كيف تعزلين نفسك عن مشاكل محيطك

 

لا تخلو الحياة من المشاكل، فحين تستقرّ أمور منزلك تواجهين أزمة طارئة في العمل والعكس صحيح، فتشعرين أنّك في دوّامة لا مجال للخروج منها. كيف تعزلين نفسك إذاً عن مشاكل محيطك لتركّزي على تحقيق أهدافك الكبرى؟

هل تجدين نفسك غارقة في الأزمات، من تدهور حالة والدتك الصحيّة، إلى تردّي وضع زوجك المهني، ومشادّاتك الكلاميّة التي لا تنتهي مع زميلتك الغيّورة في العمل فمشكلة شقيقتك مع زوجها الخائن؟

اقرئي:

 

حال الجميع

هذه حال الجميع، فالمشاكل لا تفرّق بين أحد والحياة هي عبارة عن سلسلة اختبارات. قد ترتاحين لفترة معيّنة إلّا أنّك خلال فترات أخرى تواجهين أثقالاً كثيرة تتطلّب منك أن تكوني قادرة على التحمّل.

التفكير بموضوعيّة

لا تنخدعي بالمظاهر أو بكلام بعض الصديقات اللواتي يعملن على إبراز حياتهنّ خالية من الهموم والمشاكل، فالاختلاف الوحيد بينك وبينهنّ هو أنّهنّ قادرات على إبعاد مشاعرهنّ والتفكير بموضوعيّة في الأمور كي يبقين بمنأى عن التوتّر الذي لا يساعد أبداً على حلّ الأزمات. فكيف تعزلين نفسك إذاً عن مشاكل محيطك لتحافظي على توازنك النفسي من جهة، وتتمكّني من إيجاد حلول منطقيّة لها من جهة أخرى؟

القوّة أساسيّة للاستمرار

تقول السيّدة شيماء (34 عاماً): «علينا أن نتقبّل فكرة أنّ الحياة ليست سهلة ولن تكون يوماً كذلك، لذا يجب أن نكون قويّات وألّا نخاف من كثرة المسؤوليّات، بل أن نتوقّع ازديادها مع تقدّمنا في السنّ» .

قسوة الحياة أكبر مدرسة

تضيف: «عشت أيّاماً صعبة شعرت خلالها بأنّ المشاكل التي أعاني منها لن تنتهي، فزوجي خسر عمله وأجبر على السفر، أمّا أنا، فاضطررت إلى الاهتمام بأطفالي بمفردي والحفاظ على عملي في الوقت نفسه،  ولم يكن ذلك بالأمر السهل إذ بدأ أدائي الوظيفي يتراجع وكدت أخسر عملي، وهو أمر لم يكن وارداً في ظلّ الظروف الماديّة الصعبة التي عشناها».

اقرئي:

فترة ستمرّ رغم صعوبتها

تستطرد السيّدة الثلاثينيّة: «بقيت أقول في نفسي إنّ الوضع الراهن آنيّ وإنّ المشاكل ستنجلي قريباً، وقد ساعدتني ممارسة الرياضة كثيراً على التخفيف من حدّة التوتّر، فكنت أمشي لمدّة نصف ساعة بعد العمل وأعود إلى البيت وقد تجدّد نشاطي، وهذا ما قمت به صباحاًَ أيضاً، وقد اكتشفت أنّ الرياضة قادرة على تجريدي من المشاعر السلبيّة ومدّي بالطاقة النفسيّة والجسديّة اللازمتين للانطلاق في يوم ناجح».

وسائل تشغل العقل

إلهاء العقل عن التفكير بالمشاكل عن طريق ممارسة النشاط الجسدي يعتبر وسيلة ناجحة للابتعاد عن التوتّر، وفي حال لم يكن لديك الوقت الكافي لذلك يمكنك القيام بالأعمال المنزليّة  أو الطبخ أو الاستماع إلى الأغاني التي تحبّينها.

