العودة إلى الحياة الطبيعيّة بعد الشفاء

لا تعني الإصابة بسرطان الثدي نهاية العالم ولا تعني أيضاً أنّ الحياة فقدت طعمها ورونقها. فبعد المرض، يأتي العلاج يليه الأمل بمستقبل واعد وجميل. فكيف تعودين إذاً إلى مسار حياتك الطبيعي بعد الشفاء من سرطان الثدي، كيف تسترجعين الثقة باليوم والغدّ، وكيف تنظرين إلى مخطّطاتك بإيجابيّة وتفاؤل؟ يبقى الأساس واحد: تأمّلي وابتسمي واستمتعي!

بات سرطان الثدي من الأمراض الشائعة في مجتمعنا اليوم، منّا من أصيبت به ومنّا من كانت لها صديقة  أو قريبة عانت منه ومنّا من سمعت عنه وحسب. ولكن، مثلما للمشاكل حلول، لهذا المرض علاج. ومع تطوّر الطبّ، بات الشفاء منه أمراً ممكناً.

ومن التساؤلات الكثيرة التي تراود أذهاننا: «كيف تكون العودة إلى الحياة الطبيعيّة بعد سرطان الثدي؟». نعم، كيف ننطلق من جديد بعد فترة معاناة، طويلة كانت أم قصيرة، كيف نزرع الأمل في يوميّاتنا وننظر بتفاؤل إلى ما ينتظرنا في الغدّ؟

الخطوات سهلة ولا تتطلّب سوى ابتسامة على ثغرك وطاقة إيجابيّة في قلبك.

اقرئي: كيف تسيطرين على غضبك؟

إيجابيّة منذ الصباح

سرطان الثدي؟ بات من الماضي، ماضٍ أقفلت عليه الباب وأغرقته بين صفحات الأمس.

لا تنسي ذلك، لا سيّما في الفترة الأولى من انتهاء العلاج وشفائك. فالعودة إلى حياتك اليوميّة الطبيعيّة لا تتطلّب منك التفكير بإيجابيّة وحسب، إنّما التصرّف بإيجابيّة أيضاً. وهذا يعني أن تبدئي نهارك بفرح منذ ساعاته الأولى: لا تدعي الكسل يتسرّب إلى صباحك بل استيقظي بنشاط وقفي أمام المرآة مبتسمة وواثقة من ذاتك، ثمّ حضّري لنفسك ولعائلتك فطوراً لذيذاً واستمتعي بلحظاتكم الجميلة معاً. وهكذا، تتيحين للإيجابيّة فرصة أن ترافقك طوال اليوم وتبعدين عنك كل الحزن والتوتّر.

جدّدي مظهرك الخارجي

لا شكّ في أنّك تدركين أنّ العلاج يبدأ من الداخل. نعم، يرتكز على معنويّاتك ومشاعرك ونفسيّتك. والأمر سيّان بالنسبة إلى العودة إلى الحياة الطبيعيّة بعد سرطان الثدي. ولتعزّزي إحساسك بالأمل وثقتك بنفسك من جديد، اسعي إلى تجديد مظهرك الخارجي بالكامل. دلّلي نفسك بجلسة عناية بالوجه، واستمتعي بمختلف أنواع العلاجات التي تبثّ فيك كل الشباب والحيويّة. بعد ذلك، توجّهي لاختيار أجدد مستحضرات الماكياج التي قدّمتها الدور هذا الموسم ونوّعي في الألوان والتركيبات، على أن تختاريها زاهية أيضاً. والملابس؟ جدّديها أيضاً واطّلعي على آخر صيحات الموسم لتختاري تصاميم وأزياء تناسب أسلوبك وتدخل البهجة إلى قلبك بقصّاتها العصرة وألوانها الآسرة.

