آلام الرأس في الشهر الفضيل

مع حلول الشهر الفضيل، وإثر الانقطاع عن الطعام طوال النهار، تعاني غالبيّتنا، إن لم نكن جميعنا، من آلام الرأس. وتتعدّد الأسباب الكامنة وراء هذه المشكلة التي تؤثّر سلباً على حياتنا، ولا سيّما إن كنّا نستمرّ في إنجاز مهمّاتنا اليوميّة بشكل اعتيادي.

إلّا أنّ الخبراء والأطبّاء أكّدوا إمكانيّة تفادي آلام الرأس من خلال عدد من الخطوات التي لا بدّ من إدخالها إلى نمط حياتنا في هذا الشهر الفضيل.

تعرّفي معنا اليوم على الأسباب التي تؤدّي إلى الإصابة بهذا النوع من الآلام وعلى كيفيّة تجنّبه بعادات صحيّة نتّبعها.

آلام الرأس في الصيام

إنّ الشهر الفضيل هو فترة مقدّسة لدى المسلمين في كل أنحاء العالم، لذلك نحرص على احترام الصيام فننقطع عن الطعام من شروق الشمس حتى مغيبها. دراسات كثيرة أجريت على الصيام، وبيّنت أنّ الامتناع عن الطعام والشرب قد يكون سبباً في إصابة الفرد بآلام في الرأس، مع الإشارة إلى أنّها تتراوح بين الخفيفة والمعتدلة. إلّا أنّ الأبحاث أشارت أيضاً إلى عدد من الخطوات التي تساعد في تجنّب هذه الآلام. لذلك، سنعمد على إطلاعك عليها بعد الإجابة على عدد من الأسئلة التي قد تطرحينها.

متى قد نصاب بهذه الآلام؟

تصيب آلام الرأس الغالبيّة في فترة بعد الظهر أو عند المساء قبل الإفطار مباشرة. فطول النهار، وفي خلال صيامنا، يزداد ألم الرأس تدريجيّاً حتى الليل.

من أكثر عرضة للإصابة بها؟

إن تساءلت عن الأشخاص الذين هم أكثر عرضة للإصابة بآلام الرأس في شهر رمضان الكريم، فاعلمي أنّنا جميعنا معرّضون لهذه الآلام، سواء عانينا منها بشكل دوري في خلال يوميّاتنا أو لم نواجهها سوى نادراً. ولكنّ الخبر السارّ هو إمكانيّة معالجة هذه الآلام أو تجنّبها من دون الاضطرار إلى التوقّف عن الصيام.

لماذا نعاني من هذه الآلام؟ وكيف نعالجها؟
الجفاف

تعلمين طبعاً أنّ عدداً من الأطعمة التي تتناولينها يوميّاً يعزّز ترطيب جسمك، إلى جانب المياه والسوائل التي تشربينها على أنواعها. أمّا في شهر الصيام، ومع الانقطاع عن الطعام والشرب، يعاني جسمك من نوع من الجفاف، ما يسبّب آلام الرأس.

والحلّ؟

لأنّ نسبة كبيرة من الدماغ ترتكز على المياه، تشعرين بآلام الرأس حين تتقلّص نسبة هذا السائل. لذلك، ولحلّ هذه المشكلة، احرصي على تعزيز كميّة المياه التي تشربينها قبل انطلاق الصيام في النهار، وعلى الإكثار من السوائل والمشروبات الصحيّة عند وجبة الإفطار.

انخفاض معدّل السكّر في الدمّ

يسبّب انخفاض معدّل السكّر في الدمّ آلاماً في الرأس، وهو أمر مزعج طبعاً. فبعد أن يكون الجسم قد اعتاد على كميّة معيّنة من السكّر يوميّاً، لن يكون عدم حصوله على معدّله الاعتيادي أمراً طبيعيّاً.

والحلّ؟

إن اعتقدت أنّ حلّ هذه المشكلة يكمن في حصولك على طبق حلو الطعم عند السحور قبل الصيام طوال النهار، فأنت على خطأ. فمن خلال هذه الخطوة، ترفعين معدّل السكّر في الجسم بشكل سريع قبل أن يعود وينخفض بشكل سريع أيضاً أثناء الصيام، ما يزيد آلام الرأس بدلاً من تخفيفها. لذلك، لا تكثري من كميّة السكّر التي تتناولينها عند السحور واحرصي على اعتدالها، لتؤمّني حاجة جسمك من هذا المكوّن وتتجنّبي الإصابة بآلام أنت بغنى عنها.