اللجوء إلى صديقة

من جهتها، لجأت السيّدة أمال إلى صديقتها المقرّبة كي تساعدها على فصل مشاكل العمل عن حياتها الخاصّة داخل المنزل.

تقول: «بعد عودتي إلى البيت، كنت أستمرّ بالتفكير في ما حصل مع المديرة أو في البريد الإلكتروني الذي تضمّن تعليقاً سلبيّاً على عملي».

وتضيف السيّدة: «انزعج زوجي وأولادي من حالتي وحين أخبرت صديقتي المقرّبة بما يجري معي أقنعتني بالخروج يوميّاً لمدّة نصف ساعة بعد العمل لشرب القهوة في مقهانا المفضّل».

تغيير المكان

تستطرد السيّدة أمال: «اكتشفت أنّ تغيير المكان كفيل بتحويل مجرى أفكاري نحو أمور أخرى، فقد أصبحت أنشغل بمراقبة الحضور في المقهى، والضحك على نكتة تخبرها صديقتي، وتذكّر أمر مسلّ من ماضينا. وبهذه الطريقة بتت أشعر بأنّ مشاكل العمل بسيطة يمكن حلّها، وبأنّ الاستمتاع باللحظة من دون التفكير بما سيحمله الغد هو أساس العيش براحة».

كسر الروتين

من المؤكّد أنّ كسر الروتين يحسّن المزاج ولكنّه يتطلّب في الوقت نفسه إرادة ورغبة حقيقيّة في الخروج من دائرة القلق والتوتّر، فالبحث في داخلنا عن الطرق التي تسعدنا فعلاً أمر ضروري من حين إلى آخر كي نرتاح من الصعوبات اليوميّة التي يمكن أن تعترضنا.

كتلة مشاعر

من المستحيل ألّا نتأثّر بالمشاكل فنحن عبارة عن كتلة مشاعر وأحاسيس، كما أنّ ردود أفعالنا تنتج في كثير من الأحيان عن تأثّرنا بالعوامل المحيطة بنا.

التحلّي بالهدوء

ما يمكن فعله هو التحلّي بالهدوء في الظروف الصعبة، ومحاولة إيجاد المخارج المنطقيّة لكل مشكلة، لأنّ الخوف والانزعاج وحتى الحزن لن تغيّر الوضع الحالي بل ستزيده تعقيداً.

دور السفر

يساعدك السفر على نسيان المشاكل لبعض الوقت، والتوصّل إلى حلول لم تتمكّني من التفكير فيها وأنت في قلب المشكلة، فالابتعاد كفيل بتصفية الذهن وتخفيف التوتّر، كما أنّك قد تجدين حين عودتك أنّ الموضوع انتهى ووصل إلى خواتيمه.

وسائل التواصل الاجتماعي

تؤدّي وسائل التواصل الاجتماعي دوراً كبيراً في هذا المجال إذ تساعدك على فصل الأمور عن بعضها وتبعدك عن المشاكل لبعض الوقت وتجعلك أكثر انفتاحاً على العالم وقضاياه المختلفة.

اقرئي:

انتقاء الأنسب

إنّ التركيز على الأخبار السياسيّة والاقتصاديّة والمعيشيّة قد يزيد من توتّرك وانزعاجك. لذلك، يجب أن تحسني انتقاء المجالات التي تقرئينها كي تستمدّي الطاقة الإيجابيّة وتعكسيها على مختلف نواحي حياتك.

تحقيق الطموحات

ممّا لا شكّ فيه أنّه لديك الكثير من الأحلام والطموحات التي ترغبين في تحقيقها على الصعيد الشخصي والأسري والدراسي والمهني والعاطفي. لذلك، لن يفيدك التركيز على ناحية واحدة وإهمال النواحي الأخرى، فبهذه الطريقة تستنفدين كل طاقاتك وتضيّعين وقتك والكثير من الفرص.

فنّ الفصل

من الضروري إذاً أن تتقني «فنّ الفصل» وأن تخصّصي وقتاً وطاقة فكريّة وجسديّة لكل موضوع على حدة.

 
شارك