انطلقي في مجال الأعمال

لتشعر المرأة بأنّها تحقّق ذاتها وتنجح في بلوغ أحلامها وطموحاتها، لا بدّ لها من أن تنطلق في مجال العمل الذي تحبّه وتراه مناسباً لها ولأسلوب حياتها. لذلك، لا تدعي أجواء المرض والعلاج تتغلّب على حياتك بعد الشفاء، إنّما ارمي الماضي خلفك وانطلقي من جديد. عودي إلى المداومة في عملك واحرصي على إكمال مهامك ومسؤوليّاتك تدريجيّاً. أمّا إذا رغبت في انطلاقة جديدة تماماً، فلا تتردّدي في البدء بالمشروع الذي لطالما حلمت به. قد ترغبين مثلاً في إطلاق متجر إلكتروني خاصّ بك تعرضين فيه قطعاً وتصاميم تحمل توقيع موهوبين من منطقتك. لم لا تبدئين العمل على هذه الخطّة فتجدين ما يلزمك من رأس مال وتبحثين عن طرق للتواصل مع المواهب لتنطلق منصّتك في عالم الأعمال. بهذه الطريقة، تشعرين بمكانتك الأساسيّة في المجتمع ويتاح لك أداء دورك الاجتماعي فيما تضمنين راحتك في المنزل وتتحكّمين بوقتك.

اقرئي: استعيدي ثقتك بنفسك

أثّري في مجتمعك

قد لا يكون الرجوع إلى الحياة العاديّة سهلاً للغاية بالنسبة إليك، غير أنّك لا تعلمين أنّ إخراج مشاعرك وأحاسيسك وتشاركها مع الغير يساعدك في تخطّي المرحلة السلبيّة والانطلاق نحو الأمل والتفاؤل. ونعني بذلك أن تتشاركي تجربة علاجك وشفائك مع الأخريات من حولك، كأن تدخلي مثلاً في جمعيّة تُعنى بالتوعية حول سرطان الثدي. فمن خلال هذه الخطوة، تتذكّرين أنّ المرض بات من الماضي لا بل تساعدين السيّدات من حولك على تجاوز محناتهنّ، ما يشعرك بالقوّة.

عزّزي روابطك

استفيدي من فترة ما بعد العلاج لتعزّزي روابطك مع محيطك. فقد أصبحت تعلمين الآن أهميّة اللحظات التي تقضينها مع أسرتك وبتّ تدركين كم هي ثمينة مشاعر الفرح التي تملأ الأجواء حين تمضين وقتاً جميلاً مع أطفالك أو صديقاتك. لذلك، خصّصي من جهة أولى وقتاً لزوجك وأطفالك ومارسي معهم كل النشاطات الممتعة. ومن جهة ثانية، عزّزي علاقاتك بالصديقات والزميلات واجعلي التفاهم والإيجابيّة محور روابطك جميعها.

أدخلي تغييرات

لمَ لا تعتبرين الفترة الماضية فرصة لك لمراجعة بعض تفاصيل حياتك، واسألي نفسك: هل أنا راضية عن حياتي؟ هل هذه هي المهنة التي أرغب فيها؟ هل يروق لي ديكور منزلي؟ هل أنا سعيدة بأسلوب ملابسي وقطع خزانتي؟ هل ثمّة ما ينقصني كامرأة؟ ولا تأتي الإجابات سوى لتساعدك على إدخال تغييرات تحسّن من مزاجك وترتقي بك إلى حيث تريدين. جدّدي أثاث منزلك مثلاً واختاري له ألواناً زاهية تريحك، أو اذهبي إلى السوق وانتقي تصاميم تزيدك تجدّداً وحيويّة...

ابحثي عن الراحة

ابتعدي كلّ البعد عن مصادر التوتّر واسعي إلى تعزيز راحتك الجسديّة والنفسيّة. لا تتردّدي مثلاً في الاستمتاع بجلسات في السبا لتريحي نفسك أو في أخذ إجازة تقضينها في بلد جميل. ولا بدّ من القول إنّ استشارة اختصاصيّة نفسيّة أمر أساسي  في بعض الحالات، مع ضرورة إجراء الفحوصات الدورية للاطمئنان أيضاً.

اقرئي: فوائد جمّة للاستماع إلى الموسيقى خلال العمل

 
شارك