بالطعام تبعدين عنك الكآبة

من منّا لم تشعر يوماً بالحزن والكآبة بعد ظروف قاسية واجهتها أو إثر ضغوطات الحياة ومشاغلها الكثيرة. نتيجة لذلك، ثمّة من يفرطن في تناول الطعام وأخريات ينقطعن تماماً عن الأكل. ولكن، هل تعلمين أنّ تناول بعض المأكولات يساهم في إبعاد هذه المشاعر السلبيّة عنك؟

كشفت دراسات كثيرة أنّ الكآبة التي نصاب بها أحياناً لا ترتبط بالظروف القاسية التي نواجهها في حياتنا وحسب، بل تتعلّق أيضاً بسوء التغذية وبنقص عدد من العناصر الغذائيّة في الجسم، وهذا ما يؤثّر سلباً على الجهاز المناعي على المدى الطويل، من دون أن ننسى المشاكل الصحيّة الأخرى التي تنتج عن ذلك أيضاً.

كيف تؤثّر الأطعمة على الكآبة؟ ما هي المأكولات التي تبعد عنّا هذا الشعور؟ وهل من طعام لا بدّ من تجنّبه؟

اكتشفي الإجابات عن تساؤلاتك جميعها في ما يأتي.

بين الطعام والكآبة

إن كنت تتساءلين عن العلاقة بين الطعام والكآبة، اعلمي أنّ أنواعاً عدّة من المأكولات تحتوي على مواد غذائيّة تؤثّر في خلايا الجهاز العصبي، فيرسل هذا الأخير رسائل يكون تأثيرها إمّا سلبيّاً أو إيجابيّاً على مزاجك وحالتك النفسيّة. ومن هذه المواد نذكر مادّة السيروتونين التي تتميّز بقدرتها الكبيرة على تغيير المزاج، فهي تعمل على تحسين المشاعر وتعزيز إيجابيّتها مع إبعاد الكآبة والحزن. وتجدر الإشارة إلى أنّه كلّما انخفض معدّل السيروتونين في الدم، كلّما ازدادت إمكانيّة الإصابة بالكآبة التي قد تصل إلى مراحل متقدّمة تفرض تداعياتها على حياة الفرد الذي يعاني منها.

الحلّ في المأكولات المناسبة

قد تكونين من اللواتي ينقطعن عن الطعام تماماً حين يشعرن بالحزن والكآبة، أو على العكس قد تفرطين في كميّة المأكولات التي تتناولينها. وفي الحالتين، تعجزين عن مواجهة هذا الإحساس بالطريقة الصحيحة. لذلك، لا بدّ لك من اختيار الأطعمة المناسبة التي تساعد في إبعاد الكآبة، مع تجنّب بعض الأنواع التي لها تأثير معاكس.

اختاري الخضار ذات الأوراق الداكنة

قد لا تعلمين أنّ تناول الخضار ذات الأوراق الداكنة يؤدّي دوراً كبيراً في محاربة الكآبة والضغوطات النفسيّة. ونعني بهذه الخضار السبانخ مثلاً والهندباء والفول الأخضر والسلق وغيرها... وإن تساءلت عن السرّ وراء هذه الميزة، فاعلمي أنّ هذا النوع من الخضار يحتوي على حمض الفوليك، وهو مادّة مضادّة للكآبة بحسب ما أكّده الخبراء في هذا المجال. لذلك، ولتتجنّبي هذه المشاعر السلبيّة، الجئي إلى الخضار الداكنة أوراقها باستمرار.

أدخلي الأطعمة الغنيّة بحمض الفوليك إلى غذائك

سبق وذكرنا أنّ الخضار التي تتميّز بأوراق داكنة تحارب الكآبة بفضل غناها بحمض الفوليك. ولأنّ هذا الأخير يعتبر مادّة مضادّة لهذا الشعور، لا تتردّدي في تناول الأطعمة التي تغتني به أيضاً، إلى جانب هذا النوع من الخضار، كالبرغل والهليون والحمّص والفاصولياء على أنواعها وغيرها الكثير. وكوني أكيدة من أنّ تناول حمض الفوليك يوميّاً يبعد الكآبة عنك.

ما علاقة ثمار البحر بالكآبة؟

إن سمعت يوماً عن قدرة ثمار البحر على محاربة الكآبة والضغط النفسي، فاعلمي أنّ هذه المعلومة صحيحة. فهذا النوع من الطعام يحتوي على الملح المعدني  أو ما يُعرف بالسيلينيوم. بالإضافة إلى ذلك، تحتوي ثمار البحر والأسماك على الفيتامين E الذي يؤدّي أيضاً دوراً أساسيّاً في إبعاد مشاعر الحزن والإحباط عنك. انطلاقاً من ذلك، لا تهملي إدخال المأكولات البحريّة إلى نظامك الغذائي، لتعزّزي المشاعر الإيجابيّة في داخلك، وذلك بدلاً من أن تنقطعي مثلاً عن الطعام أو أن تفرطي في تناول هذا النوع من الطعام أو ذاك. ولا ضير من تحضير ثمار البحر بوصفات وأساليب متنوّعة لتنجحي في تناولها باستمرار.

