التعامل مع مرحلة الانفصال وما بعدها

 

انتهاء أيّ علاقة سواء أكانت زواجاً أو صداقة أو زمالة أو جيرة لا يعني زوال الاحترام والمعزّة، بل يعني ببساطة أنّه ما من انسجام واتّفاق ورغبة في الاستمرار. ولكي تمرّ هذه المرحلة بسلام يجب مراعاة قواعد معيّنة لتفادي ارتكاب الأخطاء والهفوات وتجنّب المرور بمواقف سيّئة.

من الطبيعي ألّا تخلو أيّ علاقة من المشاكل، لذلك يجب التمتّع بالليونة للتعامل مع الخلافات وحلّها. إلّا أنّ الطرفين قد يصلان أحياناً إلى حائط مسدود فيشعران بأنّه ما من مجال لتقديم المزيد من التنازلات أو لترقيع الصدع المتزايد، وهذا يعني أنّنا وصلنا إلى نهاية الطريق، وعلى الطرف الثاني أن يعرف أنّ الانفصال أصبح ضرورياً.

موعد المناقشة

على الطرفين تحديد موعد للتحدّث عن كل الأسباب التي أدّت إلى تدهور العلاقة، فتأجيل الأمر والتهرّب منه سيفاقم المشاكل والبرود. المناقشة يجب أن تتمّ في مكان محايد، ففي حال قرّرت الانفصال عن خطيبك مثلاً لن يكون مناسباً حصول ذلك في منزله حيث تتواجد والدته التي قد تتدخّل لكي تعيد المياه إلى مجاريها، أو في منزلك حيث سيمتنع عن الإفصاح عن مكنوناته خوفاً من مواجهة ذويك.

مكان هادئ

الأفضل أن يكون اللقاء في مقهى هادئ بعيداً عن أعين المتطفّلين الذين قد يلتفتون صوبكما، كما ننصحك باختيار مكان ليس لكما أيّ ذكريات فيه.

ابدئي بالحديث فور جلوسكما، أخبريه أنّك ترغبين في التطرّق إلى مستقبل علاقتكما وقولي له إنّك ترينه ضبابيّاً وإنّك تجدين صعوبة في الاستمرار، وصارحيه بالأسباب الكامنة وراء ذلك، كأن تعترفي له بأنّك لم تعودي قادرة على تحمّل الاختلافات في طباعكما أو أنّك لا ترين أفقاً إيجابيّاً في حال استمرّت علاقتكما. وعليك ألّا تصدميه بحقائق لم تمهّدي لها في السابق.

مشاعر الطرف الآخر

فكّري خلال اللقاء بمشاعر الطرف الثاني، فأنت تشاركت معه لحظات جميلة في الماضي ولا ترغبين في أن تؤذيه نفسيّاً أو تعايريه بأمور مضت لن يكون من المفيد التطرّق إليها بعد أن اتّخذت قرار الانفصال، وذلك لأنّك ترغبين في الحفاظ على الاحترام والمودّة بينكما مستقبلاً.

تجنّب الانفعال

تجنّبي الانفعال مهما بلغت درجة الاستفزاز من الطرف الثاني وتذكّري أنّ كثرة الجدال لن تغيّر شيئاً في الموضوع، فاسمحي له بأن يعبّر عن رأيه، لكن في حال خرج عن الحدود المقبولة انسحبي فوراً من الجلسة.

الصيغة المستقبليّة

بعد أن تنهي حديثك، لا تقترحي البقاء صديقين، إذ سيكون من الصعب عليه لحظة الانفصال تصوّر هذا الشكل الجديد للعلاقة، بل اتركي له حريّة اختيار الصيغة الجديدة التي ستتعاملان فيها مستقبلاً.

التهرّب خطأ

من الأخطاء التي تحصل في هذه المواقف تفضيل الانفصال من خلال رسالة هاتفيّة أو بريد إلكتروني مطوّل تشرحين فيه أسبابك.