تراجع نسبة الكافيين

إن كنت من اللواتي اعتدن على شرب القهوة يوميّاً، لا شكّ في أنّك ستعانين من آلام في الرأس خلال الشهر الفضيل، وذلك نتيجة حاجتك إلى الكافيين. وقد تحصلين على هذا الأخير من مشروبات أخرى كالشاي مثلًا. وحين تنقطعين عن الطعام والشرب، لا يحصل جسمك على الدفعة التي اعتاد عليها، فتعانين من آلام في الرأس. ما هو الحلّ إذاً في هذه الحالة؟

الحلّ

لتجنّب آلام الرأس خلال شهر رمضان نتيجة تراجع نسبة الكافيين في جسمك، لا بدّ لك من اتّباع هذه الخطوة السهلة والبسيطة: قبل أسابيع قليلة من بدء الصيام، خفّفي تدريجيّاً استهلاكك للكافيين. ولا بدّ من الإشارة أيضاً إلى إمكانيّة شرب فنجان من القهوة عند السحور قبل بدء يوم الصيام لتجنّب الإصابة بهذه الآلام أيضاً.

عوامل إضافيّة ابتعدي عنها

بالإضافة إلى جفاف الجسم وانخفاض معدّل السكّر في الدمّ وتراجع نسبة الكافيين، ثمّة عوامل إضافيّة تعزّز الإصابة بآلام الرأس، كالحصول مثلاً على ساعات قليلة من النوم والراحة والتعرّض لضغوطات كثيرة والشعور بالتوتّر المستمرّ.

والحلّ؟

لتجنّب آلام الرأس التي تسبّبها هذه العوامل، حاولي الابتعاد عنها قدر الإمكان. ونعني بذلك أن تحصلي على ساعات كافية من النوم، لتمنحي جسمك الطاقة اللازمة لاستكمال نهاره. ولا شكّ في أنّ اللقاءات الرمضانيّة تعني السهر مع أفراد الأسرة ومشاهدة البرامج التلفزيونيّة الخاصّة بهذا الشهر وتبادل الأحاديث حتى ساعات الفجر الأولى أحياناً، ولكن أمر أساسي أن تسيطري على عاداتك الصحيّة وتحرصي على النوم لفترة كافية، ولا سيّما إن كنت من النساء العاملات اللواتي تنتظرهنّ مسؤوليّات جديدة وأساسيّة مع بداية كل يوم، سواء في العمل أو في المنزل.

بالإضافة إلى ذلك، حاولي الابتعاد عن مصادر التوتّر والغضب، وحافظي على هدوئك. فلو أزعجك مثلاً أمر ما في العمل، تحكّمي بأعصابك وحاولي حلّ المشكلة برويّة ومن دون ضغوطات.

النظام الغذائي أساسي

كيف نتحدّث عن الشهر الفضيل من دون أن نذكر النظام الغذائي والمأكولات التي تمتدّ على المائدات الرمضانيّة. وبالنسبة إلى آلام الرأس، يساعد الطعام الذي نتناوله عند الإفطار والسحور في تجنّبها قدر الإمكان. لذلك، ينصح الخبراء بتناول وجبات متوازنة، لا سيّما عند السحور، على أن ترتكز بشكل أساسي على الزبادي وخبز القمحة الكاملة والخضار والفاكهة، وبخاصّة تلك التي تمدّ الجسم بالسكّر تدريجيّاً.

بعيداً عن أشعّة الشمس

لا بدّ لك أن تعلمي أنّ تجنّب التعرّض لأشعّة الشمس، ولا سيّما في هذه الفترة من العام، ضروري لتمنعي إصابتك بآلام الرأس المزعجة. لذلك، انتبهي إلى الأوقات التي تخرجين فيها وتأكّدي من اتّباع الوقاية اللازمة، سواء لبشرتك أو لرأسك، كوضع قبّعة على سبيل المثال.

متى أزور الطبيب؟

إن اتّبعت الخطوات الضروريّة جميعها من دون أن تنجحي في تجنّب آلام الرأس، فاعلمي أنّه عليك استشارة طبيب متخصّص يحدّد لك حلول مشكلتك، من دون اضطرارك إلى التوقّف عن الصيام. فقد يصف لك مثلاً المسكّنات المناسبة أو ينصحك بخطوات تلائم أسلوب حياتك.

اقرئي أيضاً: ما هي العلاقة بين الأرق وعدم فقدانك للوزن الزائد؟، كسل وخمول بعد الإفطار، الاحتفاظ بالأسرار يضرّ بالصحة

 
شارك