لترتيب المنزل...

لا تتخلّي عن طموحاتك

أظهرت الدراسات أنّ الترقّب مهمّ، لا سيّما عندما ننتظر تحقيق أمر معيّن أو إنجاز شيء لطالما أردناه. وانطلاقاً من ذلك، ولتحافظي على حياة صحيّة من الجوانب كافّة، لا تتخلّي قطّ عن طموحاتك وعن رغبتك في تحقيق أحلامك. فلو أردت مثلاً الحصول على إجازة في اللغة المفضّلة لديك، تابعي دراستك ولو في المنزل على الإنترنت. فهكذا، سيكون لحياتك معنى وستشهدين تقدّماً على الصعيدين المهني والشخصي.

استمتعي بالحاضر

نعم، التفكير في المستقبل ضروري، والعودة إلى الماضي للتعلّم من أخطائه أمر لا بدّ منه أيضاً. إلّا أنّ عيش الحاضر يُعتبر خطوة هامّة، لذلك، استمتعي بالتجارب التي تمرّين بها، وتعلّمي كيف تقدّرين الأشياء من حولك وكيف تعزّزين شعورك بالامتنان.

إقرئي أيضاً: جويل مردينيان تحتفل بالأمومة على طريقتها ، رحلتك المقبلة إلى دبي مع الريتز كارلتون  ، أزهار تدوم طويلاً، كحال المشاعر في قلبك

 
شارك