أقرأ «تأمّلات في السعادة الإيجابيّة»

نحبّ التفاؤل والإيجابيّة. نتّفق على كده. وأنا دوم أقول في نفسي إنّه التفكير الإيجابي يخلّي الحاجات الإيجابيّة تحصل. وطبعاً العكس صحيح. بس كمان ابتديت أسأل نفسي: لو تكلّمنا عن حاجات مو صحّ، عن أخطاء، عن ناس عندهم صفات مزعجة... في الحالات ديّة نكون سلبيّين؟ وبعدين أقول: لا، ضروري ما نسكت حين حد يسوّي حاجة مو صحّ. وبعد كده أقول: كده الناس رايحين يقولون إنّي متشائمة ومو إيجابيّة. بس الحلّ صار عندي. على فكرة، دحين أجلس في غرفة الجلوس، مرتاحة، ما بيه شي يزعجني... أقرأ كتاب سموّ الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، حاكم دبي... «تأمّلات في السعادة الإيجابيّة». سعادة وإيجابيّة! تقولين حديقة من الأفكار الحلوة. ومو رايحة تصدّقين. أقرأ وأبتسم. أقلّب في الصفحات، عقلي وقلبي يطيرون بين السطور. لا، أحسّ إنّي أتنقّل بينها بنفسي مثل الفراشة. الكتاب ده بيه طاقة إيجابيّة تهبل. أغيّر جلستي. من 3 ساعات وأنا أجلس بالطريقة نفسها وما أشعر بنفسي ولا حتى بمرور الوقت. بس حسّيت بألم في ظهري. في العادة

ما أقرأ مقدّمات الكتب. بس ده غير. كل حاجة مهمّة، كل حرف، يعني كل حرف. مثل كأنّك تاكلين حاجة حلوة بس مو دسمة، لذيذة وما تخلّيك تكسبين الوزن. في الحقيقة الكتاب سريع... الكلمات بسيطة. بس المعاني عميقة. بيه إجابات على دهشة الناس، على أسئلتهم: كيف صحراء الإمارات تحوّلت لأجمل مكان في الدنيا؟ كيف مطار دبي هوّ الأوّل في العالم؟ عن شارع الشيخ زايد... عن كلّ حاجة، عن القيادة والدولة وكلّ المواضيع المهمّة. قراءة الكتاب ده مثل كأنّك تطلعين من مكان ضيّق وتتنشّقين هواء كثير. أريد دحين أقرأ لك المقطع ده: « لم لا نجرّب أن نغيّر نظرتنا لبعض الأمور ونتحلّى بقليل من الإيجابيّة في تعاملنا مع التحدّيات التي تواجهنا ونبقي قليلاً من التفاؤل تستطيع الأجيال الجديدة أن تعيش عليه وأن تحقّق ذاتها من خلاله؟». وكمان: «فلا ضير في أن نجرّب أن نكون إيجابيّين لبعض الوقت. الحروب يمكن أن تدمّر البنيان. لكنّ الأخطر منها الحروب التي تدمّر الإنسان وتقصف ثقته بنفسه وتهدم تفاؤله بمستقبله وتحيله إلى التقاعد عن إكمال السباق الحضاري والمنافسة العالميّة». أغمّض عيوني. أسترخي. أحسّ إنّي أريد أخلّي عقلي يمتصّ كلّ المعاني، كلّ الكلمات. أريد أحتفظ في ذاكرتي بكلّ الأفكار. أقلّب الصفحات.

ما أصدّق! كلام جدّي بس مثل الميّة اللي نشربها في أوقات العطش. في الصفحة ديّة يتكلّم عن تشكيل فريق العمل والتعامل معه ووضع الخطط المستقبليّة وبناء ثقافة حكوميّة. كتاب يعلّمك كيف تفكّرين بطريقة إيجابيّة. سموّ الشيخ هنا يحكي كيف يقسم وقته ويجدّد طاقته. وكمان... كيف يتفاعل مع أسرته ويتعامل مع الأزمات. الصفحة الأخيرة... كتاب روعة، مثل مسكّن ألم.

اقرئي أيضاً: كيف تصيرين مدوّنة ناجحة في «السوشيال ميديا»؟، اشعري بالسعادة بدقائق معدودة فقط، كيف تسيطرين على غضبك؟

 
شارك