هل المكسّرات أساسيّة؟

تشعرين بالإحباط من جرّاء مشكلة كبيرة تواجهينها في العمل مع إحدى الزميلات. بدلاً من أن تسارعي إلى تناول أيّ نوع من الحلويات التي ترفع معدّل السكّر في جسمك وتزيد من وزنك، الجئي إلى المكسّرات، لا سيّما النيئة منها، فهذا النوع من الطعام يساعد على محاربة الكآبة، وذلك لاحتوائه على السيلينيوم، بالإضافة إلى عناصر غذائيّة أخرى تحافظ على الصحّة الجيّدة وتبعد عنك الشعور بالضغط النفسي. لذلك، جهّزي وجبات سريعة من المكسّرات واصحبيها معك إلى العمل لتعزّزي معنويّاتك العالية.

السيلينيوم أيضاً في...

لأنّك بتّ تعرفين أنّ السيلينيوم مادّة أساسيّة لمحاربة الكآبة والمشاعر السلبيّة التي تنتابك، لا بدّ لك من الاطّلاع على مجموعة من الأطعمة التي تحتوي على هذه المادّة الضروريّة، ونذكر منها القمح والشوفان. لذلك، اختاري مثلاً خبز الشوفان وتناولي به أطباق اللحم أو الدجاج التي تحضّرينها لك ولأفراد أسرتك.

فعاليّة الثوم في محاربة الكآبة

نسمع باستمرار أنّ الثوم يساعد في تنقية الدم وفي تعزيز جهاز المناعة، بالإضافة إلى دوره في تقوية القلب والشرايين إذ يمنع ارتفاع نسبة الكوليسترول السيّء في الدم. إلّا أنّ الثوم يساعد أيضاً في محاربة الكآبة وتخفيف التوتّر وتحسين المزاج، وهذا ما أكّدته دراسات كثيرة في هذ المجال. ولا بدّ من الإشارة إلى أنّ الذين يتناولون الثوم باستمرار هم أقلّ عرضة للتعب والقلق. لذلك، أدخلي هذا العنصر إلى وجباتك من خلال طهيه مثلاً مع الدجاج لإضافة نكهة لذيذة أو وضعه في صلصة سلطة الخضار لتستفيدي من خصائصه الغذائيّة وتحاربي الشعور بالكآبة.

ماذا عن البصل؟

في هذا الصدد، يؤدّي البصل أيضاً دوراً أساسيّاً، لا سيّما أنّه يساعد على تهدئة الأعصاب وتعزيز الاسترخاء. بالإضافة إلى ذلك، لا بدّ من الإشارة إلى أنّ هذا النوع من الخضار لا يحارب الالتهابات ويقوّي جهاز المناعة وحسب، إنّما يساعد على النوم بشكل أسرع وأفضل. أبعدي عنك الكآبة واكسبي ذبذبات إيجابيّة من البصل الذي يمكنك إضافته إلى السلطات والأطباق الساخنة على اختلاف أنواعها.

هل الفلفل الحارّ مفيد؟

ستتفاجئين حين نخبرك عن السرّ الذي يكمن وراء دور الفلفل الحارّ في التخفيف من الشعور بالكآبة والضغط النفسي. فحين تتناولينه، تلسعين فمك وحلقك، فتُرسل إلى الدماغ رسائل خاطئة. بالتالي، يفرز هذا الأخير مادّة الإندروفين التي تساعد على تعزيز الإحساس بالراحة والرضى. انطلاقاً من ذلك، ولتتجنّبي الكآبة بكل أشكالها، ركّزي على أكل الفلفل الحارّ وحاربي من خلاله القلق والمشاعر السلبيّة.

ابتعدي عن

- الكافيين: تعتقد كثيرات أنّ تناول الكافيين يساعد على التخفيف من الشعور بالتوتّر، غير أنّ هذا الاعتقاد الشائع خاطئ. لماذا؟ لأنّ الكافيين الذي يدخل جسمك من خلال القهوة والمشروبات الغازيّة يؤدّي إلى إفراز هرمون الكورتيزول، وهو الهرمون المسؤول عن التوتّر.

- السكّر الأبيض: صحيح أنّ الحلويات تمنح الطاقة

إذ ترفع نسبة السكّر في الدم، إلّا أنّ هذه النسبة تنخفض بسرعة أيضاً. بالتالي، تشعرين بالراحة لوقت قصير يليها شعور بالتعب. لذلك، تجنّبي أعراض الاكتئاب وابتعدي عن تناول السكّر.

- الملح: إنّ تناول كميّة كبيرة من الأطعمة المالحة يؤدّي إلى خلل في توازن المعادن في الجسم، فتنخفض نسبة البوتاسيوم، هذا المعدن الأساسي لتعزيز عمل الجهاز العصبي. بالتالي، يزداد احتمال الشعور بالكآبة.

- الدهون الحيوانيّة المشبّعة: أشارت دراسات كثيرة إلى أنّ الدهون الحيوانيّة المشبّعة تزيد نسبة التوتّر،

لا سيّما إن أكثرت من تناولها. انطلاقاً من ذلك، احرصي على تناول اللحوم الخالية من الدهون قدر الإمكان، ولا تفرطي في تناول المنتجات الحيوانيّة التي ترتفع فيها نسبة الدسم كالحليب والزبدة.

اقرئي أيضاً: حسّني مزاجك بالموسيقى، اشعري بالسعادة بدقائق معدودة فقط، كيف تسيطرين على غضبك؟

 
شارك