الوقت اللازم لاستيعاب ما حصل

لا بدّ أن تعرفي أنّ المواجهة هي السبيل الأمثل لحلّ جميع المشاكل التي تصادفنا في الحياة، فالموضوع مهما كان صعباً وحسّاساً يمكن إيصاله إلى خواتيم منطقيّة في حال حصلت جلسة حوار مباشرة تمّ خلالها التحدث عن كل الأمور العالقة وإيجاد إجابات لكلّ التساؤلات الغامضة.

اختلافات بسيطة

لا يختلف الانفصال عن صديقة أو زميلة في العمل أو حتى جارة كثيراً، فالعلاقات الإنسانيّة بمختلف أشكالها معرّضة للاستمرار أو للزوال، الفرق الوحيد هو أنّ وتيرة بعض العلاقات قد تخفّ بالتدريج فتنتهي من دون أن تُحدث تأثيراً كبيراً.

فرق في قوّة العلاقات

للعلاقات القويّة التي دامت لوقت طويل تأثير أكبر على أطرافها في حال وقع الانفصال، وبالتالي فإنّ الخروج منها يكون أصعب ويحتاج إلى مجهود مضاعف ووقت أطول لاستيعاب البعد وتقبّل الانفصال، ولذلك لا تقسي على نفسك وخذي ما تحتاجينه من وقت.

إرجاع الهدايا

إرجاع الهدايا يعدّ إهانة للطرف الثاني فهو عندما قدّمها لك لم يكن يفكّر في هذه الإمكانيّة، وبالتالي يمكن الاحتفاظ بها حتى ولو لم تستخدميها، إلّا أنّ الأمر يختلف في حال بادر هو إلى إعادة  ما اشتريته له خلال العلاقة، ففي هذه الحالة يفضّل أن تقومي بالمثل، بهذه الطريقة لا يبقى لديك ما يذكّرك به والعكس.

أسباب الانفصال

انتقي كلماتك جيّداً حين تتحدّثين عن الشخص الذي انفصلت عنه أمام المعارف والأصدقاء، والجواب الأمثل لكل من يسألك عن سبب الانفصال هو وجود اختلافات في وجهات النظر، فما حصل لا يعني أحداً غيركما، وبالتالي حافظي على الخصوصيّة، وترفّعي عن الردّ وحافظي على احترامك له لأنّ ما حصل بات من الماضي ولا يمكن تغييره.

تخطّي الجرح

صحيح أنّك منزعجة من مسار العلاقة أو طريقة انتهائها، إلّا أنّه يجب ألّا تسيئي إلى الطرف الآخر أو تتطرّقي إلى صفاته السيئة أو تكشفي أسراره، إذ يجب ألّا يؤثّر هذا الأمر على صفاتك الحسنة، لذلك امنحي نفسك الوقت كي تتخلّصي من آثار العلاقة وتواجهي مجتمعك بتماسك وثقة وشجاعة.

اللقاء صدفة

قد تقابلين الشخص الذي انفصلت عنه صدفة، فكيف تتصرّفين؟ في حال بادر إلى إلقاء التحيّة يجب أن تبتسمي له وتسألي عن أحواله شرط ألّا تطيلي البقاء كثيراً. أمّا إذا امتنع عن التواصل، فلا تقومي بأيّ مجهود بل امضي في طريقك.

التروّي ومعرفة الأخطاء

تراودك مشاعر مختلطة بعد الانفصال وتتراوح ما بين الحزن والشوق والحنين. الحلّ هو التروّي وأخذ الوقت الكافي للشفاء ودراسة أسباب ما حصل كي تتفاديه في ما بعد، فتعلّم الدروس من الماضي هو السبيل الوحيد للنجاح مستقبلاً.

اقرئي أيضاً: كيف تسيطرين على غضبك؟، كيف تستعيدين نشاطك في العمل بعد الإجازة؟، 5 نصائح لتتخلصي من القلق

 
شارك